شارك
الرئيسية
أوصت لجنة خبراء فيدرالية بتاريخ 12 سبتمبر/أيلول 2023 بأن على كل شخص يزيد عمره عن 6 أشهر أن يتلقّى الجرعات المعززة الأحدث من لقاحات مرض كوفيد-19، وذلك بعد الأخذ في الاعتبار أحد التقديرات الذي ينص على أن تلقّي الفئات العمرية جميعها اللقاحات يمكن أن يقي من 100 ألف حالة دخول إلى المستشفى سنوياً مقارنة باقتصار تلقّي اللقاح على كبار السن فقط.
صوتت اللجنة الاستشارية لممارسات التلقيح التابعة لمراكز السيطرة على الأمراض ومنع انتشارها بأغلبية 13 صوتاً مقابل صوت واحد ضد الاقتراح، بعد أشهر من الجدل حول إذا ما كان يجب قصر توصياتها على المجموعات المعرضة للخطر فقط. وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على منح اللقاحات المعززة الجديدة بتاريخ 11 سبتمبر/أيلول 2023، وقال الخبراء فيها إن هذه اللقاحات آمنة وفعالة في الحماية من متحوّرات فيروس كورونا المنتشرة حالياً في الولايات المتحدة.
اقرأ أيضاً: نصائح لتجنب الإصابة بكوفيد-19 مجدداً هذا الشتاء
تلقّت 17% فقط من سكان الولايات المتحدة آخر جرعة معززة بعد إطلاقها في عام 2022، بينما تلقّى ما يقرب من نصف سكان البلاد أول جرعة معززة بعد توفرها في خريف عام 2021. تراجع الإقبال الواسع النطاق على اللقاحات المعززة بسبب الإرهاق الناجم عن الجائحة وظهور الأدلة التي تبيّن أن اللقاحات لا تقي دائماً من الإصابة بالمرض. لكن وفقاً للبيانات المقدّمة في الاجتماع الذي عُقد بتاريخ 12 سبتمبر/أيلول 2023، كان الأشخاص الذين تلقوا اللقاح أقل عرضة بكثير للإصابة بحالات مرضية شديدة أو للوفاة.
يتسبب فيروس كورونا أحياناً بحالات مرضية شديدة حتى لدى الأشخاص الذين لا يعانون الحالات الصحية السابقة، ما يتسبب بوفاة عدد أكبر من الأطفال مقارنة بالأمراض الأخرى التي تمكن الوقاية منها بتلقّي اللقاحات، تماماً كما تسبب مرض الجدري بالوفيات قبل توصية الفئات العمرية جميعها بتلقي اللقاحات التي تقي من مسببات الأمراض هذه.
أظهرت بيانات مراكز السيطرة على الأمراض ومنع انتشارها أن عدد المرضى المصابين بكوفيد-19 الذي دخلوا المستشفيات ارتفع قليلاً في شهر سبتمبر/أيلول 2023، ويتوقّع اختصاصيو الأمراض المعدية أن يزداد هذا العدد في أواخر فصل الخريف وفي الشتاء.
طوّرت شركة موديرنا، وشركة فايزر بالتعاون مع شريكتها الألمانية بيو إن تك، اللقاحين المعززين الجديدين، وقررت الشركات تقاضي ما يصل إلى 130 دولاراً لكل جرعة. كما أطلقت هذه الشركات حملات تسويقية وطنية لتشجيع السكان على تلقّي اللقاحات. أجّلت اللجنة الاستشارية السابقة الذكر اتخاذ قرار بشأن لقاح معزز ثالث طورته شركة نوفافاكس، وذلك لأن إدارة الغذاء والدواء لم توافق عليه بعد. سنستعرض في هذا المقال المعلومات التي يجب أن تعرفها عن هذه اللقاحات.
اقرأ أيضاً: لماذا يجب على صغار السن الذين أصيبوا بمرض كوفيد-19 الحذر من داء السكري؟
من يجب أن يتلقى لقاحات كوفيد-19 المعززة؟
تنصح مراكز السيطرة على الأمراض ومنع انتشارها كل شخص يزيد عمره عن 6 أشهر بتلقي اللقاحات المعززة الجديدة، وذلك لتحقيق الفائدة الأكبر للجميع. الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بحالات مرضية خطيرة هم الرضّع والأطفال حديثو المشي وكبار السن والنساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون حالات صحية مزمنة مثل السمنة. المخاطر أخفض بالنسبة لمن تبقى من السكان، ولكنها ليست معدومة.
اكتشف الخبراء أن اللقاحات تميل للوقاية من العدوى لدى أغلبية الأشخاص مدة تدوم بضعة أشهر فقط. لكنّها فعالة في الوقاية من الدخول إلى المستشفى والوفاة، كما إنها تؤدي إلى إبطاء انتقال المرض إلى الأشخاص المعرضين للخطر الذين قد تكون أجهزتهم المناعية أضعف من أن تولّد استجابة فعالة للقاح، وذلك من خلال تقليل انتشار العدوى على الأقل.
قال أستاذ طب الأطفال في جامعة ولاية أوهايو، بابلو سانشيز، الذي كان المعارض الوحيد للتوصيات الجديدة في اللجنة الاستشارية لممارسات التلقيح، إنه يخشى أن اللقاحات المعززة لم تُختبر بما يكفي، وخصوصاً لدى الأطفال.
حصلت سلالة اللقاحات المستخدمة في المعززات الجديدة على الموافقة في شهر يونيو/حزيران 2023، ما يعني أن الأغلبية الساحقة من الاختبارات التي أجريت عليها اقتصرت على الفئران أو القردة. مع ذلك، تلقّى مليارات الأشخاص في جميع أنحاء العالم لقاحات متطابقة تقريباً وثبت أنها كانت آمنة.
متى يجب تلقّي اللقاحات المعززة؟
قالت الشركات التي طوّرت اللقاحات المعززة الجديدة إنها ستبدأ بطرح هذه اللقاحات في النصف الثاني من شهر سبتمبر/أيلول 2023. يقول خبير المناعة في كلية وايل كورنيل للطب، جون مور، إنه يمكن للأشخاص من المجموعات المعرضة للخطر الذين لم يتلقّوا اللقاح أو لم يصابوا بمرض كوفيد-19 خلال الشهرين الماضيين تلقّي الجرعات المعززة مباشرة. ويضيف قائلاً إنه إذا كنت تخطط للسفر في موسم العطل هذا، كما يفعل هو، يُفضّل تأجيل تلقي الجرعة إلى أواخر شهر أكتوبر/تشرين الأول أو أوائل نوفمبر/تشرين الثاني، وذلك لتمديد الفترة التي تبقى فيها الوقاية الناجمة عن اللقاح مرتفعة.
اقرأ أيضاً: نظراً لتشابه أعراضهما: كيف تميز إن كنت مصاباً بـ «كوفيد-19» أو أحد الأمراض التحسسية؟
ما الجهات التي ستغطي تكاليف تلقّي اللقاحات الجديدة؟
عندما توصي اللجنة الاستشارية لممارسات التلقيح بلقاح للأطفال، فإن الحكومة ستكون ملزمة قانوناً بضمان منح اللقاحات للأطفال بالمجان، وينطبق الأمر نفسه على التغطية التأمينية التجارية للقاحات المخصصة للبالغين.
أنشأت الحكومة الفيدرالية برنامجاً يحمل اسم بريدج أكسس (Bridge Access) لمعالجة مسألة البالغين الذين لا يغطّيهم التأمين، البالغ عددهم 25-30 مليون شخص. سيموّل البرنامج المراكز الصحية الريفية والمجتمعية، بالإضافة إلى شركات كبرى مثل وولغرينز وسي في إس وبعض الصيدليات المستقلة، بهدف توفير لقاحات كوفيد-19 مجاناً.
قال مسؤولون في مراكز السيطرة على الأمراض ومنع انتشارها إن الشركات المصنّعة للقاحات وافقت على التبرّع بجزء من الجرعات.
هل اللقاحات المعززة الجديدة فعالة في مكافحة المتحورات الحالية من فيروس كورونا؟
يفترض أن تكون فعالة. تعد أكثر من 90% من السلالات المنتشرة من فيروس كورونا حالياً قريبةً وراثياً للغاية من المتحوّر الذي استهدفه اللقاح المعزز الذي أُصدر في وقت سابق من عام 2023، وبيّنت الدراسات أن اللقاحات الجديدة حفّزت بفعالية تركيب الأجسام المضادة التي تقاوم أغلبية هذه السلالات. تَبيَّن أيضاً أن الجرعات حفّزت استجابة مناعية قوية ضد سلالة منفصلة تسببت بالقلق في البداية، وهي سلالة بي أيه.2.86 (BA.2.86). تتسبب هذه السلالة بأقل من 1% من حالات العدوى حالياً. ويطلق عليها مور اسم “السلالة التافهة”.
اقرأ أيضاً: هل ينقل الأشخاص الذين حصلوا على لقاح كورونا المرض؟
لماذا يعارض بعض الأطباء تلقّي اللقاحات المعززة الجديدة؟
بيّنت الخبرة التي اكتسبناها في التعامل مع لقاحات مرض كوفيد-19 أن الوقاية التي توفرها هذه اللقاحات من الدخول إلى المستشفى والوفاة تدوم لفترة أطول من الوقاية التي توفرها من الإصابة بالمرض، والتي تنخفض بسرعة نسبياً، ما أثار الشك في هذه اللقاحات على نطاق واسع. أصيب معظم سكان الولايات المتحدة بمرض كوفيد-19، كما تلقّى معظمهم لقاحاً واحداً على الأقل، وهما حدثان كافيان بالنسبة لأغلبية الأشخاص لاكتساب مناعة من الحالات المرضية الشديدة، إن لم يكونا كافيين للوقاية من العدوى أيضاً. يعتقد العديد من الأطباء أنه يجب التركيز على تلقيح الأشخاص المعرّضين للخطر بالفعل.
ما هو عدد اللقاحات التي يجب تلقّيها في خريف عام 2023؟
يميل الأشخاص لأن يصابوا بالأمراض الموسمية في أواخر الخريف لأنهم يقضون وقتاً أطول في الأماكن المغلقة، وقد يسافرون ويقضون الوقت في التجمّعات العائلية الكبيرة.
أُصدر لقاح ضد الفيروس المخلوي التنفسي مخصصٌ للبالغين الكبار السن أول مرة في خريف عام 2023. قالت طبيبة الأطفال في جامعة فاندربيلت، كاثرين إدواردز، البالغة من العمر 75 عاماً، إنها تخطط لتلقّي الجرعتين المعززتين وجرعة للفيروس المخلوي التنفسي أيضاً، لكنها “قد لا تتلقاها معاً”، حسب تعبيرها.
يمكن أن تتسبب لقاحات كوفيد-19 ببعض الآثار الجانبية “المزعجة”، كما يمكن أن يتسبب بعض لقاحات الفيروس المخلوي التنفسي ولقاح الإنفلونزا الموصى به للأشخاص الذين يبلغون من العمر 65 عاماً أو أكثر بالآلام في الذراعين أو الحمى أو الأعراض الأخرى في بعض الأحيان. أشارت البيانات المنشورة في وقت سابق من عام 2023 إلى أن الأشخاص الذين تلقوا لقاحات الإنفلونزا وفيروس كورونا معاً قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية. يبدو أن هذا الارتباط زال بعد إجراء المزيد من الدراسات، لكن قد يكون عدم تلقّي اللقاحين معاً أكثر أماناً.
تختبر شركتا فايزر وموديرنا لقاحات مركّبة حالياً، ومن المقرّر توفير أول لقاح مزدوج ضد كوفيد-19 والأنفلونزا في أوائل عام 2024.
هل أُصدرت اللقاحات المعززة الجديدة في دول غير الولايات المتحدة؟
لا، على الرغم من أن لقاح فايزر حصل على الموافقة في الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية، بينما حصل لقاح موديرنا على الموافقة في اليابان وكندا. بدأت عمليات طرح اللقاحات المعززة الجديدة في منتصف شهر سبتمبر/أيلول 2023 في الولايات المتحدة وبلدان أخرى.
من المستبعد فرض تلقّي المعززات كما حدث في الفترات المبكّرة من الجائحة. لكن أستاذة الصحة العامة في جامعة واشنطن والعضو في اللجنة الاستشارية لممارسات التلقيح، بيث بيل، قالت: “يجب أن يتمكّن الأشخاص من تلقي اللقاحات إذا أرادوا ذلك.
اقرأ أيضاً: حتى مع السلالات الجديدة: 4 وسائل للوقاية من فيروس كورونا
مع ذلك، من الواضح أن مخاطر المرض متفاوتة، ويجب أن توضح الجهات المعنية أن عدد الوفيات بين كبار السن والأشخاص الذين يعانون من ظروف مزمنة كبير، وأن هؤلاء يحتاجون حقاً إلى تلقّي جرعات معززة”.
صوتت طبيبة الأطفال في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا والعضو في اللجنة الاستشارية لممارسات التلقيح، سارة لونغ، لصالح التوصية التي تنص على ضرورة تلقي الفئات العمرية جميعها اللقاحات المعززة، لكنها قالت إنها تخشى من أن هذه التوصية ليست كافية؛ إذ قالت: “أعتقد أنه لن يتلقّى أحد هذه اللقاحات على الرغم من توصيتنا. لن يتلقى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة هذه اللقاحات”.