كل ما يجب أن تعرفه عن مرض القولون العصبي أشيع الأمراض الهضمية وأسلمها

3 دقائق
كل ما يجب أن تعرفه عن مرض القولون العصبي أشيع الأمراض الهضمية وأسلمها
حقوق الصورة: شترستوك.

يعتبر القولون العصبي أو ما يُسمى "متلازمة الأمعاء المُتهيجة" أحد أشيع الاضطرابات الهضمية التي تؤثر على نوعية عمل الأمعاء الدقيقة والغليظة. قد لا يكون السبب وراء حدوثها واضحاً، إلّا أنه تُتهم العوامل النفسية والحساسية الغذائية بكونها إحدى محرضات هذه المتلازمة. تُصاب النساء بمتلازمة الأمعاء المُتهيجة بدرجة أكبر مقارنةً بالذكور، وعلى الرغم من كونها حالة سليمة لا تحمل أي مخاطر مستبطنة ولا تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون أو المُستقيم، إلّا أنها تبقى حالة مزمنة تحتاج الإدارة والعلاج على المدى الطويل.

اقرأ أيضاً: كيف يمكننا حماية الميكروبات النافعة في الأمعاء من المضادات الحيوية؟

ما هي أعراض القولون العصبي؟

تتراوح أعراض القولون العصبي بين الخفيفة والشديدة، ويعاني قلّة فقط من المصابين بالقولون العصبي من علامات وأعراض شديدة مُعيقة للعمل. وتعاني النسبة العظمى من أعراض متوسطة الشدة تتراوح بين الشعور بانزعاج خفيف وعدم راحة في الأمعاء إلى الشعور بوجود كميات كبيرة من الغازات في البطن. عادةً ما تكون الأعراض موجودة لفترة طويلة، إذ تبدأ بشكل تدريجي وتزداد في حال عدم التدبير الجيد للحالة. ومن أشيع الأعراض: 

  • ألم في البطن والشعور بتقلصات عضلية غير مُريحة.
  • انتفاخ في البطن.
  • اضطراب في حركية الأمعاء.
  • تبدل عادات التغوط وتناوب الإسهال والإمساك.
  • براز قوامه مخاطي.

اقرأ أيضاً: هكذا يلعب «تمدد الأمعاء» دوراً في الشعور بالشبع

وعلى الرغم من سلامة المرض، إلّا أنه يتوجب مراجعة مقدم الرعاية الصحية في حال ظهرت تبدلات مفاجئة وشديدة، إذ قد يشير ذلك إلى حالة أكثر خطورة. ومن العلامات المنبئة بوجود خطورة مُحتملة:

  • فقدان الوزن: أحد أهم النقاط التي تؤكد تشخيص القولون العصبي هو عدم نقصان الوزن على الرغم من وجود شكوى هضمية متكررة.
  • نزيف في المستقيم.
  • فقر الدم الناجم عن نقص الحديد.
  • إقياءات غير مُفسرة.
  • صعوبة البلع.
  • ألم مستمر لا يخف بالتغوط أو إخراج الغازات.

لمَ يحدث القولون العصبي؟ وما دور الحالة النفسية في ذلك؟ 

لم يتم تحديد سبب دقيق لحدوث القولون العصبي، لكن تلعب بعض الحالات الصحية دوراً في الإصابة بالقولون العصبي مثل:

  • اضطراب في عمل جدران الأمعاء: تُبطن جدران الأمعاء بطبقة من العضلات التي تتقلص أثناء نقل الطعام عبر الجهاز الهضمي، وعادةً ما توجد حالة من التوازن بين ارتخائها وانقباضها، وبالتالي تحدث الغازات والإسهال في الحالات التي تنقبض فيها العضلات بشكل أقوى وتستمر لفترة أطول، وبالمقابل يحدث الإمساك نتيجة التقلصات المعوية الضعيفة.
  • خلل في تعصيب الأمعاء: تتسبب الإشارات العصبية سيئة التنسيق بين الدماغ والأمعاء في أن يبالغ الجسم في رد فعله تجاه التغيرات التي تحدث عادة في عملية الهضم، ما يؤدي إلى الألم أو الإسهال أو الإمساك.
  • الإنتانات: يتطور القولون العصبي بعد حالات التهاب المعدة والأمعاء الناجمة عن البكتيريا أو الفيروسات.
  • التعرض لضغوط نفسية منذ عمر مبكر: يميل الأشخاص الذي تعرضوا لأحداث مرهقة نفسياً، خاصة في مرحلة الطفولة، إلى الإصابة بالقولون العصبي أكثر من غيرهم.
  • اضطراب النمو الطبيعي لميكروبات الأمعاء: بعد أخذ شوط من الصادات الحيوية التي تقضي على نسبة كبيرة من الفلورا الطبيعية للأمعاء.

اقرأ أيضاً: تنفس بعمق: دليل مبسط وشامل للتخلص من التوتر

هل تُعزى بعض حالات الإصابة بالقولون العصبي إلى تشريح الدماغ؟

في الفترة الأخيرة، تم تسليط الضوء على ترافق التغيرات الدماغية مع الاضطرابات الوظيفية المعوية مثل القولون العصبي، وتم الكشف عن وجود سبل تنشيط شاذة في بعض مناطق القشرة الدماغية الحزمية الحسية والحركية، إضافةً إلى وجود اتصالات غير وظيفية في القشرة الأمامية واللوزة المخيخية والحصين. هذا النشاط المتغير للجهاز العصبي المستقل يشير إلى مشاركة اضطرابات الحركية المعوية الوظيفية ببعض الخصوصية التشريحية لدماغ الإنسان.

ما هي عوامل الخطر التي تزيد فرص الإصابة بالقولون العصبي؟

ترجح الإصابة بالقولون العصبي عند: 

  • الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً.
  • الإناث: يعد العلاج بالأستروجين قبل انقطاع الطمث أو بعده أحد عوامل خطر الإصابة بمرض القولون العصبي.
  • تاريخ عائلي للإصابة: تلعب الجينات دوراً في زيادة فرص الإصابة.
  • اضطرابات نفسية: تزداد فرص حدوث القولون العصبي بوجود تاريخ من الإصابة بالقلق أو الاكتئاب أو مشكلات أخرى تتعلق بالصحة العقلية. حتّى قد يكون وجود تاريخ من الاعتداء الجنسي أو الجسدي أو العاطفي أيضاً من عوامل الخطر.

إذاً، كيف تتجنب تحريض نوبة قولون عصبي؟

لحسن الحظ، تم تحديد بعض المحرضات التي تعتبر مسؤولة عن أكثر من ثلثي نوب القولون العصبي، نذكر منها:

  • بعض الأغذية: إن دور حساسية الطعام أو عدم تحمل الغذاء غير مفهوم تماماً في تحريض الإصابة بالقولون العصبي. بالمقابل، تكون أعراض القولون العصبي أسوأ عند العديد من الأشخاص عندما تترافق مع تناول بعض الأطعمة كمنتجات الألبان والفاصولياء والحُمص والحليب.
  • القلق والتوتر: تسوء أعراض القولون العصبي وتصبح أكثر تكراراً خلال فترات التوتر والقلق.

اقرأ أيضاً: إليك أكثر أنواع الحساسية فتكاً وانتشاراً

علاج القولون العصبي

يركز علاج متلازمة القولون العصبي على تخفيف الأعراض للسماح للمصابين بعيش حياة طبيعية قدر الإمكان. ينصح الأطباء في البداية بتعديل نمط الحياة وتقليل التوتر والقلق من خلال ممارسة الرياضة والتأمل. كما يعد تجنب العوامل المحرضة، كتجنب الأطعمة المثيرة للتهيج المعوي وغيرها، من العلاجات الفعالة التي تخفف من تواتر وشدة النوبات.

المحتوى محمي