قيلولة الظهيرة: كنز لشحن طاقتك وتعزيز صحتك

3 دقيقة
قيلولة الظهيرة: كنز لشحن طاقتك وتعزيز صحتك
حقوق الصورة: shutterstock.com/captainX

يمكن للقيلولة أن تعطيك قوة دافعة في بعض الأحيان، وهي ليست قوة خارقة لكنها قد تساعدك على حل المشكلات التي تواجهها في العمل بطرق إبداعية، وتحسن صحتك العامة. إليك فوائد القيلولة بعد الظهر وكيف يمكن أن تساعدك على تحسين إنتاجيتك.

اقرأ أيضاً: تعرف على قيلولة أديسون التي تساعدك على الإبداع

فوائد القيلولة بعد الظهر 

يمكن أن تحقق القيلولة أو الغفوة بعد الظهر الفوائد التالية:

تعزيز الذاكرة

تعزز القيلولة بعد الظهر الذاكرة عن طريق تثبيت المعلومات المكتسبة خلال اليوم في الذاكرة طويلة الأمد، ووفقاً لدراسة من جامعة سنغافورة العامة من عام 2022؛ فإن النوم الخفيف في القيلولة يساعد الدماغ على معالجة التفاصيل وتحسين الذاكرة. تعد هذه الخاصية مفيدة للطلاب والعاملين في المجالات التي تحتاج تعلماً مستمراً. 

تحسين اليقظة

تساعد القيلولة مدة أقل من 90 دقيقة على زيادة مستوى اليقظة وتقلل النعاس في فترة ما بعد الظهر، ما يعزز التركيز والاستجابة السريعة للمهام، وقد أظهرت دراسة من جامعة جونز هوبكنز أُجريت عام 2022، أن القيلولة تُحسن الأداء في الاختبارات التي تتطلب انتباهاً مستمراً، مثل القيادة أو العمل المكتبي. لذا، يمكن أن تعد القيلولة بديلاً فاعلاً للمنبهات مثل القهوة في بعض الحالات.

تقليل التوتر

تقلل القيلولة مستويات الكورتيزول، وهو الهرمون المسؤول عن مساعدة الجسم على التعامل مع المواقف المسببة للتوتر، ما يساعد على الاسترخاء وتخفيف الضغط النفسي الناتج عن أعباء اليوم. تُشير دراسة من الجامعة الجنوبية الصينية أُجريت عام 2021 إلى أن القيلولة القصيرة تعيد ضبط استجابة الجسم للتوتر، وتحسن الصحة العقلية وتقلل الشعور بالإرهاق. ويفيد ذلك العاملين في بيئات العمل المجهدة مثل أطباء غرف الطوارئ.

تحسين المزاج

تحسن القيلولة بعد الظهر الحالة المزاجية عن طريق تقليل الشعور بالإزعاج وزيادة الشعور بالراحة والإيجابية، وتُظهر دراسة من جامعة سنغافورة الوطنية أُجريت عام 2023 أن القيلولة القصيرة تعيد توازن النواقل العصبية مثل السيروتونين، ما يؤثر إيجابياً على الحالة العاطفية ويعزز الراحة النفسية، وتعد هذه الميزة مفيدة للذين يعانون تقلبات مزاجية أو لديهم شعور مستمر بالانزعاج بسبب ضغط العمل والحياة الاجتماعية.

تحسين كفاءة وظائف الدماغ

تزيد القيلولة من سرعة معالجة الدماغ المعرفية والقدرة على الانتباه، وبالتالي تحسين كفاءة العمل الذي يتطلب جهداً فكرياً مثل المجال الأكاديمي أو الإبداعي المهني، وبذلك يمكن أن تتحسن المسيرة المهنية والأكاديمية ويتعزز الإبداع من خلال الراحة وقتاً قصيراً بعد الظهر.

تشير دراسة من جامعة ولاية تكساس أُجريت في 2024 إلى أن القيلولة بعد الظهر تعزز مهارات حل المشكلات في الدماغ، حيث تحسن الوصول لمرحلة حركة العين السريعة في أثناء النوم، وهي مرحلة الحلم في أثناء النوم المرتبطة بتخزين الذكريات ومعالجة المشاعر. تضمنت الدراسة أخذ قيلولة مدتها 110 دقائق في اليوم لتعزيز الإنتاجية وحل المشكلات المعقدة على نحو إبداعي، وتبين أن حل المشكلات يصبح أفضل بعد القيلولة.

اقرأ أيضاً: القيلولة مفيدة حقاً، وإليك كيفية الاستفادة منها

تعزيز صحة القلب

يقلل أخذ قيلولة قصيرة، مدتها أقل من 30 دقيقة، ارتفاع ضغط الدم، ويخفض مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية، وهذا يعزز صحة كبار السن والأفراد المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ممن خضعوا لجراحة قلبية، أو لديهم خطر وراثي للإصابة بأمراض قلبية. وذلك حسب دراسة من كلية بكين الطبية منشورة عام 2024.

تعزيز الأداء البدني

تُحسن قيلولة بعد الظهر من الأداء البدني والقدرة على التحمل خصوصاً عند الرياضيين، من خلال استعادة الطاقة وتقليل التعب بعد التمارين وتعويض قلة النوم. حيث وجدت دراسة من جامعة كوينزلاند المركزية أُجريت عام 2021 أن القيلولة مدة تتراوح بين 20-90 دقيقة في الفترة بين الساعة 1:00 و4:00 بعد الظهر، تحسن سرعة رد الفعل والقوة العضلية، ويمكن اعتبارها استراتيجية فعالة للرياضيين قبل المنافسات. بالإضافة لذلك، تساعد القيلولة في تسريع التعافي العضلي وتقليل الإجهاد البدني الناتج عن النشاط المكثف.

تقوية الجهاز المناعي

تعمل القيلولة مدة 15 دقيقة بعد الظهر على زيادة كفاءة وظائف الجهاز المناعي عن طريق موازنة استجابة الجسم للالتهابات، وتحسين إنتاج الخلايا المناعية مثل الخلايا التائية، ما يساعد على مكافحة الأمراض وتسريع عملية التعافي من المرض. تسهم القيلولة المنتظمة في تنظيم إطلاق السيتوكينات، وهي بروتينات تؤدي دوراً رئيسياً في الاستجابة المناعية. 

 تعتبر القيلولة صحية عندما تكون قصيرة ومنتظمة مدة 20-40 دقيقة، لكن المدة الطويلة للقيلولة بعد الظهر مثل تلك التي تتجاوز 90 دقيقة -إلا في حالات الحرمان من النوم- أو التي تُؤخذ في توقيت متأخر بعد الساعة 4:00 عصراً، قد تسبب الخمول أو تؤثر في النوم الليلي، ومن الممكن أن تسبب آثاراً صحية ضارة. عدا عن ذلك، لا يمكن للجميع أن يشعروا بالنعاس لأخذ قيلولة، أو أن تكون ظروفهم مواتية لأخذ هذه القيلولة، إضافة إلى أن هناك نمطاً جينياً يحتوي على متغيرات في 123 منطقة جينية مرتبطة بزيادة الاستعداد الوراثي لأخذ القيلولة، استناداً لبحث من جامعة هارفارد منشور عام 2021 في دورية نيتشر.

اقرأ أيضاً: باحثون سعوديون يدرسون العلاقة بين مدة القيلولة والوظائف المعرفية والإدراكية لدى كبار السن السعوديين

يشارك الطبيب الاختصاصي بأمراض الأوعية من جامعة هارفارد واختصاصي الطب الباطني من جامعة بوسطن، الدكتور إحسان كعدان، عبر قناته على اليوتيوب مجموعة من الفوائد للقيلولة بعد الظهر.

المحتوى محمي