نصائح لتجنب الإصابة بكوفيد-19 مجدداً هذا الشتاء

نصائح لتجنب الإصابة بكوفيد-19 مجدداً هذا الشتاء
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Oqvector
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يبدأ موسم انتشار الفيروسات مع تغير الطقس. خلال الجائحة، لاحظ خبراء الأمراض المعدية ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا خلال فصلي الخريف والشتاء، وذلك نتيجة بقاء الناس داخل الأماكن المغلقة خلال هذه الفترة بسبب تغيرات الطقس وانخفاض درجات الحرارة. بالإضافة إلى ذلك، ترافق النصف الثاني من العام مع ظهور سلالات جديدة لفيروس كورونا-سارس-2 (SARS-CoV-2).

لا يختلف العام الحالي عن الأعوام السابقة من هذه الناحية. يحرص الباحثون على متابعة السلالة الجديدة بي أيه.2.86 (BA.2.86)، والتي تسمى أيضاً “بيرولا” (Pirola)، وتنتشر في عدة دول. في الوقت نفسه، أعلن مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في شهر أغسطس/ آب الماضي عن ظهور سلالة جديدة من فيروس أوميكرون تسمى “إيريس” (Eris)؛ إذ أصبحت السلالة الأكثر انتشاراً في الولايات المتحدة.

يبدو أن سلالة إيريس أكثر قابلية للانتقال مقارنة بالسلالات السابقة، ما يعني أنه عند التعرض للفيروس من خلال مخالطة شخص مصاب بالسلالة إيريس، تزداد احتمالية إصابة مزيد من الأشخاص بالعدوى. تقول المديرة الطبية للوقاية من العدوى في شبكة ألتاميد (AltaMed) الصحية في ولاية كاليفورنيا، شيريل براون (Sherrill Brown): “من الممكن أن يصاب الأشخاص الذين تعرضوا سابقاً للإصابة بالفيروس، أو تلقوا اللقاح، بالسلالة الجديدة”.

على الرغم من أن سلالة إيريس تسببت في زيادة عدد الإصابات التي تستدعي الدخول إلى المستشفى في الولايات المتحدة، فإن خبراء الأمراض المعدية لم يلاحظوا حتى الآن أي علامات تشير إلى خطورة هذه السلالة مقارنة بسابقاتها. تشير شيريل براون إلى أن سلالة إيريس لا تبدو أكثر خطورة من السلالات التي واجهناها في الماضي.

على غرار الإنفلونزا وغيرها من الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي، يصنف بعض الخبراء الصحيين فيروس كورونا بوصفه فيروساً متوطناً؛ إذ يمكن أن يصاب به الشخص العادي عدة مرات خلال حياته. لكن لحسن الحظ، أصبحت الولايات المتحدة في وضع أفضل الآن مقارنة بما كانت عليه قبل 3 سنوات؛ إذ تتوفر مجموعة من الوسائل الوقائية، بدءاً من اللقاحات المحدّثة المعززة للمناعة وصولاً إلى الكمامات الطبية والعلاجات المضادة للفيروسات. نظراً للمضاعفات الطويلة الأمد الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا وتأثيرها على الأفراد الذين يعانون ضعفاً في جهاز المناعة، يجب الاستعداد في حال زيادة حالات الإصابة بالفيروس حتى نهاية عام 2023.

اقرأ أيضاً: حتى مع السلالات الجديدة: 4 وسائل للوقاية من فيروس كورونا

هل حان الوقت لارتداء الكمامات مرة أخرى؟

ألغت الحكومة الأميركية القوانين المتعلقة بارتداء الكمامات، وبالتالي، لم يعد ارتداء هذه الكمامات في الأماكن العامة أمراً إلزامياً. على الرغم من ذلك، يمكن أن تطلب الشركات الخاصة والمستشفيات ارتداء الكمامات في المنشآت والمرافق التابعة لها في حال حدوث موجة جديدة من فيروس كورونا.

لكن في معظم الحالات، يكون قرار ارتداء الكمامة قراراً شخصياً. تقول رئيسة قسم الأمراض المعدية في مستشفى جامعة نيويورك لانغون تيش (NYU Langone Tisch Hospital)، سارة هوكمان (Sarah Hochman): “يجب على الناس تقييم المخاطر المحتملة المرتبطة بالإصابة بالمرض”. على سبيل المثال، ربما يرغب الأشخاص الذين يعانون ضعف الجهاز المناعي أو حالات رئوية أخرى، مثل الربو، في ارتداء الكمامات مرة أخرى لأن هذه الفئة من الناس هي الأكثر عرضة لحدوث مضاعفات خطيرة جراء الإصابة بفيروس كورونا.

إذا كنت تخطط للقاء الأصدقاء والعائلة في هذه الفترة، فإن استخدام الكمامة على نحو صحيح سيقلل من خطر الإصابة بالعدوى. تقول هوكمان: “كان ارتداء الكمامة على مدار عام ونصف قراراً شخصياً يعتمد على اختيار الفرد نفسه وعلى مدى تقييمه للوضع الذي يستدعي ارتداء الكمامة”. إن ارتداء الكمامة مفيد أيضاً للحماية من الفيروسات التنفسية الأخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي (RSV).

تتمثل إحدى الطرائق الجيدة لتقييم المخاطر الفردية في التحقق من أحدث الإحصائيات والأرقام المتعلقة بعدد الإصابات التي تستلزم الدخول إلى المستشفى في منطقتك. تقول هوكمان: “إن بيانات المستشفيات هي مصدر المعلومات الأكثر موثوقية، وذلك لأن مراكز السيطرة على الأمراض والجهات الصحية المحلية لم تقدم تقارير مفصلة عن أعداد الحالات في الآونة الأخيرة، ويمكن للأشخاص العثور على هذه الإحصائيات على موقع إدارة الصحة المحلية في ولايتهم أو مقاطعتهم”.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون البيانات الإقليمية أو الوطنية غير دقيقة؛ بسبب زيادة عدد الأشخاص الذين يجرون اختبارات منزلية أو لا يجرون اختبارات على الإطلاق. في معظم المناطق، لا يزال المرضى الذين يُنقلون إلى المستشفيات يخضعون للفحوصات للكشف عن الإصابة بالفيروس. تقول هوكمان: “تكشف هذه التدابير عن جزء صغير من الإصابات، لأن الفحص يستهدف فئة محدودة من الأشخاص الذين يعانون أعراضاً صحية خطيرة، لكنها لا تزال تعطي فكرة عن مدى انتشار الفيروس بصورة عامة”.

اقرأ أيضاً: دليلك للاهتمام بالكمامة: تخزينها وارتداؤها وخلعها

متى ستتوفر اللقاحات الجديدة المعززة للمناعة ضد فيروس كورونا؟

تعتزم الإدارة الأميركية إطلاق اللقاحات المعززة الجديدة في منتصف شهر سبتمبر/ أيلول. يوفر لقاح كوفيد المزدوج حالياً حماية ضد فيروس كورونا الأصلي وسلالتي أوميكرون وبي أيه.4 (BA.4) وبي أيه.5 (BA.5). سيشمل التحديث الجديد للقاح حماية ضد سلالة أوميكرون إكس بي بي.5.1 (XBB.1.5)

تشبه السلالة إيريس المتحور إكس بي بي.5.1 (XBB1.5) لكنهما غير متطابقتين تماماً، إذ إن السلالة الجديدة هي نتيجة تحور من سلالة إكس بي بي.2.9.1 (XBB.1.9.2). على الرغم من ذلك، لا يعتقد خبراء الأمراض المعدية أن اللقاحات الجديدة ستوفر بعض الحماية ضد هذه السلالة الجديدة. تقول براون: “لا يزال معظم السلالات المنتشرة مرتبط بسلالة إكس بي بي.5.1 (XBB1.5)، لذلك، يجب أن توفر اللقاحات الجديدة حماية جيدة إلى حد ما ضد الحالات الحرجة”.

يمكنك الحصول على اللقاحات المعززة بمجرد توفرها في الأماكن التي تلقيت فيها اللقاحات السابقة، ويشمل ذلك عيادات الأطباء والصيدليات ومراكز الرعاية الصحية المحلية. ربما تخصص بعض الولايات والمقاطعات مواقع إلكترونية لمساعدة الناس في العثور على أقرب مركز لتلقي اللقاح. لا تزال لقاحات فيروس كورونا جميعها مجانية، بغض النظر عن وجود تأمين صحي أو قوانين الإقامة والجنسية.

ماذا يحدث إذا تعرضت للإصابة بفيروس كورونا مرة أخرى؟

يقلل كل من ارتداء الكمامات وتلقي اللقاحات المعززة خطر الإصابة بالفيروس مرة أخرى، لكن ذلك لن يمنعها تماماً. اتخذ التدابير اللازمة من خلال الاحتفاظ ببعض أدوات الاختبار السريع للكشف عن الإصابة في المنزل لاستخدامها عند الضرورة. توصي هوكمان بالاحتفاظ بجهاز اختبار أو اثنين لكل فرد في الأسرة.

اقرأ أيضاً: هل ينقل الأشخاص الذين حصلوا على لقاح كورونا المرض؟

إذا كانت نتيجة الاختبار إيجابية، فيجب إبلاغ طبيبك على الفور. يمكن أن يصف الطبيب حبوب المضادات الفيروسية، مثل باكسلوفيد (Paxlovid)، التي تكون أكثر فعالية عند تناولها في غضون 5 أيام من بدء ظهور الأعراض. بالإضافة إلى ضرورة طلب إجازة من العمل وتأجيل الالتزامات الأخرى لأخذ قسط من الراحة، كما يجب تناول كمية كافية من السوائل لتسريع عملية الاستشفاء.

اعزل نفسك عن الآخرين في المنزل مدة لا تقل عن 5 أيام لتجنب انتشار الفيروس. إذا كنت مضطراً للخروج من المنزل ومقابلة الأشخاص الآخرين، يُرجى التأكد من ارتداء كمامة ذات جودة عالية لتوفير الحماية الفعالة.