كيف نحمي أنفسنا من الحرب البيولوجية؟

3 دقائق
كيف نحمي أنفسنا من الحرب البيولوجية؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Oleksandr Rybak

أرسى العالمان لويس باستور وروبرت كوخ الأسس والقواعد لعلم الأحياء الدقيقة، وتمكنوا من تحديد العوامل الممرضة وتصميمها بشكل عقلاني للحصول على لقاحات للعديد من الأمراض. إلا أن هذه الإنجازات فتحت آفاقاًَ جديدة أمام رعاة الحروب في العالم، وتوجهت أنظارهم نحو استخدام الأسلحة البيولوجية لتحقيق غاياتهم.

خلال القرن الماضي، لاقى آلاف الصينيين حتفهم بسبب تعرضهم لجرعات تجريبية من مسببات الأمراض كالجمرة الخبيثة والطاعون من قبل اليابانيين. وعلى الرغم من الاتفاقيات والمعاهدات التي حظرت استخدام الأسلحة البيولوجية، إلا أنها لم تتمكن من منع إنتاجها تحت غطاء الأبحاث العلمية. اليوم، تزداد معارفنا، ونكتشف بشكل مستمر المزيد من المسببات المرضية، ويزداد معها الخوف من نشوب حروب بيولوجية علنية أو مخفية، فكيف يمكن أن نحمي أنفسنا من الحرب البيولوجية؟

الحرب البيولوجية وأسلحتها

الحرب البيولوجية هي استخدام وسائل معينة لنقل مسببات مرضية كالفيروسات والبكتيريا والفطريات والبريونات والريكتيسيا، أو العوامل البيولوجية الأخرى. يمكن لهذه العوامل أن تتسبب بالمرض أو الموت للكائنات الحية التي تتمتع بمستوى عالٍ من المقاومة للمطهرات والأدوية. تدعى هذه الوسائل التي تنقل الميكروبات بالأسلحة البيولوجية، بينما تدعى الميكروبات وما تنتجه بالعوامل البيولوجية. تتم هندسة وزراعة الميكروبات وإنتاجها في مخابر متخصصة، ثم تُخزن بالتجفيف والتجميد إلى حين استخدامها. تدخل العوامل الممرضة جسم الكائن الحي من خلال الجلد أو الجروح، أو عبر تناولها أو استنشاقها، وقد تكون معدية مثل الطاعون والجدري، أو غير معدية مثل الجمرة الخبيثة.

اقرأ أيضاً: كيف تحمي نفسك من الإشعاع النووي؟

تعد مصادر المياه أسهل الطرق المستخدمة وأسرعها لنشر السلاح البيولوجي، على سبيل المثال:

  • يمكن لكمية تقل عن 5 كيلوغرامات من سم البوتولينيوم المجفف بالتجميد، والتي تنحل في 5 ملايين لتر من الماء، أن تسبب التسمم لدى أكثر من 90% من الأشخاص المعرضين للماء.
  • يمكن لـ 10 آلاف كيلوغرام من سيانيد البوتاسيوم المنحل في 5 ملايين لتر من الماء، أن تسبب التسمم القاتل بعد شرب 100 مل منها.

اقرأ أيضاً: كيف ستؤثر الحرب النووية العالمية على كوكبنا: السيناريو الأسوأ

الحماية من الحرب البيولوجية

للحماية من الحرب البيولوجية لا بد من تضافر جهود السلطات المحلية والدولية المختصة مع المواطنين، والتنسيق فيما بين جميع القطاعات التي تمتلك القدرة على تحديد العامل الممرض وعلاجه. وفيما يتعلق بالتدابير الوقائية للمواطنين فيمكنهم اتباع الإجراءات التالية للحماية من الحرب البيولوجية:

إجراءات الحماية قبل الحرب البيولوجية

في حال وجود احتمال وقوع حرب بيولوجية أو تهديد بتلوث بيولوجي، على الجهات المعنية تنبيه المواطنين من خلال قنوات البث التلفزيوني أو إذاعة الطوارئ وغيرها من الطرق الممكنة. أما كمواطن فرد فيترتب عليه أداء المهام التالية لحماية نفسه من الحرب البيولوجية:

  • تنظيم خطة طوارئ بما يتناسب مع مستوى الخطر المحتمل، وتجهيز مستلزماتها من أجهزة حماية للجهاز التنفسي والجلد، وللحد من انتشار التلوث.
  • استشارة الطبيب للحصول على اللقاحات ضد المخاطر البيولوجية المحتملة.
  • تثبيت مرشح لجزيئات الهواء عالي الكفاءة في المنزل، لتصفية معظم العوامل البيولوجية التي قد تدخل المنزل.

الحماية بعد وقوع الحرب البيولوجية

بعد وقوع الحرب البيولوجية، يمكن الحماية منها باتباع الإجراءات التالية:

  1. متابعة تصريحات مسؤولي الصحة للحصول على المعلومات الدقيقة حول العامل والسلاح البيولوجي، مثل:
    • أعراض الإصابة بالعامل الممرض.
    • أكثر الفئات المعرضة للإصابة.
    • مناطق انتشار المرض.
    • الأدوية واللقاحات الموجودة.
    • مراكز العلاج المتوفرة.
  2. الابتعاد عن الأماكن المشتبه بوجود تفشٍ للعوامل البيولوجية فيها.
  3. استخدام قناع يدوي لتغطية الفم والأنف والتنفس من خلاله، وهو عبارة عن عدة طبقات قماشية فوق بعضها، ويمكن استخدام منديل أو منشفة أو قميص على سبيل المثال.
  4. استخدام قناع خاص للوجه، لترشيح الميكروبات البيولوجية في حال توفره.
  5. لدى الإصابة بالعامل البيولوجي، لا بد من التخلص من الملابس وفقاً للتعليمات الرسمية للتخلص من العناصر الملوثة.
  6. الغسل الجيد بالماء والصابون والتعقيم وارتداء ملابس نظيفة.
  7. طلب المساعدة الطبية من المراكز المختصة، وتجنب الاقتراب من الآخرين، أو مشاركة الأغراض معهم لمنع وصول العدوى لهم.
  8. الحجر الصحي المنزلي عند الضرورة.

اقرأ أيضاً: هكذا يمكنك صنع «قناع وجه مناسب» لحمايتك من العدوى

وسائل الحماية من الحرب البيولوجية

تحمي معدات الحماية الشخصية الجهاز التنفسي من استنشاق المواد الخطرة، أو ملامستها للجلد، وتتضمن:

  • أجهزة حماية الجهاز التنفسي المزودة بمرشحات عالية الكفاءة (HEPA): عادة ما تُصمم للاستخدام لمرة واحدة لمدة تتراوح ما بين 15-60 دقيقة، وتزوّد بغطاء كامل للوجه حتى العنق.
  • أقنعة جراحية لحماية الجهاز التنفسي: وهي أبسط أنواع أقنعة الوجه المناسبة لمستويات الخطر المنخفض، وتستخدم للحماية من الجسيمات فقط وليس من المواد الكيميائية والغازات، ومن الأمثلة عنها القناع "N-95".
  • أقنعة واقية للوجه بالكامل: وهي أجهزة تنفس صناعي لترشيح الهواء من الغازات الكيميائية والجزيئات العالقة.
  • أجهزة التنفس الذاتي (SCBA): هي ذات جهاز التنفس الذي يستخدمه رجال الإطفاء، والذي يزود بخزان هواء خاص، فلا تحتاج إلى مرشحات.
  • أقنعة للوجه تعمل بالطاقة (PAPR).
  • سترات واقية.
  • قفازات واقية.
  • أحذية فوقية لحماية الجلد.

اقرأ أيضاً: ما مدى فعالية الأقنعة الواقية في الحد من انتشار فيروس كورونا؟

سواء كان حادثاً طبيعياً، أو حرباً بيولوجية، تتشابه البروتوكولات الأساسية للتعامل مع الحرب البيولوجية مع إجراءات الوقاية من الأمراض المعدية، فلا بد من اتباعها لكي نحمي أنفسنا من الحرب البيولوجية.

المحتوى محمي