ما هو اللوكس ماكسينغ وما مخاطره؟

3 دقيقة
ما هو اللوكس ماكسينغ وما مخاطره؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/Subbotina Anna
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تحكي رواية “مختل أميركي” (American Psycho) لكاتبها بريت إيستون ايليس، والتي تحولت إلى فيلم بالعنوان ذاته عام 2000، قصة باتريك بيتمان الشاب الثري الذي يعمل في وول ستريت إلى جانب كونه قاتلاً متسلسلاً أيضاً، وركّز الكاتب في سرده أحداث الرواية على جسد بيتمان وروتين جماله المتقن. لكن وفقاً له “يبدو أن باتريك بيتمان هو تجسيد لملامح الرجولة التي كانت رائجة في مرحلة معينة في أواخر الثمانينيات حتى أوائل التسعينيات”، وهو ما قد يكون صحيحاً بعض الشيء، إذ تحول بيتمان بأسلوب حياته إلى أيقونة في مجتمع رقمي مزدهر من شباب الجيل زد (Z) الذين يسعون إلى تعزيز جاذبيتهم الجسدية. أُطلق على هذا المجتمع تسمية اللوكس ماكسينغ (looksmaxxing)، أي الظهور بأقصى درجات الجاذبية، فما هو اللوكس ماكسينغ؟ وكيف يتبعه الشباب لتحقيق معايير الجمال؟

اقرأ أيضاً: إليك الأعراض الجانبية الشائعة بعد العمليات التجميلية

ما هو اللوكس ماكسينغ؟

اللوكس ماكسينغ هو ظاهرة تستهدف الشباب الذين يشعرون بالضعف والنفور الاجتماعي منهم بسبب شكلهم، وتحثّهم على تحسين مظهرهم وفقاً لمعاييرها الخاصة للوصول إلى قمة الجمال الشخصي. وتعود جذور المصطلح إلى مجتمعات العزوبية غير الطوعية (incel) عبر الإنترنت منذ أكثر من عقد من الزمن، والتي تضم أفراداً عانوا الإخفاقات العاطفية ولم يتمكنوا من إيجاد شريك، بسبب ما يعتقدون أنه مظهرهم الخارجي غير الجذاب. 

اقتصرت الظاهرة في بدايتها على المنتديات المتخصصة عبر الإنترنت، ثم انتشر موقع (looksmaxxing.com) الذي يسمح للشباب والمراهقين بتحميل صورهم مقابل الحصول على نصائح من خبراء لإجراء تعديلات على مظهرهم.

اليوم، تحولت ظاهرة اللوكس ماكسينغ إلى ترند شهير على منصات التواصل الاجتماعي الشهيرة مثل تيك توك وإنستغرام، حيث يعرض المؤثرون الملامح المثالية للوجه والجسد، ويجذبون مجموعة أوسع من الأولاد المراهقين الذين يعانون انعدام الأمن الجسدي، ولديهم استعداد لتحقيق مُثُلهم الذكورية الخاصة، من جسد مثالي وفكين عريضين وعيون صياد وغيرها من معايير الجمال في مجتمع اللوكس ماكسينغ.

كما تتوفر أيضاً خدمة تقييم الجمال باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن للمراهقين والشباب تحديد مدى جاذبيتهم والعمل على تحسين مظهرهم.

أنواع التغييرات في اللوكس ماكسينغ 

هناك مستويان للوكس ماكسينغ من حيث شدة التعديلات وهما:

  • السوفت ماكسينغ (Softmaxxing): وهي التغييرات غير الجراحية التي يمكن إجراؤها على الوجه والجسم، مثل:
    • الميوينغ (Mewing) وهي عملية تشكيل الفك بإراحة اللسان على سقف الحلق، وأخذت تسميتها من اسم مختص تقويم الأسنان البريطاني جون ميو (John Mew) الذي طوّر ما يُعرف باسم “تقويم العظام”. ومع ذلك، لا تتوفر أدلة علمية تدعم هذه الممارسة وفقاً لما نشرته الجمعية الأميركية لأطباء تقويم الأسنان (American Association of Orthodontists) مؤخراَ في يناير/كانون الثاني عام 2024.
    • تصفيف الشعر والعناية به.
    • علاجات العناية بالبشرة.
    • الحميات الغذائية.
    • أنظمة التمارين الرياضية.
  • الهارد ماكسينغ (Hardmaxxing): وهي تعديلات أكثر تطرفاً لتحسين المظهر، مثل:
    • استخدام الستيرويد.
    • زراعة الشعر والجراحة التجميلية.
    • إزالة الأضلاع للحصول على خصر منحوت.
    • “تحطيم العظام” (bone-smashing)، وهي تقنية لنحت عظام الوجه في شكل أكثر ذكورة وجاذبية.
    • التبييض أو الوايت ماكسينغ (Whitemaxxing)، أي استخدام الكريمات لمنح لون بشرة أكثر بياضاً.

 من أشهر قادة الصيحة الجديدة، الشاب السوري كريم الشامي. انتقل الشامي مع عائلته إلى لبنان عام 2012 بعد اندلاع الحرب في سوريا، حيث عانى هناك من مضايقات زملائه له بسبب لون بشرته الشاحب، لكن بعد أن شاهد فيلم “مختل أميركي”، استلهم من شخصيته الرئيسية ما أطلق عليه عملية “التحول”، والتي تتضمن التدريبات الرياضية، وعلاج حب الشباب والعناية بتسريحة شعره وبشرته، والميوينغ.

لدى انتقاله إلى الولايات المتحدة للدراسة في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو في سن الـ 18، بدأ الشامي بنشر توثيقه لرحلته مع التغيير الجذري في شكله، والتقدم الذي أحرزه على صفحاته عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت اسم (SyrianPsycho). ثم ألّف دليل “مكاسب الوجه” الذي يتضمن نصائح حول اللوكس ماكسينغ، مثل العناية بالرموش وتجويف الخدين، كما أطلق دورة عبر الإنترنت حول كيفية “إتقان فن تجميل الوجه”.

اقرأ أيضاً: ما الذي تحتاج إلى معرفته عن جراحة نحت الجسم التجميلية؟ وما فوائدها ومضارها؟

مخاطر اللوكس ماكسينغ

يرتبط اللوكس ماكسينغ بمخاطر صحية تتمثل بما يلي:

  • المخاطر الجسدية: تحث بعض نصائح وخطوات اللوكس ماكسينغ على إجراءات وعمليات جراحية محفوفة بالمخاطر، مثل:
    • جراحة تطويل الأطراف: تتضمن كسر العظام وإدخال دبابيس معدنية، ثم تمديد الطرف تدريجياً على مدار أشهر، وهي عملية دقيقة وصعبة وقد يؤدي الخطأ فيها إلى تلف الأعصاب والعضلات، وتقلص المفاصل، والخلع، والتهاب المفاصل.
    • تحطيم الوجه: وهو أسلوب يكسر فيه الفرد فكه أو عظام خده لجعلها تنمو مرة أخرى بشكلٍ أقوى.
    • التجويع الشديد (Starvemaxxing): يتضمن تناول أقل قدر ممكن من الطعام سعياً للحصول على خط فك محفور وخدود مجوفة وشفاه مزمومة، وهو ما قد يكون مستوحى من عارض الأزياء جوردان باريت. إلّا أنه قد يؤدي إلى سوء التغذية، واضطرابات الأكل.
    • الجراحات الخارجية: قد يكون اختيار إجراء عملية جراحية خارج المستشفيات محفوفاً بالمخاطر، حيث قد لا تطبق معايير المستشفيات الصارمة نفسها من حيث جودة الرعاية والنظافة وسلامة المرضى.
    • تجميل يدوي في المنزل: يلجأ البعض لتطبيق إجراءات يدوية منزلياً مثل حقن إزالة الدهون أو المواد المالئة، لكن تحذّر جراحة التجميل الطبيبة ليلي فرتيك (Lily Vrtik) من خطر إصابة العصب الوجهي في حال لم يوجد تدريب كافٍ في تشريح الوجه، وهو ما قد يؤدي إلى شلل دائم في عضلات الوجه.

اقرأ أيضاً: لا تقع ضحية للجراحات التجميلية الفاشلة

  • المخاطر النفسية: يمكن أن يؤدي الضغط من أجل الالتزام بمعايير الجمال غير الواقعية إلى تفاقم حالة عدم الأمان في الجسم، وتغذية طموحات وسلوكيات غير طبيعية، حيث قد تؤدي هذه الممارسات إلى: 
  • اضطراب تشوه الجسم (BDD): وهو التفكير والتركيز على عيوب الجسم، ما قد يسبب القلق والخجل والضيق.  
  • عدم الشعور بالاكتفاء: حيث ترتبط قيمة الذات بالمظهر الخارجي.