يأتي شهر ذو الحجة من كل عام حاملاً معه واحداً من أركان الإسلام الخمس، فريضة الحج، ويسعى المسلمون من حول العالم للذهاب إلى مكة، حيث الكعبة المشرفة للطواف حولها وأداء مناسك الحج كاملة في أرجاء السعودية. يحتاج الحج إلى مجهود بدني تُزيله الروحانيات الرائعة التي يشعر بها الحجاج في حضرة الكعبة. لكن هذا لا يمنع اتباع بعض النصائح للحفاظ على الصحة أثناء تلك الرحلة الجميلة، ولكي تستطيع أداءها بكامل قوتك دون أي تعب.
5 نصائح صحية للحجاج
هناك الكثير من النصائح، لكن إليك أبرز 5 نصائح تعينك على أداء مناسك الحج بصحة:
1. تناول طعاماً صحيّاً
في كثير من الأحيان، يتعرض الحجاج للإسهال وتشنجات البطن نتيجة التسمم الغذائي الذي يتعرضون له بعد تناول الطعام. ويرجع ذلك لعدة احتمالات، منها عدم طهي الطعام جيداً أو تركه معرضاً للهواء، ما يجعله بيئة مثالية لنمو بعض الكائنات الدقيقة مثل البكتيريا، لذلك يجب الانتباه إلى فترة بقاء الطعام دون حماية، وإذا كان شكله قد تغيّر ولو قليلاً، ينبغي التخلص منه، تجنباً لأي إصابة. ويُفضل استخدام الأطعمة سريعة التحضير المغلفة جيداً مثل الجبن أو الخبز أو اللحوم المدخنة أو الطعام المعبأ عموماً.
وفي حالة المعاناة من حساسية اللاكتوز، يُنصح بتجنب تناول منتجات الألبان طوال فترة الحج، تجنباً للأعراض الصحية المتعلقة بهذه الحالة، ويُفضل تجنب بعض أنواع الأطعمة أيضاً مثل الحبوب والفاصوليا والاهتمام بالنظام الغذائي الصحي في هذه الحالات وإدخال أطعمة مثل: البطاطس المسلوقة والبيض المسلوق واللحوم المشوية وصدور الدجاج والتفاح المقشر والسمك المشوي والمعكرونة البيضاء والمكسرات والشوكولاتة وبذور اليقطين.
اقرأ أيضاً: 6 نصائح لنظام غذائي صحي بعد صيام رمضان
2. تجنب العدوى
بعد جائحة كورونا، أصبح الناس أكثر حرصاً على اتخاذ التدابير الصحية للوقاية من ذلك الفيروس الشرس، وبحكم التجمعات التي تحصل حول الكعبة المشرفة في أثناء أداء مناسك الحج خاصة، تزداد فرصة العدوى، ليس فقط العدوى بكورونا، بل وبالفيروسات الأخرى مثل فيروس الإنفلونزا الذي يهاجم الجهاز التنفسي العلوي، ما قد يؤدي في النهاية إلى الإصابة بالأمراض الأخرى الخطيرة مثل الالتهاب الرئوي.
لتجنب هذه العدوى، يجب الالتزام بروتين صحي كغسل اليدين جيداً قبل وبعد أي نشاط، خاصة قبل تناول الطعام وبعد لمس أي شيئ، ويُفضل بعد ملامسة اليدين للعينين والأنف والفم، فهذه الأعضاء هي أسهل الطرق التي تسلكها العدوى للدخول إلى الجسم. كما يُنصح بتناول الأطعمة التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن التي تستطيع محاربة العدوى وتقوية الجهاز المناعي. ومن ضمن الفيتامينات المرشحة، فيتامين سي لتعزيز المناعة، وفيتامين د لتقوية العظام، وفيتامين ب لإمداد الجسم بالطاقة. وبالطبع يجب الحصول على موافقة من الطبيب قبل تناولها، ويُفضل تجنب وسائل الترحيب التي تشتمل على تلامس مثل التقبيل أو العناق أو المصافحة دون ارتداء وسائل للحماية.
اقرأ أيضاً: ما الذي يمكن للفيتامين سي القيام به؟ وما هي حدود فعاليته وتأثيراته؟
3. الحفاظ على الجسم رطباً قدر المستطاع
في هذه السنوات، يأتي موسم الحج في أثناء فصل الصيف. مع ارتفاع درجات الحرارة التي تشهدها الأرض بفعل التغير المناخي، والإجهاد الذي يتعرض له الحجاج، يحتاج الشخص لكميات مناسبة من الماء للحفاظ على الجسم رطباً ومنتعشاً طوال النهار، لذلك يُنصح بتناول ما بين 8 إلى 10 أكواب من الماء يومياً أو العصائر الطازجة، ما يساعد في تنشيط الدورة الدموية وضبط حرارة الجسم.
4. إحضار الأدوية
في حال كان الشخص المؤدي للمناسك مُصاباً بمرض ما مثل السكري أو أي مرض آخر، فلا بد من إحضار الأدوية معه والحصول على الجرعات المحددة في أوقاتها، كما يحتاج المرضى للحصول على قدر كاف من النوم لإنعاش الجسم وإعادة الحيوية والنشاط له، حتى يُصبح قادراً على أداء مناسك الحج بنشاط في اليوم التالي، ويجب تجنب التقصير في النوم كيلا يُرهق الجسم ويعجز المرء عن القيام بواجبه الديني على أكمل وجه.
5. طلب المساعدة الطبية
عند الشعور بالتعب في أثناء السير في صفوف الحجاج، ينبغي الجلوس والاستراحة قليلاً في الظل، أما إذا ظهرت بعض الأعراض مثل القشعريرة والدوار والغثيان والصداع، يُفضل طلب المساعدة من أقرب مركز طبي، والذهاب فوراً لفحص الحالة، فهناك سيُساعد المتخصصون في تشخيص ما أصاب الحاج ويقدمون الدعم الطبي على أكمل وجه، فيستطيع استئناف المناسك في أقرب وقت.
اقرأ أيضاً: آلام في المعدة والعظام: ما هي أعراض زيادة فيتامين د؟
يبقى الحج ركناً أساسياً في الدين الإسلامي، ومن المهم اتخاذ التدابير الصحية كافة لتجنب أي مشكلة قد تحصل في الحرم ولضمان أداء مناسك الحج على أكمل وجه والاستمتاع بتلك الرحلة الروحانية الرائعة.