ما أعراض هجمة التصلب اللويحي وهل العلاجات الناشئة واعدة؟

ما أعراض هجمة التصلب اللويحي وهل العلاجات الناشئة واعدة؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ SewCream

لكي نفهم أعراض أي مرض وندبرها بالشكل الأمثل، علينا أن نعي الآلية الإمراضية للمرض بالدرجة الأولى بشكل جيد. ففي التصلب اللويحي، يهاجم الجهاز المناعي للجسم ميالين الخلايا العصبية، والميالين هو الغلاف الذي يحيط بالليف العصبي للخلية العصبية في الدماغ أو النخاع الشوكي ويحميه، كما يُسرّع نقل السيالة العصبية، الأمر الذي يتسبب في حدوث ثغرة تعوق مرور السيالة العصبية بشكل طبيعي من الدماغ إلى بقية الجسم على مسار الليف العصبي، وبذلك نستطيع القول إن التصلب اللويحي يتسبب بتلف الألياف العصبية وبطء نقلها للسيالة العصبية.

تتباين أعراض التصلب اللويحي تبعاً لموقع الألياف العصبية التي هاجمها الجهاز المناعي وشدة تلفها، حيث تكون فترة الهوادة أو غياب الأعراض طويلة عند بعض المرضى، بينما تكون مضاعفات الهجمات مستمرة عند البعض، وقد يصل الأمر لخسارة القدرة على المشي بشكل مستقل أو التنقل كليّاً.

كيف تتظاهر هجمة التصلب اللويحي؟

يتميز التصلب اللويحي بحدوث "الانتكاس ومن ثم الهجوع"، حيث تظهر خلال الهجمة مجموعة من الأعراض التي تتطور على مدار أيام وأسابيع لتُتبع بفترة هجوع للأعراض تستمر أشهر أو سنوات. كما يطور نسبة 20-40% من المرضى ممن كانوا يعانون من التصلب اللويحي المتعدد الهجمات حالة متقدمة تُعرف باسم "التصلب اللويحي الثانوي المتقدم"، والتي يغيب فيها حدوث النوب وتستمر بظهور الأعراض بشكل مستمر، وذلك عند سوء التدبير.

اقرأ أيضاً: 10 أعراض تنبئ بوجود خلل في جهازك المناعي تعرّف عليها

وعلى الرغم من تباين أعراض التصلب اللويحي اعتماداً على موقع الألياف العصبية المصابة، فإن هناك مجموعة من الأعراض الشائعة التي تميز التصلب اللويحي وهي:

  • خدر أو ضعف في أحد الأطراف أو أكثر.
  • تنميل في الجسم.
  • تعب وإرهاق.
  • الإحساس بشعور يشبه الصدمة الكهربائية عند تحريك الرقبة بطريقة معينة وخاصةً عند ثنيها للأمام، ويُدعى هذا العرض بعلامة لارميت.
  • اضطراب في التوازن والتنسيق.
  • عدم وضوح في الكلام المنطوق.
  • عدم استقرار المشية أو غياب القدرة على المشي بشكل كامل في الحالات الأكثر تقدماً.
  • فقدان الرؤية بشكل جزئي أو كامل.
  • ألم أثناء تحريك العينين.
  • الشكوى من ضبابية الرؤية.
  • اضطرابات في المزاج.
  • اضطراب في الوظيفة الجنسية ووظيفة الأمعاء والجهاز البولي.
  • مشكلات معرفية.

عوامل ترفع من احتمالات الإصابة بالتصلب اللويحي

عادةً ما يكون سبب حدوث التصلب اللويحي مجهولاً وغير قابل للتحديد على وجه الدقة مثله كباقي أمراض المناعة الذاتية، حيث تؤدي كل من العوامل البيئية والوراثية دوراً في تطويره وتحديد شدته، إلا أنه توجد مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالتصلب اللويحي نذكر أبرزها:

  • العمر: يحدث التصلب اللويحي في أي عمر، إلا أنه يشيع بين 20-40 عاماً. 
  • الجنس: الإناث أكثر عرضة للإصابة بـ 2-3 أضعاف مقارنة بالذكور.
  •  التاريخ العائلي للإصابة والعامل الوراثي: يزداد احتمال الإصابة بوجود تاريخ لإصابة أحد أفراد العائلة.
  • الإصابة بالإنتانات الفيروسية: تم ربط مجموعة متنوعة من الفيروسات ومنها فيروس إيبشتاين بار بحدوث التصلب اللويحي.
  • المناخ: يزداد شيوع التصلب اللويحي في المناطق ذات المناخ المعتدل.
  • عوز فيتامين د: حيث ترتبط المستويات المنخفضة من فيتامين د وانخفاض التعرض لأشعة الشمس بزيادة خطر الإصابة بالتصلب اللويحي.
  • البدانة: نخص بالذكر البدانة المرافقة لمرحلة الطفولة والمراهقة.
  • أمراض المناعة الذاتية: يزداد خطر تطوير التصلب اللويحي عند الإصابة باضطرابات المناعة الذاتية الأخرى مثل أمراض الغدة الدرقية المناعية أو فقر الدم الخبيث أو الصدفية أو داء السكري النمط الأول أو أمراض الأمعاء الالتهابية مثل داء كرون والتهاب القولون التقرحي.
  • التدخين: المدخنون أكثر عرضة لتطوير التصلب اللويحي مقارنة بغير المدخنين.

اقرأ أيضاً: حياة ستيفن هوكينج الطويلة مع التصلب الجانبي الضموري تذكرنا بقلة ما نعرفه عن هذا المرض

ما مضاعفات الإصابة بالتصلب اللويحي؟

تشمل المضاعفات طويلة الأمد للإصابة بالتصلب اللويحي ما يلي:

  • تشنج العضلات أو تصلبها.
  • ضعف شديد في أحد الطرفين السفليين أو كليهما وحدوث الشلل في بعض الحالات.
  • اضطراب في وظيفة المثانة والأمعاء والوظيفة الجنسية.
  • التنكس المعرفي والذي يشمل النسيان أو صعوبة إيجاد الكلمات
  • اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب والقلق.
  • الإصابة بالنوب الاختلاجية في حالات نادرة.

تدبير التصلب اللويحي 

في الوقت الذي لا يوجد فيه علاج لمرض التصلب اللويحي، يُركز الأطباء في علاجهم على تسريع التعافي من النوب والحد من تكرارها وإبطاء تقدم المرض، ويصفون الستيروئيدات القشرية السكرية والتي بدورها تقلل من التهاب الأعصاب وارتكاسها.

كما تعتبر فصادة البلازما خياراً علاجياً جيداً للحالات المبتدئة من التصلب اللويحي، وتتم فيها تنقية البلازما بعد فصلها عن الدم ومن ثم إعادتها إلى الجسم.

من جهة أخرى، يؤدي العلاج المكثّف بالأدوية المناعية إلى تقليل الهجمات وإبطاء تطوير مواقع إصابة جديدة، كما تقلل من حدوث الإعاقة وضمور الدماغ، ومن هذه الأدوية نذكر:

  • إنترفيرون بيتا: يعد أكثر الأدوية الموصوفة لعلاج التصلب اللويحي، ويعمل على تقليل الالتهاب ومهاجمة الجسم لنفسه كما يسرّع من نمو الأعصاب.
  • أسيتات غلاتيرامر: يثبط هذا الدواء الجهاز المناعي فيمنعه من مهاجمة الميالين.
  • الأجسام المضادة وحيدة النسيلة: والتي تستهدف الخلايا التي تدمر الخلايا العصبية.

ما العلاجات الحديثة الناشئة للتصلب اللويحي؟

يعتبر مثبط بروتون التيروزين كيناز أهم علاج ناشئ، وما زال قيد الدراسة والبحث لتحديد فعاليته في تثبيط هجمات التصلب اللويحي وتقليل أعراض التصلب اللويحي الثانوي، وتتجلى آلية عمله بتعديل استجابة الخلايا البائية التي تؤدي دوراً في حدوث ارتكاس جهاز المناعي المفرط.

من جهة أخرى، يساعد زرع الخلايا الجذعية عند مريض التصلب اللويحي بتقليل الالتهاب، كما يساعد في "إعادة ضبط" جهاز المناعة شديد الارتكاس.

اقرأ أيضاً: ماذا تعرف عن مرض الضمور المخيخي؟ وما أحدث العلاجات المتوفرة؟

نصائح لزيادة فعالية تدبير التصلب اللويحي

إلى جانب العلاج الدوائي، يساعد بعض تعديلات نمط الحياة في تعزيز الدور الإيجابي للعلاج الدوائي من جهة وفي تخفيف تطور أعراض التصلب اللويحي بنفسها من جهة أخرى، ومن أهم هذه النصائح نذكر:

  • الحصول على قسط كافٍ من الراحة والنوم.
  • ممارسة التمارين الرياضية خفيفة الشدة مثل النشاطات المائية والمشي وركوب الدراجات وممارسة اليوغا، لأنها تساعد في تحسين قوة العضلات وتوترها ما يعيد التوازن والتنسيق لحركة المريض.
  • الحرص على شرب الماء الذي يحافظ على اعتدال درجة حرارة الجسم ويمنعها من الارتفاع، وبشكل خاص لأن درجة حرارة الجسم التي تتجاوز 38 درجة مئوية تفاقم أعراض التصلب اللويحي.
  • اتباع نظام غذائي متوازن وغني بفيتامين د وفيتامين ب 12 الذي يؤدي دوراً مهماً في الحفاظ على سلامة الأعصاب.
  • تقليل التوتر حيث يؤدي القلق الشديد إلى تفاقم الأعراض، لهذا السبب تساعد ممارسة التأمل والتنفس العميق والقيام بجلسة تدليك في تعزيز الاسترخاء والذي بدوره يُخفف من شدة أعراض التصلب اللويحي.
  • البدء بالعلاج الفيزيائي الذي يبني العضلات ويزيد قوتها، وبذلك يخفف من أعراض التصلب اللويحي.

المحتوى محمي