ما هي الهرمونات الستيروئيدية وكيف تؤثر في الصحة الجنسية؟

3 دقيقة
ما هي الهرمونات الستيروئيدية وكيف تؤثر على الصحة الجنسية؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Aleksandr Andreev
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تُعرف الهرمونات الستيروئيدية بالهرمونات المنشطة، وهي تتركب من الكوليسترول بشكل رئيسي، وتفرز من غدد متفرقة للجهاز الغدي الصماوي للجسم، مثل الغدة الكظرية والخصيتين والمبيضين، كما يفرز أحد هذه الهرمونات أثناء الحمل من المشيمة، ليتم نقل هذه الهرمونات عبر مجرى الدم إلى خلايا الأعضاء المستهدفة حيث تمارس تأثيرها وتقوم بتنظيم مجموعة واسعة من الوظائف الحيوية للجسم.

ما هي الهرمونات الستيروئيدية؟

تُصنف الهرمونات الستيروئيدية إلى مجموعات وذلك تبعاً للغدد التي تفرزها، فالهرمونات الستيروئيدية الكظرية هي التي تفرز من غدة الكظر والهرمونات الستيروئيدية الجنسية تفرز من الخصيتين والمبيضين. إلا أن هذا التصنيف ليس دقيقاً وذلك لأن الغدة الكظرية تفرز هرمونات ستيروئيدية جنسية وإن كان ذلك بدرجة أقل من الغدد التناسلية

من جهة أخرى، يمكن للمبيض أن ينتج في ظل بعض الظروف غير الطبيعية هرمونات ستيروئيدية كظرية.

اقرأ أيضاً: ما النسبة الطبيعية للهرمون الموجه للغدة الدرقية TSH عند الحامل؟

الهرمونات الستيروئيدية الكظرية

تفرز الهرمونات الستيروئيدية الكظرية من قشر الكظر، وهي تشتمل على كل من القشرانيات السكرية والقشرانيات المعدنية. تشمل القشرانيات السكرية الكورتيزول الذي يؤثر في عملية التمثيل الغذائي والمسؤول عن تحرير الغلوكوز من الكبد وترسيب الغليكوجين في الخلايا الكبدية، كما تساعد القشرانيات السكرية في الحفاظ على ضغط الدم ضمن المجال الطبيعي ولها تأثيرات مضادة للالتهاب ومثبطة للمناعة، لذلك تستخدم بشكل واسع في تدبير أمراض المناعة الذاتية. أما بالنسبة للقشرانيات المعدنية فهي تتضمن الألدوستيرون المسؤول عن الحفاظ على استتباب الماء والأملاح في الجسم.

الهرمونات الستيروئيدية الجنسية

تُصنف هذه أيضاً إلى فئتين، الأولى هرمونات الذكورة التي تُفرز من الخصيتين وتشتمل على الأندروجين الذي يُشتق منه التستوستيرون، والثانية هرمونات الأنوثة التي يفرزها المبيض وتتضمن الأستروجين والبروجسترون، إلا أن إنتاج الهرمونات الستيروئيدية الجنسية لا يقتصر على الأعضاء التناسلية فقط، إذ يمكن إنتاجها من التحول المحيطي الكيميائي الحيوي للستيروئيدات الأخرى عن طريق الكبد أو الأنسجة الدهنية.

ما الدور الذي تؤديه الهرمونات الستيروئيدية في الصحة الجنسية؟

بشكل عام، تؤدي الهرمونات الستيروئيدية دوراً أساسياً في الصحة الجنسية والتطور الجنسي وعلى رأس ذلك تأمين حدوث عملية بلوغ طبيعية، إلا أن تأثيرها لا يقتصر على الصحة الجنسية وحسب، إذ إن تأثيراتها الإيجابية تطال كلاً من الجهاز المناعي والجهاز العصبي فهي تُحسّن من أدائهما كما أنها تعزز مناعة الجسم.

اقرأ أيضاً: هل يؤثر داء السكري في الرغبة الجنسية عند المصابين به؟

الأندروجينات هي المسؤولة في المقام الأول عن تطوير وصيانة وظيفة الإنجاب عند الذكور، كما أنها المسؤولة عن تحفيز الخصائص الجنسية الثانوية مثل نمو الأشعار وتبدل الصوت وزيادة الكتلة البدنية لديهم، وبذلك تعتبر بالغة الأهمية للسماح لعملية البلوغ بالحدوث دون أي عوائق.

أما في المرحلة التي تلي البلوغ، فتساعد الأندروجينات في تعزيز الرغبة الجنسية والوظيفة الجنسية عند الذكور، كما تؤمّن المستويات الطبيعية منها إنتاج أعداد طبيعية من الحيوانات المنوية.

ولا تقتصر الآثار الإيجابية للأندروجينات على الذكور فحسب، حيث تعمل هذه الهرمونات على تنظيم الدورة الشهرية وتقليل حدوث هشاشة العظام المرتبطة بالاضطراب الهرموني لدى الإناث، كما أنها مسؤولة بشكل جزئي عن إطلاق عملية البلوغ عند الإناث وتتابع الهرمونات الأنثوية المراحل التالية منها.

وبالنسبة لهرمون الإستروجين، فهو يمتلك تأثيرات عند الإناث تقابل تلك التي يمارسها الأندروجين عند الذكور، حيث يساعد الإستروجين في تطوير الخصائص الجنسية الأولية والثانوية الأنثوية، مثل نمو برعمي الثديين وظهور شعر الجسم وزيادة الوزن وتحضير الجهاز التناسلي الأنثوي لأول دورة طمثية، كما أنه يحفّز النمو الطولي ونضج الهيكل العظمي، ويتحكم الإستروجين بتوزع دهون الجسم لدى الإناث والذي يميل لتركيزها في منطقة البطن والوركين.

كما يؤدي الإستروجين دوراً في تعزيز الرغبة الجنسية إضافة لكونه المسؤول عن تحضير بطانة الرحم في النصف الأول من الدورة الشهرية لاستقبال البيضة الملقحة، حيث يزيد من احتقان أوعية الرحم وبذلك يزيد من سماكة بطانة الرحم ما يجعلها بيئة مناسبة في حال حدوث التعشيش.

من جهة أخرى، يؤدي هذا الهرمون دوراً سلبياً عند السيدات اللواتي دخلن سن اليأس لارتباط المستويات المرتفعة منه بحدوث الأورام الليفية الرحمية وحدوث سماكة بطانة الرحم الشاذة التي قد تتسبب بحدوث سرطان بطانة الرحم.

اقرأ أيضاً: دليلك إلى هرمون الإستروجين المتهم في أمراض النساء

نوع آخر من الهرمونات الستيروئيدية الجنسية الأنثوية “البروجستين” أو البروجسترون والذي يُفرز بشكل طبيعي في النصف الثاني للدورة الشهرية كما يُفرز من المشيمة أثناء الرحم ويتجلى دوره بالحفاظ على استمرارية الحمل وصحته.