شارك
الرئيسية
يغمرنا الاطمئنان عندما يكون جهازنا المناعي سليماً، فعندئذ ننام ونستيقظ ونعيش الحياة بشجاعة أكبر ونحن نعلم أن خطوط الدفاع المناعية على أهبة الاستعداد دائماً لأن تنقذنا من العوامل المرضية والأجسام الغريبة.
ولكن في بعض الأحيان، قد لا تعمل مكونات الجهاز المناعي من الخلايا والأنسجة والأعضاء الخاصة بالطريقة التي ينبغي أن تعمل بها، فقد تضعف المناعة لتجعل من الجسم هدفاً سهلاً للبكتيريا والفيروسات، أو قد تقوى بشكل مفرط ويبدأ الجهاز المناعي عندئذ في مهاجمة أعضائه بدلاً من حمايتها. ومع وجود أكثر من 80 حالة صحية مرتبطة بالجهاز المناعي، هل أنت على دراية بعلامات التحذير التي توجهك نحو وجود خلل في الجهاز المناعي؟
ما الأعراض التي توجهنا نحو وجود خلل في الجهاز المناعي؟
على الرغم من أن بعض هذه الأعراض بسيطاً أو شائع الحدوث لدى الأصحاء، فإن علينا إيلاء أهمية لوجود خلل محتمل في الجهاز المناعي في حال ظهرت هذه الأعراض واستمر تكرار ظهورها، نذكر أهمها.
اقرأ أيضاً: كيف تجعل من غذائك اليومي معززاً لجهازك المناعي؟
-
الأيدي والأقدام الباردة
تنجم برودة اليدين والأطراف عن ضعف التروية الدموية الناجم عن التهاب الأوعية الدموية الذي يعتبر أحد أكثر الأعراض المرافقة للأمراض المناعية. فعندما تكون الأوعية الدموية ملتهبة، يصعب وصول الدم إلى الأصابع والأنف والأذنين ويتحول لون جلدها من الوردي إلى الأبيض عند التعرض للبرد، ويعود إلى لونه الوردي الطبيعي بمجرد تدفئتها.
يُطلق على هذه الظاهرة اسم “ظاهرة رينو“، والتي تظهر في الأمراض المناعية الذاتية كما تحدث عند المدخنين والمصابين بأمراض الشرايين وبشكل مرافق لاستخدام بعض الأدوية.
-
المشكلات الهضمية
من الطبيعي للغاية أن نصاب بأمراض الجهاز الهضمي، إلا أن استمرار بعض الأعراض الهضمية مثل الإسهال لمدة تتراوح من 2 إلى 4 أسابيع قد يكون علامة تحذيرية إلى أن جهاز المناعة يهاجم بطانة الأمعاء الدقيقة. ومن جهة أخرى، يعتبر الإمساك المزمن مصدر قلق لوجود خلل مناعي، إذ قد يؤثر الجهاز المناعي مفرط التفعيل على الأمعاء الغليظة مُبطئاً من حركة الأمعاء.
-
جفاف العينين
يعاني الكثير من المصابين بطيف أمراض جهاز المناعة من جفاف عيونهم، والبعض يشعر بوجود رمل أو جسم أجنبي في العينين ما يترافق مع حدوث إغلاق متكرر للعينين، كما يجد بعض المصابين أنفسهم غير قادرين على سكب الدموع أثناء البكاء ويُفسر ذلك بمهاجمة الجهاز المناعي للغدد الدمعية، ما يؤدي إلى ضعف في إنتاج الدمع. ومن الشائع ملاحظة حدوث ألم أو احمرار أو تشوش في الرؤية أو ظهور مفرزات بشكل مرافق للأمراض المرتبطة بجهاز المناعة.
-
التعب المزمن وارتفاع درجة الحرارة بشكل طفيف ولكنه مستمر
استمرار وجود تعب مزمن مع نوم ساعات كافية أثناء الليل وبغياب الجهد البدني الكثيف دليل لوجود خلل في الجهاز المناعي، إذ يعتبر هذا العرض الأكثر حيادية نظراً لكونه مشتركاً بين النسبة العظمى من مجمل الأمراض الجسدية.
وإذا كنت تعاني درجة حرارة أعلى من المعتاد لفترة مطولة بغياب أي مرض عضوي، فمن المحتمل أن يكون هذا دليلاً يشير لإرهاق جهازك المناعي إما نتيجة لعدوى أو لوجود إصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية.
اقرأ أيضاً: هل يمكن تقوية الجهاز المناعي؟
-
طفح جلدي
يعكس شكل الجلد مدى كفاءة أداء الجهاز المناعي لوظيفته، فالبشرة هي أول حاجز للجسم ضد الجراثيم والعوامل الممرضة. وغالباً ما تتجلى الأعراض الجلدية المرافقة لأمراض الجهاز المناعي بالحكة والجفاف واحمرار الجلد، وكذلك الطفح الجلدي المؤلم أو الطفح الذي لا يختفي.
من جهة أخرى، يوجد طفح جلدي مميز يميز مرض الذئبة الحمامية الجهازية، وهو “طفح الفراشة” الذي يتظاهر على شكل احمرار مميز للجلد يتوضع على الأنف والوجنتين.
-
آلام المفاصل
تشير آلام المفاصل التي تحدث بشكل خاص في الصباح وتترافق مع تيبس صباحي تتجاوز مدته 30 دقيقة لوجود مشكلة في الجهاز المناعي، وخاصة عند إصابة أكثر من مفصل واحد بالوقت نفسه. ويعود السبب لالتهاب البطانة الموجودة داخل المفصل ما يتظاهر على شكل ازدياد حساسية المنطقة المحيطة بالمفصل وتصلبها وانتفاخها.
-
الشكوى من الإنتانات المتكررة
تشير حاجة البالغ أو الطفل إلى تناول الصادات الحيوية عند الإصابة بأبسط أشكال الالتهاب إلى أن الجهاز المناعي غير قادر على مواجهة العوامل الممرضة بمفرده بشكل جيد. ولهذا تشير الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية الناكسة أو الإصابة بالتهاب الأذن مرة كل عام أو الإصابة بالالتهابات الرئوية أكثر من مرة في العام لوجود خلل في الجهاز المناعي.
-
حساسية الشمس
يعاني الأشخاص المصابون بأمراض المناعة الذاتية من رد فعل تحسسي مفرط تجاه الأشعة فوق البنفسجية، يتظاهر ذلك على شكل حالة تُسمى “التهاب الجلد الضوئي” الذي يتميز بظهور بثور جلدية وطفح متقشر بشكل تالٍ للتعرض للشمس.
اقرأ أيضاً: لمَ نحن بحاجةٍ إلى وجود ميكروبات داخل وخارج أجسامنا لكي نعيش حياة صحية؟
-
وخز أو تنميل في اليدين والقدمين
في بعض الحالات، يهاجم الجهاز المناعي للجسم الأعصاب التي تنقل الإشارات العصبية من الدماغ إلى العضلات، كما يحدث في متلازمة غيلان باريه، ما يؤدي إلى ظهور خدر ووخز يبدآن من الساقين لينتقلا بعد ذلك إلى الذراعين والصدر. إضافة إلى ذلك، يشير وجود اعتلال أعصاب مؤلم لمدة تتجاوز الثلاثين يوماً إلى احتمال الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية.
-
تبدل الوزن غير المُفسر
عند وجود اضطراب في المناعة، تجد نفسك تكتسب كيلوغرامات إضافية على الرغم من أن عاداتك الغذائية وتدريباتك لم تتغير، أو قد تجد نفسك تخسر وزناً دون وجود أي سبب واضح، وعادةً ما يوجه ذلك لوجود خلل في الغدة الدرقية وغالباً ما يكون منشأ هذا الخلل مناعي.
اقرأ أيضاً: الجائحة الصامتة: كيف نقلل من انتشار ظاهرة مقاومة الصادات الحيوية؟
ختاماً، علينا أن نعي أن هذه الأعراض مشتركة بين طيف متعدد من الأمراض المناعية وغير المناعية، كما يحدث بعضها بشكل طبيعي دون وجود أي سبب واضح أو مرض مُشخص، إلا أن اجتماع مجموعة منها واستمرار ظهورها لفترة من الزمن يدعو للشك ويحتاج استشارة مقدم الرعاية الصحية فقد تكون دليلاً أو علامة تحذيرية لوجود خلل في الجهاز المناعي.