الثدي عبارة عن غدة تتكون من أنسجة غدية وأخرى شحمية، توجد هذه الغدة عند جميع الذكور والإناث بصورة طبيعية، إلا أن أنسجتها تكون أكثر تطوراً عند الإناث حيث تكون معالم الغدة أكثر وضوحاً لديهن.
نقول أن الذكر يعاني من التثدي عند وجود نمو مفرط لأنسجة الثدي الغدية وليس الشحمية، يعتبر ذلك حالة مرضية عند الذكور تحدث نتيجةً لبعض الاضطرابات الصحية، كما قد تحدث بصورة طبيعية عند الرضع والذكور كبار السن.
على الرغم من شيوع التثدي عند الرجال، إلا أنها ظاهرة صحية تترتب عليها عواقب نفسية جمة، إذ يتسبب التثدي في شعور الذكور بعدم الرضا عن الجسم وانخفاض احترام الذات والقلق والاكتئاب حتّى، ومن هذه النقطة ينبغي توضيح بعض النقاط الأساسية حول التثدي عند الذكور.
اقرأ أيضاً: دليلك إلى هرمون الإستروجين المتهم في أمراض النساء
يحدث التثدي عند الذكور نتيجة لعدة عوامل طبيعية
من المهم البدء بتوضيح أن نمو أنسجة الثدي لدى الذكر لا يعني حتماً أن هناك خطباً ما، إذ يحدث التثدي بصورة طبيعية مُرافقاً بعض المحطات من حياة كل ذكر بدءاً من الولادة وحتّى الشيخوخة.
لنبدأ بفترة ما بعد الولادة، يُصاب بعض حديثي الولادة بالتثدي في الأيام الأولى لحياتهم ما قد يُسبب القلق لدى الآباء فيما إذا كان ذلك هناك مشكلة صحية لديهم؟ والإجابة هي "لا" حدوث ذلك لا ينطوي على أي مخاطر وإنما يحدث نتيجة ارتفاع مستوى هرمون الأستروجين في جسم الرضيع، مُتأثراً بمستوياته في دم الأم، فكما نعلم يتشارك الرضيع دم أمه طوال فترة الحمل وفي الأيام الأولى التي تلي الولادة. يتراجع عادةً تثدي حديثي الولادة بعد فترة قصيرة مع عودة مستويات هرمون الأستروجين إلى الطبيعي.
من جهة أخرى، يشيع حدوث التثدي عند الذكور خلال فترة البلوغ ويُطلق عليه اسم "تثدي البلوغ"، يحدث ذلك نتيجة لتغيرات الهرمونات التي ترافق هذه المرحلة. فخلال المراحل الأولى من البلوغ، قد يرتفع مستوى الأستروجين وينخفض مستوى التستوستيرون، ما يؤدي إلى ظهور بعض الصفات الجنسية الأنثوية، بشكل أخف من ظهورها عند الأنثى، كالصوت الناعم ونمو أنسجة الثدي وتركز الشحم في منطقة الوركين. إضافةً إلى ذلك، يمكن أن يحدث التثدي عند بعض الذكور بدءاً من منتصف عمرهم ومع تقدمهم بالسن وصولاً للشيخوخة، وذلك نتيجة الانخفاض الطبيعي في مستوى هرمون التستوستيرون.
إلى جانب كون التثدي نتيجة طبيعية للتغيرات الهرمونية في الجسم أثناء المراحل العمرية المختلفة، يعاني بعض الذكور من التثدي كأحد الأعراض الجانبية للأدوية مثل المضادات الحيوية والأدوية المضادة للقلق وأدوية القلب وأدوية الإيدز. كما يمكن للعلاج الكيميائي والعلاج بالستيروئيدات القشرية السكرية وتعاطي المخدرات كالأمفيتامينات أن تؤدي إلى نمو نسيج غدة الثدي عند الذكور.
اقرأ أيضاً: ما هي الهرمونات الستيروئيدية وكيف تؤثر في الصحة الجنسية؟
ماذا عن الأسباب المرضية التي تقف وراء حدوث التثدي؟
ومن جهة أخرى، تُسبب بعض الحالات الصحية اضطراباً في هرمونات الجسم والذي قد يتجلى بشكل تثدي عند الذكور، ومن هذه الحالات الصحية نذكر:
- أمراض الكليتين والقصور الكلوي المزمن.
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- تليف الكبد.
- أورام الخصية.
- سرطان الثدي.
هل يُصاب الذكور بسرطان الثدي؟
على الرغم من ندرة الإصابة به، يمكن أن يصاب الذكور بسرطان الثدي تماماً كالإناث، يُشكل الذكور 1 من كل 100 حالة سرطان ثدي يتم تشخيصها في الولايات المتحدة الأميركية. ويتجلى سرطان الثدي لدى الذكور بالأعراض التالية:
- كتلة أو انتفاخ في الثدي.
- تهيج واحمرار جلد الثدي أو تقشره.
- إفرازات الحلمة.
- الحلمة الغائرة.
ما عوامل الخطر التي تزيد حدوث سرطان الثدي عند الذكور؟
هناك عدة عوامل تزيد من احتمال إصابة الذكر بسرطان الثدي، ومع ذلك، وجود هذه العوامل لا يعني بشكل حتمي الإصابة، وإنما يُنبهنا وجودها لاحتمال حدوث السرطان، ومن أبرزها نذكر:
- التقدم في السن: يزداد خطر الإصابة بسرطان الثدي مع تقدم العمر وخاصة بعد سن الخمسين وذلك لتراجع قدرة الجسم على التخلص من الخلايا غير الطبيعية.
- وجود طفرات جينية والتاريخ العائلي للإصابة: وجود طفرات جينية مثل طفرتي BRCA1 و BRCA2 تزيد إلى حد كبير من خطر الإصابة بسرطان الثدي. كما أن وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي يزيد الخطر وخاصةً إن كان المُصاب ذكراً أو من أقرباء الدرجة الأولى.
- العلاج الإشعاعي: الذكور الذين خضعوا سابقاً للعلاج الإشعاعي في منطقة الصدر هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي من غيرهم.
- العلاج الهرموني: تزيد الأدوية الهرمونية التي تحتوي على الإستروجين، كتلك التي اُستخدمت سابقاً في علاج سرطان البروستات، من خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى الذكور.
- الإصابة بمتلازمة كلاينفلتر: متلازمة كلاينفيلتر هي حالة وراثية نادرة يكون فيها لدى الذكر صبغي "X" إضافي، والذي يؤدي إلى إنتاج مستويات أعلى من هرمون الأستروجين ما يؤدي بدوره إلى انخفاض مستوى الأندروجين.
- أمراض الخصيتين.
- أمراض الكبد: حيث تُخفض الإصابة بتليف الكبد من مستوى هرمون الأندروجين ويرفع مستويات الإستروجين لدى الذكور.
- زيادة الوزن والبدانة: إذ يعتبر الذكور الذين يعانون من زيادة الوزن أو البدانة أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي مقارنة بالذكور ذوي الوزن الطبيعي.