أهم المعلومات التي عليك أخذها في الاعتبار للتعامل مع متحور فيروس كورونا الجديد

6 دقيقة
أهم المعلومات التي عليك أخذها في الاعتبار للتعامل مع متحور فيروس كورونا الجديد
"إذا لم تستخدم اللقاح بعد، فنحثّك على الحصول عليه بسرعة". ويست إند61/غيتي
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

حل فصل الشتاء، وهو الموسم الرخيّ الذي تسوده أصوات المدافئ والاجتماعات في المناطق المغلقة وموجات الأمراض التنفسية. بعد مرور نحو 4 سنوات من بداية جائحة كوفيد-19، أصبح الناس يشعرون بالضجر من التعامل مع هذا المرض، لكن فيروس كورونا سيستمر في إصابة البشر.

بدأت أعداد زيارات غرف الطوارئ وحالات الدخول إلى المستشفى بسبب الفيروسات مثل فيروس كورونا وفيروس الإنفلوانزا والفيروس المخلوي التنفسي بالارتفاع على نحو ملحوظ في منتصف شهر ديسمبر/كانون الأول 2023 في الولايات المتحدة، ويبدو أن هذا الارتفاع سيزداد.

سنستعرض في هذا المقال بعض المعلومات التي يجب عليك الاطلاع عليها في هذه الفترة.

ما الأمراض المنتشرة حالياً؟

يتكيّف فيروس كورونا باستمرار، وينتشر متحور جديد منه حالياً بسرعة. على الرغم من أن المتحوّر الجديد الذي يحمل اسم جيه إن 1 ظهر في شهر سبتمبر/أيلول 2023، وهو سليل متحور أوميكرون، فإنه ينتشر بسرعة وأصبح مسؤولاً عما يتراوح بين 39-50% من الحالات، وذلك وفقاً لإحصائيات ما قبل عطلة نهاية العام التي أصدرتها مراكز السيطرة على الأمراض ومنع انتشارها.

تشير بيانات المختبرات إلى أن اللقاحات المحدّثة، بالإضافة إلى الاختبارات السريعة والعلاجات الطبية الحالية لفيروس كورونا، فعالة في التعامل مع هذا المتحور الجديد. بالإضافة إلى ذلك، ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض ومنع انتشارها، “لا يبدو أن المتحور الجديد يشكل خطراً إضافياً على الصحة العامة يختلف عن المخاطر التي تشكلها المتحورات الحديثة الأخرى”. مع ذلك، يبدو أن عدد حالات الدخول إلى المستشفى الجديدة بسبب فيروس كورونا، التي بلغ عددها 34,798 حالة في الأسبوع المنتهي بتاريخ 30 ديسمبر/كانون الأول 2023، تتجه نحو الارتفاع على الرغم من أن المعدلات ما تزال أقل بكثير من حصيلة شهر ديسمبر/كانون الأول 2022. لكننا ما زلنا في بداية موسم الأمراض. أصبحت مستويات الفيروس في مياه الصرف الصحي، وهي مؤشر على مدى انتشار العدوى، “مرتفعة جداً”؛ إذ إنها تتجاوز المستويات التي شوهدت في الوقت نفسه من عام 2023.

عليك أيضاً أخذ الجراثيم المضرة الأخرى المنتشرة في الاعتبار. دخل أكثر من 20 ألف شخص إلى المستشفى بسبب الإنفلوانزا في الأسبوع المنتهي في 30 ديسمبر/كانون الأول 2023، وأبلغت مراكز السيطرة على الأمراض ومنع انتشارها أن الفيروس المخلوي التنفسي ما يزال منتشراً بمعدل عالٍ في العديد من المناطق.

اقرأ أيضاً: الحياة بعد جائحة كورونا: هل سنعانق أحباءنا مجدداً؟

قال رئيس خدمة البحث والتطوير في مستشفى نظام الرعاية الصحية لشؤون المحاربين القدامى في مدينة سانت لويس وعالم الأوبئة السريرية في جامعة واشنطن سانت لويس بالولايات المتحدة الأميركية، زياد العالي: “يبدو حتى الآن أن الأرقام تتجه نحو الارتفاع للأسف. من المرجح أن نشهد ارتفاعاً كبيراً في عدد الإصابات في شهر يناير/كانون الثاني 2024 بعد أن عاد الجميع إلى منازلهم من عطلة نهاية العام”.

لكن هذه ليست مشكلة كبيرة، أليس كذلك؟

لا شك في ذلك؛ إذ إن الوضع أقل سوءاً حالياً مقارنة بأول فصل شتاء خلال جائحة كوفيد-19. عدد الناس الذين يصابون بحالات مرضية شديدة أو يموتون أقل بكثير؛ إذ توفر اللقاحات والإصابات السابقة درجة ما من المناعة وتُخفض شدة المرض. الوضع الآن أفضل حتى مقارنة بشتاء عام 2022/2023، عندما كان متحور أوميكرون منتشراً. على سبيل المثال، يبلغ عدد حالات الدخول إلى المستشفى الجديدة نحو ثلث نظيره في عطلة نهاية عام 2022. انخفض عدد الوفيات الأسبوعية قليلاً في الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر/كانون الأول 2023 إلى 839 حالة، وهو رقم أقل بكثير من أرقام العام الذي سبقه.

قال أستاذ الطب في قسم الأمراض المعدية في كلية الطب في جامعة فاندربيلت في مدينة ناشفيل في ولاية تينيسي، ويليام شافنر: “تغيرت النسبة بين الحالات المرضية الخفيفة والشديدة على نحو واضح”.

مع ذلك، فإن تعريف كلمة “خفيف” عام جداً؛ إذ إنها تشير إلى أي حالة مرضية لا تتطلب الدخول إلى المستشفى.

قال شافنر إنه على الرغم من أن بعض المرضى قد لا يعاني أعراضاً تتجاوز أعراض الزكام شدّة، فقد يشهد الآخرون المصابون بحالة مرضية “خفيفة” من مرض كوفيد-19 “3-5 أيام من المرض المزعج جداً”.

اقرأ أيضاً: حتى مع السلالات الجديدة: 4 وسائل للوقاية من فيروس كورونا

كيف ستؤثر المتحورات الجديدة في الحياة اليومية؟

“هل سأصاب بحالة مرضية شديدة؟ وهل سأضطر إلى ارتداء الكمامة مجدداً؟” من الضروري الاطلاع على المعلومات الأساسية.

أولاً، من المرجح أن تكون أعراض متحورات فيروس كورونا المنتشرة حالياً مألوفة، وهي تشمل سيلان الأنف والتهاب الحلق والسعال والإعياء والحمى وآلام العضلات.

وفقاً لكبير المسؤولين الطبيين في جمعية المسؤولين الصحيين الحكوميين والإقليميين (Association of State and Territorial Health Officials)، ماركوس بليشا، يجب على الأشخاص الذين يشعرون بأعراض المرض التزام منازلهم؛ إذ قال: “قد يُحدث ذلك فرقاً كبيراً”.

تحقق من تواريخ انتهاء صلاحية أدوات اختبار فيروس كورونا المنزلية السابقة وتخلص من الأدوات التي انتهت صلاحيتها. يمكن شراء الاختبارات من أغلبية الصيدليات.

احرص على إجراء الاختبار أكثر من مرة، وخصوصاً إذا كانت الأعراض التي تشعر بها خفيفة. وفقاً لإدارة الغذاء والدواء الأميركية، قد لا تكشف الاختبارات المنزلية السريعة الإصابة بفيروس كورونا في أول يومين، ويوصي خبراء الإدارة باستخدام “عدة اختبارات خلال فترة زمنية معينة، مثلاً يومين إلى 3 أيام”.

الأشخاص الأكثر عرضة لخطر المتحورات الثلاثة المنتشرة حالياً هم الأطفال الصغار جداً وكبار السن والحوامل وأولئك الذين يعانون ضعفاً في جهاز المناعة أو الأمراض السابقة، مثل السرطان أو المشكلات القلبية. لكن قد يتأثر سلباً أيضاً الأشخاص الذين ليس لديهم عوامل الخطورة ذاتها.

اقرأ أيضاً: ما هو داء القبلة؟ وكيف يُشخَّص ويُعالَج؟

على الرغم من أن معدل ارتداء الكمامات انخفض عموماً، فقد ترى المزيد من الأشخاص يرتدونها في الأماكن العامة، مثل المتاجر أو وسائل النقل العام أو أماكن الترفيه.

على الرغم من أن فرض ارتداء الكمامات غير مرجح، طلب المسؤولون الصحيون ومسؤولو المستشفيات في 4 ولايات أميركية على الأقل (وهي كاليفورنيا وإلينوي وماساتشوستس ونيويورك) من الموظفين والمرضى ارتداء الكمامات مجدداً. خُففت شدة هذه المتطلبات في عام 2023 عندما انتهت حالة الطوارئ الصحية العامة رسمياً في البلاد.

تصدر هذه السياسات من خلال توجيهات على مستوى المقاطعات الأميركية. تشير بيانات مراكز السيطرة على الأمراض ومنع انتشارها إلى أن معدلات الدخول إلى المستشفى بسبب مرض كوفيد-19 في نحو 46.7% من المقاطعات الأميركية متوسطة إلى مرتفعة.

قال شافنر: “لن نشهد فرضاً واسع النطاق لارتداء الكمامات لأن الأميركيين لن يقبلوا بذلك. مع ذلك، فإن ارتداء الكمامات بصفتها وسيلة إضافية للوقاية هو خيار ذكي ومنطقي جداً على المستوى الفردي”.

توفّر كمامات إن 95 (N95) وكيه إن 95 (KN95) وكيه إف 94 (KF94) الحماية الأكبر. أما الكمامات القماشية والورقية فليست بالفعالية نفسها.

أخيراً، إذا لم تستخدم أحد لقاحات كوفيد-19 المحدّثة أو لقاحات الإنفلوانزا، يمكنك استخدامها حالياً. هناك أيضاً لقاحات جديدة وجسيمات مضادة وحيدة النسيلة تقي من الفيروس المخلوي التنفسي ويوصى بها لبعض الفئات من الناس، مثل كبار السن والنساء الحوامل والأطفال الصغار.

عموماً، يصل انتشار الإنفلوانزا إلى ذروته في منتصف فصل الشتاء ويستمر حتى الربيع. وعلى الرغم من أن كوفيد-19 ليس مرضاً موسمياً من الناحية الفنية، فإن معدلات انتشاره ترتفع في الشتاء حين يجتمع الناس معاً في الأماكن المغلقة. قال شافنر: “إذا لم تستخدم اللقاح بعد، فنحثّك على الحصول عليه بسرعة”.

اقرأ أيضاً: هل ينقل الأشخاص الذين حصلوا على لقاح كورونا المرض؟

ألن يصاب الجميع بمرض كوفيد-19 في النهاية؟ وماذا عن الإصابات المتكررة؟

الأشخاص الذين لم يصابوا بمرض كوفيد-19 على الإطلاق هم أقلية.

في الوقت نفسه، الإصابات المتكررة رائجة. قال 15% من المشاركين في استطلاع حديث أجراه كل من موقع ياهو نيوز وشركة يوغوف (YouGov) إنهم أصيبوا بالمرض مرتين أو 3 مرات. بيّنت دراسة استقصائية كندية نُشرت في ديسمبر/كانون الأول 2023 أن واحداً من كل 5 مقيمين قال إنه أصيب بمرض كوفيد-19 أكثر من مرة اعتباراً من يونيو/حزيران 2023.

بصرف النظر عن عبء المرض والتغيب عن العمل أو المدرسة خلال عدة أيام، ما يزال من غير المعروف إن كانت العدوى المتكررة تتسبب بآثار صحية خطيرة أسوأ أو أقل سوءاً. لم يتوصل الخبراء إلى إجابات واضحة، ولكنهم لم يتوقفوا عن دراسة هذه المسألة.

يشير بحثان إلى أن تكرار العدوى قد يزيد احتمال الإصابة بحالة مرضية شديدة أو حتى بكوفيد-19 طويل الأمد، وهذه الأخيرة هي حالة لها تعريفات مختلفة ولكنها تعني عموماً استمرار تأثير واحد أو أكثر مدة شهر أو أكثر بعد الإصابة. النسبة المئوية الدقيقة لحالات الإصابة بمرض كوفيد-19 الطويل الأمد والعوامل الصحية الكامنة وراءه، بالإضافة إلى أسباب الإصابة به، هي من بين العديد من المعلومات حول هذه الحالة التي لم يتوصل الباحثون إليها بدقة بعد. مع ذلك، هناك إجماع يزداد بين الباحثين أن استخدام اللقاح هو إجراء وقائي فعال.

اقرأ أيضاً: كل ما يجب أن تعرفه عن لقاحات كوفيد-19 المعززة الجديدة وهل يجب أن تتلقاها؟

لكن زياد العالي صرح قائلاً إن إحدى الدراسات التي شارك في تأليفها ونُشرت في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 توصلت إلى أن الإصابة بكوفيد-19 أكثر من مرة تزيد “خطر المشكلات الصحية في المرحلة التي يكون فيها المرض شديداً، مثل الدخول إلى المستشفى أو حتى الوفاة”، وتضاعف خطر ظهور الأعراض الطويلة الأمد.

أشارت الدراسة الاستقصائية الكندية أيضاً إلى أن الأشخاص الذي أبلغوا عن أنهم أصيبوا بكوفيد-19 مرتين أو أكثر عانوا خطراً أعلى من لإصابة بكوفيد-19 طويل الأمد. ثمة أوجه قصور تشوب الدراستين السابقتين؛ إذ كانت أغلبية الأشخاص البالغ عددهم 6 ملايين شخص في قاعدة بيانات شؤون المحاربين القدامى الأميركية من الذكور وكبار السن، وجُمعت البيانات التي خضعت للدراسة بها في أول عامين من الجائحة فقط، ما يعني أن بعضها يعود إلى حالات مرضية وقعت قبل توافر اللقاحات. من ناحية أخرى، اعتمدت الدراسة الكندية، على الرغم من أنها الدراسة الأحدث بينهما، على الإبلاغ الذاتي عن حالات العدوى والحالات الصحية، وهذه البلاغات قد لا تكون دقيقة.

مع ذلك، يقول العالي وغيره من الخبراء إن اتخاذ الخطوات الوقائية مثل تلقي اللقاحات وارتداء الكمامات في ظروف التعرِّض لخطر أكبر يمكن أن يقلل احتمال الخطر.

قال العالي: “حتى لو تمكنت من تجنّب الإصابة بكوفيد-19 طويل الأمد في مرة سابقة، فهذا لا يعني أنك ستتجنب الإصابة به كل مرة”.