ما أسباب حدوث شلل الوجه النصفي وبمَ يختلف عنه شلل بيل؟

ما أسباب حدوث شلل الوجه النصفي وبمَ يختلف عنه شلل بيل؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Yeexin Richelle

لربما تكون أكثر اللحظات رعباً عندما تجد نفسك غير قادر على تحريك عضلات وجهك كالسابق أو عندما ترى أحداً يعاني من ذلك أمامك، ولا شك أنك ستقف لحظة مطولة وأنت تفكر "هذا حتماً خطير" أو "ما عليّ أن أفعل؟". هذا بالضبط ما عليك التفكير به، فبعض الحالات الصحية الكامنة وراء حدوث شلل الوجه النصفي تحتاج تدبيراً إسعافياً ولا تحتمل الانتظار، بينما ينطوي بعضها الآخر على أسباب أقل خطورة. فما الأسباب الصحية الكامنة وراء حدوث شلل الوجه النصفي؟ 

ما هو شلل الوجه النصفي؟

في شلل الوجه النصفي، تفقد عضلات أحد نصفي الوجه القدرة على التقلص والاسترخاء بالشكل الذي يسمح لها بالقيام بالتعابير والإيحاءات الطبيعية، إذ تبدو عضلات الوجه متدلية وضعيفة، وإن أراد المُصاب أن يبتسم ترى نصف فمه يبتسم والنصف الثاني غير قادر على مطابقة ذلك، أو عندما يريد المُصاب التحدث لا تخرج الكلمات واضحة النطق كالسابق. ويعود ذلك لتلف الأعصاب المسؤولة عن انقباض تلك العضلات، وخاصة العصب القحفي السابع أو ما يُعرف بـ "العصب الوجهي" المسؤول عن تعصيب عضلات الوجه وثلثي اللسان وبعض الغدد اللعابية.

اقرأ أيضاً: هل يستدعي الظهور الجديد لفيروس شلل الأطفال في لندن ونيويورك قلقاً عالميّاً؟

أسباب حدوث شلل الوجه النصفي

في الوقت الذي تكون فيه بعض الأسباب ارتكاسية أو التهابية، تنطوي بعض الأسباب على شيء من الخطورة، ومن أبرز الأسباب:

  • أورام الرقبة أو أورام الدماغ

قد تنمو الأورام على مسير أحد الأعصاب القحفية والتي بدورها تعوق وظيفة هذه الأعصاب، وأهم الأعصاب التي يمكن أن تصاب هو العصب الوجهي. ويتميز شلل الوجه المرافق لهذه الحالة بكونه يظهر على شكل ضعف بسيط في البداية لتزداد شدته تدريجياً مع نمو الورم، كما يترافق مع الشكوى من الصداع أو النوب الاختلاجية أو فقدان السمع.

  • التهاب العصب الوجهي

يلتهب العصب الوجهي نتيجة للرضوض أو الانضغاط أو بشكل تالٍ لالتهاب الدماغ، وتتأثر وظيفته نتيجة لذلك، وعادةً ما يكون التهاب العصب الوجهي هو السبب وراء حدوث شلل الوجه النصفي عند الأفراد الذين يتمتعون بصحة جيدة ولا يعانون من أي أعراض أخرى.

  • رضوض الرأس

 تؤدي بعض رضوض الرأس الشديدة إلى إحداث تلف أو نزيف في بعض مناطق الدماغ المسؤولة عن نقل الإشارات العصبية من الدماغ إلى عضلات الوجه.

اقرأ أيضاً: اكتشاف خلايا دماغية جديدة قد تساعد في علاج الأمراض العصبية

  • السكتة الدماغية

في السكتة الدماغية، يضعف وصول الدم عبر الشرايين إلى منطقة معينة من الدماغ ويقل معها الأوكسجين والمغذيات، وفقدان التروية الدموية لمنطقة من الدماغ يُفقد الخلايا العصبية قدرتها على العمل بشكل كامل ومفاجئ، وهذا ما يُفسر ظهور أعراض شلل الوجه النصفي بشكل فوري عند الإصابة بالسكتة الدماغية على عكس الشلل المحدث جراء نمو أورام الدماغ أو العنق.

  • الرضوض أثناء الولادة

عند الأطفال حديثي الولادة، قد يكون سبب شلل الوجه هو الصدمة أثناء الولادة، والتي ينجم عنها ضعف أو شلل مؤقت في عضلات الوجه، ومع ذلك لا تعتبر هذه الحالة خطيرة، إذ يتماثل 90% من حديثي الولادة للشفاء خلال عدة أسابيع.

اقرأ أيضاً: ما الأسباب الكامنة وراء حدوث كهرباء الدماغ عند الأطفال وكيف تُعالج؟

  • أمراض المناعة الذاتية

يرافق أمراض المناعة الذاتية كالتصلب المتعدد ومتلازمة غيلان باريه والوهن العضلي الوخيم حدوث شلل الوجه النصفي، ففي التصلب المتعدد يهاجم الجهاز المناعي غمد الأعصاب والذي بدوره يعوق الاتصال الوثيق بين الدماغ وعضلات الجسم، وبذلك لا تصل الإشارات العصبية للعضلات كما يجب.

  • أسباب أخرى

يسبب إنتان الأذن الوسطى الحاد غير المعالج شلل الوجه النصفي وخاصة عند الأطفال، وكذلك الأمر بالنسبة لـ "داء لايم" والذي يصيب الإنسان عن طريق لدغة القراد. ومن جهة أخرى تؤدي "متلازمة رامزي هانت" إلى حدوث شلل الوجه النصفي عن طريق إعادة تنشيط فيروس الهربس العصبي، الأمر الذي يؤثر على وظيفة العصب الوجهي.

هل "شلل بيل" هو ذاته شلل الوجه النصفي؟

في الوقت الذي يتظاهر فيه شلل بيل بأعراض شلل الوجه النصفي نفسها، إلا أن تسمية "شلل بيل" تقتصر فقط على حالات شلل الوجه النصفي الحادة مجهولة السبب والتي تظهر بشكل مفاجئ، لذلك كل حالات شلل بيل تمثل شلل وجه نصفي إلا أن العكس غير صحيح.

اقرأ أيضاً: تحدٍ جديد للعلوم الطبية بعد إصابة يافع ذي 19 ربيعاً بداء ألزهايمر

ما الأعراض التي ترافق شلل الوجه النصفي؟

تتباين أعراض شلل الوجه النصفي بشكل بسيط وتختلف تبعاً للسبب الكامن وراء حدوث الشلل بالدرجة الأولى، ومن أشيع الأعراض التي ترافق شلل الوجه النصفي نذكر التالي:

  • التباين في حركة عضلات نصفي الوجه.
  • فقدان السيطرة الإرادية على عضلات نصف الوجه المصاب.
  • تدلي الفم نحو الجانب المصاب.
  • تبدل حاسة التذوق.
  • عدم القدرة على الكلام بشكل واضح.
  • سيلان اللعاب.
  • ألم في الأذن أو خلفها.
  • فرط الحساسية للصوت في الجانب المصاب.
  • صعوبة في تناول الطعام أو الشرب.
  • الشكوى من أعراض عصبية مثل تبدل حالة الوعي والتشويش الذهني وفقدان التوازن وتبدلات الرؤية، وذلك في الحالات التي تكون فيها السكتة الدماغية هي سبب حدوث الشلل.

تدبير شلل الوجه النصفي

تتماثل الغالبية العظمى من المصابين بشلل الوجه النصفي إلى الشفاء بشكل تلقائي مع العلاج أو بدونه. ومع ذلك، تساعد بعض الأدوية مثل الستيروئيدات القشرية السكرية ومضادات الفيروسات في تعزيز فرص تحقيق الشفاء التام، كما يساعد العلاج الفيزيائي العضلات الوجهية في اكتساب قوتها من جديد.

ولأن شلل الوجه يمنع أحد الجفنين من الانغلاق بشكل تام، تتعرض قرنية العين لحدوث الجفاف أو لدخول الأجسام الأجنبية، ويعتبر استخدام الدموع الاصطناعية طوال اليوم واستخدام مرطب للعين في الليل وحماية العين أثناء الخروج من المنزل أحد أهم أساسيات تدبير شلل الوجه النصفي.

اقرأ أيضاً: هل سيصبح الشلل مرضاً قابلاً للعلاج بفضل التحفيز الكهربائي العصبي؟

أما بالنسبة للأشخاص الذين لا يتعافون من شلل الوجه النصفي تماماً، تساعد الخيارات العلاجية التجميلية في تصحيح اضطراب عمل الأجفان التي لا تنغلق بشكل تام أو تصحيح الابتسامة غير المتناظرة.

المحتوى محمي