هل لمصابيح الليد LED فائدة للبشرة وغيرها من أجزاء الجسم؟

3 دقيقة
هل لمصابيح الليد LED فائدة للبشرة وغيرها من أجزاء الجسم؟
إذا كنتِ ترغبين في تجربة قناع الليد، فلا تشتري إلا الأقنعة الحاصلة على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية.

تضفي أقنعة الليد التي تملأ صفحتك الرئيسية على منصة تيك توك أجواء من الخيال العلمي، بفضل مظهرها المخيف الشبيه بالروبوت وتوهجها الغريب عند ارتدائها. ومن الملائم أن الباحثين في وكالة ناسا هم من اكتشفوا إمكانية العلاج الطبي بالضوء لعلاج الجروح والتهاب المفاصل والزرق وأمراض أخرى في تسعينيات القرن العشرين.

انتشار العلاج بمصابيح الليد

وبحلول أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ازدادت شعبية العلاج بضوء المصابيح الثنائية الباعثة للضوء، أو "مصابيح الليد" (LED) اختصاراً، في عيادات الأمراض الجلدية؛ حيث يرتدي المرضى قناع ليد أو يستخدمون أجهزة مماثلة لإبطاء الشيخوخة وعلاج حب الشباب. والآن انتقلت هذه التكنولوجيا إلى منازلنا. وقد روجت علامات تجارية مثل أومنيلوكس (Omnilux) ودكتور غروس (Dr. Gross) لأقنعة ليد يمكن توصيلها مباشرة إلى المستهلكين والتي يمكن استخدامها بانتظام مع التمتع بالخصوصية في منزلك، وهي متوفرة بأسعار متفاوتة (من سعر يقل عن 100 دولار إلى ما يقرب من 500 دولار). لكن، هل أقنعة الليد مفيدة حقاً؟ تقول طبيبة الأمراض الجلدية في المجموعة الطبية بجامعة راش في مدينة شيكاغو، الدكتورة سامانثا فينكاتيش، إن ذلك يعتمد على مدى فعالية الأقنعة.

اقرأ أيضاً: 10 فوائد للفازلين في العناية بالبشرة يتفوق بها على المستحضرات التجارية

كيف تعمل أقنعة الليد؟

قالت فينكاتيش إن الآلية التي تعمل بها أقنعة الليد تسمى "التعديل الحيوي الضوئي" (photobiomodulation). وتتضمن هذه العملية أطوالاً موجية من الضوء تجعل خلايا بشرتك تتصرف بطريقة مختلفة أو تسلك سلوكاً مختلفاً، سواء كان ذلك لمساعدة الجروح على الالتئام أو استهداف حب الشباب أو تقليل التجاعيد.

توفر الأقنعة عموماً خيارين رئيسيين فيما يتعلق بالضوء -الضوء الأحمر والضوء الأزرق- على الرغم من أن بعضها يوفر أيضاً أطوالاً موجية للضوء الكهرماني والأخضر والأصفر والأبيض، وذلك حسب سعر القناع. وقالت فينكاتيش إن الضوء الأحمر، الذي يبلغ طوله الموجي نحو 700 نانومتر، يتغلغل في عمق البشرة ويُستخدم لتحفيز إنتاج الكولاجين، ما يساعد على تقليل ظهور التجاعيد.

أما الضوء الأزرق، الذي يتراوح طوله الموجي الأقصر من 400 إلى 500 نانومتر تقريباً، فلا يتغلغل بعمق أكبر، ومن المعتقد أنه يستهدف البكتيريا المسببة لحب الشباب على سطح الجلد. وقالت فينكاتيش: "كلاهما يخترقان الجلد على أعماق مختلفة، وهذا يوضح ما يعملان عليه".

قالت فينكاتيش إن الباحثين لم يجروا دراسات متعمقة حول مدى فعالية أقنعة الليد المنزلية، لكن هناك بعض الأدلة على أن الأجهزة المستخدمة في عيادات الأطباء لها بعض الفوائد. فعلى سبيل المثال، وجدت دراسات أجريت في عامي 2007 و2017 أن استخدام العلاج بالضوء الأحمر ساعد على تحسين مظهر التجاعيد. أما بالنسبة إلى الأقنعة التي ينبعث منها الضوء الأزرق، فقد خلص تحليل تلوي (تحليل ميتا تجميعي) عام 2019 إلى أن الحكم لا يزال غير واضح بشأن فعالية العلاج بالضوء الصادر عن مصابيح الليد لعلاج حب الشباب.

قالت فينكاتيش: "أظهر بعض الدراسات أنه كان مفيداً، وأظهر بعضها الآخر أنه لم يكن مفيداً. لذا، لا توجد بيانات متينة يمكن الاعتماد عليها".

اقرأ أيضاً: أطعمة تساعد على تخفيف التجاعيد وتحسين صحة البشرة

هل عليك ارتداء قناع ليد؟

بالنسبة إلى معظم الناس، فإن استخدام قناع الليد عدة مرات في الأسبوع لن يسبب أي ضرر، وقد يكون مفيداً بعض الشيء، اعتماداً على الغرض الذي تستخدمينه من أجله. وأوصت فينكاتيش ببعض النصائح لاستخدامه بفعالية.

لا تشتري إلا أقنعة الليد الحاصلة على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) فقط: "كوني حذرة عند النظر إلى هذه الأجهزة. تأكدي من وجود تصريح من إدارة الغذاء والدواء الأميركية للتأكد من أنها خضعت للاختبار وأنها آمنة وتُصدر بالفعل الطول الموجي للضوء الذي تريدينه".

وفقاً لفينكاتيش فإن تحقيق الفائدة من ارتدائها سيتطلب استخداماً ثابتاً من 3 إلى 5 مرات في الأسبوع، مدة تترواح من 10 إلى 15 دقيقة في كل مرة. وحافظي على نظافته. ضعي القناع بعد تنظيف وجهك مباشرةً، لكن قبل وضع أي منتجات للعناية بالبشرة. وبمجرد الانتهاء، ضعي المستحضرات والسيرومات، ونظفي القناع باستخدام منديل كحولي. من الحكمة أيضاً أن تختاري قناعاً مزوداً بحماية مدمجة للعينين لضمان عدم تعرض عينيك للضرر.

توضح فينكاتيش: "نحن لا نريد أن نتسبب في حدوث مشاكل إذا كنتِ تستخدمين جهازاً يعتمد على الضوء كل يوم وبصورة مستمرة. فالأمر يتعلق بدرجة أكبر بحماية البصر مع مرور الوقت".

على الرغم من أن أقنعة الليد تعتبر آمنة عموماً لمعظم الأشخاص، فإن البعض يجب أن يتجنبوا استخدامها، كما تنصح فينكاتيش. ويشمل ذلك الأشخاص الذين يعانون اضطرابات الحساسية للضوء أو الذئبة أو الكلف. يجب على أي شخص يتناول مضادات حيوية معينة، مثل الدوكسيسيكلين أو المينوسكلين -وكلاهما من العلاجات شائعة لحب الشباب- أن يتوخى الحذر. يمكن أن تزيد هذه الأدوية حساسية الشمس "إذا كانوا يتناولون مضادات حيوية مماثلة، فقد لا أستخدم الضوء والمضادات الحيوية معاً" على حد قول فينكاتيش.

ومع استمرار تطور الأبحاث حول أقنعة الليد، لا تزال فينكاتيش متفائلة بحذر بشأن العلاج وفوائده المحتملة على مختلف الأمراض الجلدية. وهي لا تثني الناس عن استخدامها، خاصةً لتقليل التجاعيد المزعجة. إذ تقول: "إنها ممتعة. وبالنسبة إلى الأشخاص الذين يرغبون حقاً في الحصول على المساعدة قدر المستطاع في علاج شيخوخة الوجه، أعتقد بالتأكيد أنها تستحق الإضافة إلى الروتين الذين يتبعونه. لكن من المهم جداً اتخاذ التدابير الوقائية الصحيحة واختيار الجهاز المناسب".

المحتوى محمي