مَن هم المرضى الأضعف في مواجهة موجات الحر الشديد؟ وكيف يواجهونها؟

مَن هم المرضى الأضعف في مواجهة موجات الحر الشديد؟ وكيف يواجهونها؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Guenter Albers
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يمكن أن تشكّل موجات الحر خطورة على أي شخص، ولكنها قد تصبح خطرة جداً على الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية مزمنة. فما الذي يجعل هؤلاء الأشخاص أكثر حساسية لموجات الحر من غيرهم؟ وما الإرشادات التي عليهم اتباعها للحفاظ على سلامتهم في هذا الطقس؟

اقرأ أيضاً: 8 نصائح تساعدك في التغلب على حرارة الصيف

لماذا تؤثّر موجات الحر في مرضى الحالات المزمنة أكثر من الأصحاء؟

قد يُصاب الإنسان في أثناء موجات الحر الشديد بالجفاف أو ارتفاع درجة حرارة جسمه، ما قد يسبب تشنجات حرارية أو إجهاداً حرارياً أو ضربة شمس؛ وضربة الشمس هي حالة طبية طارئة قد تؤدي إلى تلف دائم للأعضاء الحيوية أو الموت في حال لم تعالج على الفور.

وعلى الرغم من أن موجات الحر قد تؤثّر في أي شخص من الشباب والأصحاء، فإن بعض الناس أكثر عرضة للخطر من غيرهم، مثل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، والذين يعانون من حالات طبية مزمنة؛ مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري، وأمراض الكلى، والأمراض التنفسية، وبعض الأمراض النفسية، والذين يتناولون بعض الأدوية التي تؤثّر على تفاعل الجسم مع الحرارة، بالإضافة إلى النساء الحوامل والمرضعات، ومَن يعانون من زياده الوزن.

إذ قد تزيد موجات الحر من خطر إصابة هؤلاء بالتعب والغثيان والصداع، وقد تزيد فرصة الإصابة بالنوبات القلبية وعدم انتظام ضربات القلب، أو صعوبة التنفس، أو مشكلات عديدة في الأعضاء الأخرى. بالإضافة إلى أنها قد تسبب تلف بعض الأدوية مثل الإنسولين أو أجهزة مراقبة الغلوكوز.

ثمة العديد من الأسباب التي قد تفسّر تأثير موجات الحرارة الشديدة في الأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة، فقد يكونون أقل عرضة للإحساس بتغيرات درجة حرارة الجو والاستجابة لها، مثل مرضى السُمنة، والذين تميلُ أجسامهم أيضاً إلى الاحتفاظ بقدرٍ أكبر من حرارة الجسم.

اقرأ أيضاً: الحرارة قاتل صامت: دليلك للتعرف إلى مخاطرها والحذر منها

أو قد تسبب موجات الحر صعوبة في تنظيم درجة حرارة الجسم؛ إذ يترافق مرض ارتفاع ضغط الدم بحدوث تغيّرات في العضلات الملساء الوعائية والأوعية الدموية، ما قد يؤدي إلى ضعفٍ في تدفق الدم إلى الجلد، الذي يسبب بدوره ضعف القدرة على تنظيم درجة الحرارة الأساسية. وهذا ينطبق أيضاً على مرضى القلب والأوعية الدموية؛ إذ وبسبب الضعف الموجود في عضلة القلب، قد لا يتمكن من تأمين تدفق كافٍ للدم إلى الجلد عند ارتفاع درجات الحرارة.

أمّا بالنسبة لمرضى السكري، فإن قدرة الأوعية الدموية في الجلد على التمدد تتأثر بسبب المرض، ما يقلل من كمية الدم التي تُضخ إلى سطح الجلد لتبديد الحرارة. بالإضافة إلى أن ضعف التحكم في مستوى الغلوكوز ووجود الاعتلال العصبي قد يؤثران في استجابات التعرُّق لدى الأفراد المصابين بداء السكري من النوع الثاني. كما تؤثّر الحرارة الشديدة في مرضى الربو والمصابين بأمراض الرئة نتيجة التغيرات التي تحدث في نوعية الهواء التي تصاحب غالباً الظروف الأكثر دفئاً، أو نتيجة الفشل الفيزيولوجي في التنظيم الحراري.

اقرأ أيضاً: ما الآليات التي يستخدمها الجسم لتخفيض حرارته صيفاً؟

بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي تناول بعض الأدوية، مثل بعض مضادات الاكتئاب أو مدرات البول أو حاصرات بيتا إلى زيادة حساسية الفرد لموجات الحر، نتيجة التأثير في قدرة الجسم على تنظيم درجة الحرارة أو السوائل أو الشوارد.

نصائح تساعد أصحاب الأمراض المزمنة على مواجهة موجات الحر

من المهم جداً أن تتعرف على الأمراض المرتبطة بالحرارة وكيفية الوقاية منها، وأن تحاول الالتزام بالنصائح التالية:

  • ابقَ في الداخل في مكان مكيّف قدر الإمكان. يُذكر أن المراوح الكهربائية قد توفّر الراحة لكنها لن تمنع الأمراض المرتبطة بالحرارة عندما تكون درجات الحرارة مرتفعة جداً (أعلى من 35 درجة مئوية). وهنا، يعدّ أخذ حمام بارد أو الانتقال إلى مكانٍ مكيّف طريقة أفضل للتخفيف من وطأة الحرارة. وفي حال لم يكن منزلك مكيفاً، فانتقل إلى مركز للتسوق أو مراكز أُخرى مكيّفة، لأن قضاء بضع ساعات في مكان مكيّف يمكن أن يساعد جسمك على البقاء بارداً حتى عند العودة إلى الجو الحار.
  • حافِظ على رطوبتك واشرب الكثير من الماء والسوائل ولا تنتظر شعورك بالعطش حتى تشرب، واشرب المشروبات الرياضية التي تعوّض الشوارد؛ إذ قد يسبب التعرُّق الشديد إزالة الأملاح والمعادن من الجسم. لذلك، استشر الطبيب حول كيفية تعويض هذه الأملاح والمعادن المفقودة وفقاً لما يناسب حالتك الصحية. في حال كان طبيبك يحدُّ من كمية السوائل التي عليك شربها، فاستشره عن مقدار ما يمكنك شربه في موجات الحر.
  • تحقق من توقعات الطقس، وانتبه إلى الأيام التي تكون أكثر ارتفاعاً في درجات الحرارة عن المعتاد بالنسبة للمكان الذي تعيش فيه. كُنْ حذراً بشأن الخروج في هذه الأيام، وإذا خرجت، فحاول البقاء في الظل وابقَ متيقظاً لما تشعر به، وابحث عن مكان بارد إذا شعرت بظهور أعراض الإجهاد الحراري؛ مثل: تعب، دوخة، صداع، إعياء، تعرق مفرط وشحوب الجلد، تقلصات في الذراعين والساقين والمعدة، تنفس سريع، سرعة ضربات القلب، عطش شديد، وهن وضعف، واطلب المساعدة.
  • لا تنخرط في أنشطة شاقة واحصل على قسط كافٍ من الراحة.
  • ارتدِ ملابس خفيفة وفضفاضة مصنوعة من ألياف القطن أو الكتان.
  • قلل من استخدام الموقد والفرن للحفاظ على درجة حرارة المنزل منخفضة قدر الإمكان.

اقرأ أيضاً: كيف تعالج حروق الشمس بمواد بسيطة موجودة في المنزل؟

  • جدوِل الأنشطة الخارجية بعناية بحيث تقتصر على الأوقات الباردة من النهار، سواء في ساعات الصباح أو المساء.
  • قلل من أداء التمارين الرياضية في أثناء درجات الحرارة المرتفعة، خصوصاً في حال لم تكن معتاداً على العمل أو ممارسة الرياضة في بيئة حارة. وفي حال كان بذل الجهد في موجة الحر يجعل قلبك ينبض بسرعة أو تلهث لالتقاط أنفاسك، فتوقف عن هذا النشاط وادخل إلى منطقة باردة، خصوصاً إذا شعرت بالدوار أو الضعف أو الارتباك.
  • تجنّب شرب الكحول والإفراط في الكافيين والسكر، وتجنّب الأطعمة الساخنة أو الدسمة أو عالية المحتوى بالبروتين وأكثِر من السلطات والوجبات الباردة.
  • احتفظ بالأدوية في درجة حرارة أقل من 25 درجة مئوية (اقرأ تعليمات التخزين على العبوة).
  • اطلب المشورة الطبية عندما تشعر بأنك لا تعلم ما التصرف الصحيح.