يترافق داء السكري بشكل شائع مع مجموعة متنوعة من المضاعفات نظراً لأنه مرض مزمن ولغياب وجود علاج شافٍ له حتى الآن. ويتم إيلاء بعض المضاعفات كالقصور الكلوي والاحتشاءات القلبية الاهتمام الأكبر لخطورتها ولأولوية تدبيرها، إلا أن مضاعفات السكري تشمل أمراض العظام والمفاصل والتي تسبب ألماً مزمناً مزعجاً يتطلب التدبير نظراً لأنه معيق للحياة في بعض الحالات.
مضاعفات السكري التي تُصيب المفاصل والعظام
تبقى الأسباب وراء الإصابة بآلام العظام والمفاصل عند مرضى السكري غير واضحة في الوقت الذي تؤدي فيه بعض العوامل مثل الإصابة باعتلال الأعصاب السكري وأمراض الأوعية والبدانة دوراً بسيطاُ في حدوث هذه المضاعفات، وعلى رأسها:
- مفصل شاركو: أو ما يُسمى باعتلال المفاصل العصبي، يعد من مضاعفات السكري الهيكلية الأكثر شيوعاً، وهو تراجع وتآكل المفصل نتيجة تلف في الأعصاب، يُصيب مفاصل القدمين بشكل رئيسي. يتظاهر على شكل خدر وفقدان الإحساس في المفاصل، كما تتورم المفاصل المصابة وتحمر وقد تتشوه بنيتها في الحالات المتقدمة.
- متلازمة اليد السكرية: وهي حدوث تصلب في المفاصل وعلى وجه الخصوص مفاصل اليدين الصغيرة، كما يترافق بتسمك الجلد لدرجة تصبح فيها حركة الإصبع محدودة في النهاية. تتأثر مفاصل أخرى كالكتفين والقدمين والكاحلين مع تقدم الحالة، ولا يُعرف سبب حدوث هذه المتلازمة لحد الآن، إلا أنها أكثر انتشاراً بين مرضى السكري المزمن.
- هشاشة العظام: يعتبر المصابون بالسكري النمط 1 أكثر عرضة للإصابة [tooltip content="وهي الحالة التي تكون فيها العظام هشة لدرجة تجعل حركات بسيطة تسبب بكسرها، تساهم عوامل كثيرة في نشوء هذا المرض مثل قلة الحركة والعامل الوراثي وامراض الغدة الدرقية وعدم التغذية الصحية والتقدم بالعمر،يظهر المرض عند النساء المتقدمات بالعمر بشكل اكثر من الرجال ." url="https://popsciarabia.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%84%d9%88%d9%83-%d8%aa%d8%b4%d9%8a%d9%86/" ]بهشاشة العظام[/tooltip] التي تشمل حدوث ضعف في العظام وزيادة خطر الإصابة بكسورها. نادراً ما تكون أعراض هشاشة العظام واضحة، إلا أنها تتسبب بحدوث فقدان في الطول أو ظهور انحناء في الظهر نتيجة تنكس بنية إحدى الفقرات وتراجع غضاريف مفاصلها.
- الفصال العظمي: أو التهاب المفاصل التنكسي، وهو تراجع وتآكل غضاريف المفاصل، يؤثّر في جميع المفاصل وخاصةً تلك التي تحمل كامل ثقل الجسم كمفصل الركبة والورك. غالباً ما تكون البدانة السبب وراء حدوثه وتسبب تورماً وتيبساً في المفصل فضلاً عن فقدان مرونة المفصل ومجال حركته وترافق بعض الحركات مع حدوث ألم.
- متلازمة الكتف المتجمدة: على الرغم من أن سبب حدوث هذه المتلازمة غير واضح، فإن الإصابة بالسكري عامل خطر شائع، وعادةً ما تُصيب هذه المتلازمة كتفاً واحداً وتسبب حدوث آلام معندة في الكتف مترافقة مع تحديد في نطاق الحركة، كما يتيبس المفصل وتصبح حركته مؤلمة.
اقرأ أيضاً: ما النظام الغذائي الملائم لمرضى السكر التراكمي؟
علاجات دوائية لآلام المفاصل والعظام عند مرضى السكري
تقلل الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيروئيدية من ألم وتورم المفصل مثل "الإيبوبروفين" الذي يعتبر أفضل مسكنات آلام مرضى المفاصل المزمنة، وخاصةً الفصال العظمي ومفصل شاركو، إذ يسكن الألم ويقلل الالتهاب بنفس الوقت، إلا أنه يجب الحذر من تناولها عند مرضى الربو ومرضى القرحة الهضمية.
أما في الكتف المتجمدة فتفيد حقن الستيروئيدات القشرية السكري في المفصل في تحسين مجال حركة المفصل وتقليل الآلام متوسطة إلى شديدة الشدة.
ولأن بعض الآلام العظمية ناجمة عن عوز فيتامين د، ينصح بتناول المكملات الغذائية الغنية بفيتامين د والكلس كأحد العلاجات الوقائية، لأنها تقلل وتبطئ من تدهور الحالة.
اقرأ أيضاً: لماذا يتأخر التئام جروح مرضى السكري؟
علاج آلام القدمين والمفاصل عند مرضى السكري بطرق طبيعية
يفضّل بعض المرضى محاولة علاج آلام المفاصل والعظام المرافقة للسكري بطرق طبيعية قبل اللجوء إلى العلاجات الدوائية، وعلى كل مريض أن يناقش خياراته مع مقدم الرعاية الصحية الخاص به وتقرير الأنسب لحالته الصحية. وتشمل العلاجات الطبيعية لآلام المفاصل عند مرضى السكري كلاً مما يلي:
- إدارة الوزن: للوزن تأثير كبير على أعراض التهاب المفاصل، إذ يضع الوزن الزائد ضغطاً أكبر على المفاصل وخاصة الركبتين والوركين والقدمين، ويتسبب هذا الضغط الزائد بحدوث الألم، كما يساعد تقليل الوزن في تحسين مجال حركة المفصل.
- ممارسة الرياضة باعتدال: يُنصح المرضى بممارسة التمارين منخفضة الشدة مثل المشي وركوب الدراجات والسباحة والتي تساعد في تقليل الوزن، كما تحافظ على مرونة المفصل وتقوّي العضلات حوله ما يوفّر المزيد من الدعم له.
- العلاجات الحرارية والباردة: يمكن أن يساعد العلاج بالحرارة والبرودة في تقليل الالتهاب وتخفيف آلام التهاب المفاصل، إذ تساعد الحمامات الساخنة في تخفيف التيبس الصباحي كما تقلل تدفئة المفاصل قبل النوم من الانزعاج وتساعد في الخلود إلى النوم. من جهة أخرى، يساعد لف كيس من الثلج البارد حول المفصل في تقليل ألم وتورم والتهاب المفصل، ولكن من المهم وضع الثلج في كيس أو منشفة وتجنب وضعه على الجلد مباشرةً.
- الكابسيسين: وهو خلاصة الفلفل الحار ويُستخدم على شكل كريم يُدهن موضعياً، يوفر مثل هذا النوع من الكريمات تأثيراً دافئاً يهدئ من ألم المفصل.
- اتباع نظام غذائي صحي: يساعد النظام الغذائي الغني بالخضار والفاكهة الطازجة على تعزيز جهاز المناعة، كما يوفّر هذا النظام الغذائي نسبة كبيرة من مضادات الأكسدة التي تقلل من الالتهاب عن طريق التخلص من الجذور الحرة من الجسم. ومن ناحية أخرى، يؤدي اتباع نظام غذائي غني باللحوم الحمراء والأطعمة المشبّعة بالدهون إلى تعزيز الالتهاب، كما أنها تزيد من الوزن ما يؤدي إلى زيادة الضغط على المفاصل وتفاقم الألم.
- إضافة الكركم إلى الأطباق: يعتبر الكركم من التوابل الصفراء شائعة الاستخدام في الأطباق الهندية، ويحتوي على مادة كيميائية تسمى "الكركمين" ذات خصائص مضادة للأكسدة والالتهابات، كما أنها تقلل من ألم المفاصل.
اقرأ أيضاً: كل ما يهمك معرفته حول الفرق بين دوائي جانوميت وجلوكوفاج المُستخدمَين في علاج السكري
- التدليك: يساعد التدليك في إدارة آلام المفاصل وشعور عدم الراحة، ويمكن للمريض تخصيص ثلاثة أيام في الأسبوع لزيارة المعالج الفيزيائي أو تعلم التدليك الذاتي.
- المكملات العشبية: على الرغم من عدم وجود أي أبحاث تؤكد أن المكملات العشبية تقلل من آلام المفاصل، فإن البعض يوصي بتناول مشروب "نبات القراص" لآثاره الإيجابية في تخفيف آلام التهاب المفاصل. ويبقى من المهم التحدث إلى مقدم الرعاية الخاص بك قبل تجربة أي مكمل جديد إذ يمكن لبعضها أن يسبب آثاراً جانبية أو تفاعلات دوائية خطيرة.