متى يكون ارتفاع إنزيمات الكبد خطراً على صحتك؟

متى يكون ارتفاع إنزيمات الكبد خطراً على صحتك؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ mi_viri

عندما يقول الطبيب بعد الفحص: "إنزيمات الكبد لديك مرتفعة"، لا تُصب بالصدمة والخوف، لأن ذلك لا يشير دائماً إلى وجود مشكلة مزمنة وخطيرة في الكبد، بل يعتمد على قيم القراءات لتلك الإنزيمات. فمتى يكون ارتفاع إنزيمات الكبد خطيراً؟ وما الدور الذي تؤديه في الجسم؟ إليك ما تنبغي معرفته.

ما هي إنزيمات الكبد؟

الكبد هو أكبر أعضاء الجسم، ويُعد "مخزناً وموزعاً" أساسياً في الجسم للعديد من المواد مثل الدهون والسكريات، ومشرفاً على العديد من العمليات الحيوية فيه. لأداء هذه العمليات يحتاج لبروتينات تُسرع التفاعلات الكيميائية، وتفرزها خلاياه في الدم بقيم محددة، هي إنزيمات الكبد. تشمل هذه التفاعلات:

  • إنتاج الصفراء.
  •  تصنيع بروتينات التخثر الضرورية لتجلط الدم.
  •  تكسير الطعام والسموم.
  • مكافحة العدوى.

ومن أكثر إنزيمات الكبد شيوعاً:

  • ألانين ترانساميناس (ALT).
  • أسبارتات ترانساميناس (AST).
  • الفوسفاتيز القلوي (ALP).
  • ترانسفيراز غاما غلوتاميل (GGT).

اقرأ أيضاً: متى ترتفع الإنزيمات الكبدية وهل يعتبر ارتفاعها خطيراً دائماً؟

أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد

تعد مستويات إنزيمات الكبد مؤشراً جيداً على مدى جودة عمل الكبد، لذا يشير ارتفاع هذه القيم في الدم إلى حالة صحية معينة، بعضها قد يكون خطراً والآخر قد يكون مؤقتاً ويُعالج تلقائياً.

تضم الأسباب المؤقتة لارتفاع إنزيمات الكبد:

  • الهرمونات: مثل التغيرات المرافقة للدورة الشهرية والحمل لدى النساء.
  • تناول الأدوية: يمكن لبعض الأدوية رفع مستويات إنزيمات الكبد، بما في ذلك الأسيتامينوفين، والمضادات الحيوية، وبعض أدوية خفض الكوليسترول.
  • المكملات الغذائية: مثل الحديد وفيتامين أ والسنفيتون ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية.
  • استهلاك الكحول.

تشمل الأسباب المزمنة لارتفاع إنزيمات الكبد الآتي:

  • مرض الكبد الدهني: تحدث الإصابة بالكبد الدهني لأسباب عديدة، لكن بغض النظر عن هذه الأسباب، فإنه يتسبب بارتفاع إنزيمات الكبد.
  • داء ترسب الأصبغة الدموية: يحدث عندما تزداد نسبة الحديد في الجسم، ويترافق مع ارتفاع في إنزيمات الكبد في الدم.
  • التهاب الكبد بكافة أنواعه: بما في ذلك، التهاب الكبد أ، والتهاب الكبد ب، والتهاب الكبد سي، والتهاب الكبد المناعي الذاتي، والتهاب الكبد الكحولي.
  • تليف الكبد المزمن وسرطان الكبد.
  • انحلال الدم: يحدث لدى تدمير خلايا الدم الحمراء، ويسبب تغيرات في مستويات إنزيمات الكبد.
  • فرط نشاط الغدة الدرقية ومتلازمة التمثيل الغذائي.

اقرأ أيضاً: لم ترتفع أنزيمات الكبد عند الإصابة بالسرطان؟

ما قيم المستويات المرتفعة لإنزيمات الكبد؟

تتفاوت النسب المقلقة من إنزيمات الكبد في الدم تبعاً للعمر والجنس والصحة العامة، لكن عامة يمكن اعتماد الحدود القياسية الطبيعية التالية:

  • ألانين ترانساميناس (ALT): أقل من 25 وحدة/ لتر للنساء، ومن 33 وحدة / لتر للرجال.
  • أسبارتات ترانساميناس (AST): أقل من 36 وحدة/ لتر.
  • الفوسفاتيز القلوي (ALP): بين 20 - 140 وحدة/ لتر.
  • ترانسفيراز غاما غلوتاميل (GGT): بين 5 -40 وحدة / لتر.

كما قد يقيس اختبار وظائف الكبد القيم التالية لمواد كيميائية غير إنزيمية يصنعها الكبد:

  • الألبومين: بين 35-50 وحدة/ لتر.
  • البيليروبين: بين 0.1 - 1.2 ملغم/ ديسيلتر.

اختبارات للكشف عن سبب ارتفاع إنزيمات الكبد

يبدأ الكشف عن ارتفاع إنزيمات الكبد بتقييم شامل للتاريخ الطبي والفحص البدني بحثاً عن أي علامات أو مؤشرات، إلا أن معظم الذين يعانون من ارتفاع إنزيمات الكبد لا يبدون أي أعراض. عموماً، ثلث الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع إنزيمات الكبد ستكون لديهم مستويات طبيعية لإنزيمات الكبد بعد أسبوعين إلى أربعة أسابيع.

بقياس إنزيمات وبروتينات معينة في الدم، يمكن قياس وظائفه:

  • اختبار ألانين ترانساميناس (ALT): تشير المستويات العالية من الإنزيم إلى احتمال الإصابة بتليف الكبد.
  • اختبار أسبارتات ترانساميناس: تشير نسبته العالية إلى احتمال وجود مشكلة في الكبد أو العضلات.
  • اختبار الفوسفاتيز القلوي (ALP): قد تشير المستويات المرتفعة منه إلى التهاب الكبد، أو انسداد القنوات الصفراوية، أو أمراض العظام.
  • اختبار الألبومين: الألبومين هو البروتين الرئيسي الذي يصنعه الكبد، ويشير انخفاض نسبته إلى تليف الكبد وسوء التغذية والسرطان.
  • اختبار البيليروبين: البيليروبين هو منتج تلف الخلايا الحمراء. يمر عبر الكبد لمعالجته قبل إخراجه مع البراز. وأي ارتفاع في نسبته في الدم تشير إلى تلف الكبد، لأن الكبد التالف لا يمكنه معالجة البيليروبين.

اقرأ أيضاً: كيف يحدث التهاب الكبد الدهني؟ وما الفئة الأكثر تعرضاً للإصابة؟

علاج ارتفاع إنزيمات الكبد

يعتمد علاج ارتفاع إنزيمات الكبد على السبب، حيث يلجأ فريق الرعاية الصحية إلى واحد أو أكثر من الاختبارات التالية لتحديد سبب ارتفاعها:

  • اختبارات الدم: بما في ذلك اختبارات البيليروبين في الدم، أو ألبومين المصل، أو اختبارات تخثر الدم.
  • الموجات فوق الصوتية على البطن: لإنشاء صورة للأعضاء الداخلية.
  • التصوير المتحرك للمرونة (فيبروسكان): جهاز قياس لحركة الموجات الصوتية عبر الكبد، ويوفر نظرة عن مرونة الكبد ويكشف تليفه.
  • التصوير المقطعي المحوسب (CT): هو تصوير ثلاثي الأبعاد بالأشعة السينية للأعضاء الداخلية.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): هو تصوير بموجات الراديو والمجالات المغناطيسية للأعضاء الداخلية، ويوفر تصويراً أفضل للأنسجة الرخوة.
  • خزعة الكبد: لفحص جزء صغير من الكبد تحت المجهر.

علاوة على ذلك تكشف نسبة AST/ALT مدى خطورة الحالة، وما إن كانت المشكلة حادة أو مزمنة:

  • إذا كانت AST/ALT أقل من 1، فهذا يشير إلى احتمال الإصابة بالكبد الدهني غير الكحولي.
  • إذا كانت AST/ALT مساوية للواحد، فتلك علامة على الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي الحاد أو تسمم الكبد المرتبط بالأدوية.
  • إذا كانت AST/ALT أكبر من الواحد، هذه علامة على الإصابة بتليف الكبد.
  • إذا كانت AST/ALT أكبر من (2:1) هذا مؤشر على مرض الكبد الكحولي.

وفقاً لسبب ارتفاع إنزيمات الكبد، يحدد الطبيب خطة علاجية، فقد يوصي باستبدال بعض الأدوية، أو التوقف عن تناول المكملات الغذائية، أو تجنب شرب الكحول، وممارسة الرياضة.

المحتوى محمي