ما أعراض الإصابة بداء الرشاشيات وكيف تحمي نفسك منه؟

ما أعراض الإصابة بداء الرشاشيات وكيف تحمي نفسك منه؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Barbol
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يتنفس معظم الناس عوامل ممرضة كل يوم، إذ إنه من المستحيل تجنب تنفسها تماماً، إلا أن هذا الأمر لا يُشكل عادةً مشكلات صحية عند أسوياء المناعة، وإنما يشكل خطراً عند المُضعفين مناعياً.

 ومن بين العوامل الممرضة التي توجد بشكل طبيعي في البيئة المحيطة بنا نذكر فطور أسبرغيلوس (Aspergillus) المسؤولة عن الإصابة بداء الرشاشيات، فكيف تصل إلى الإنسان وما الأعراض التي يتظاهر بها داء الرشاشيات؟

مَن الأكثر تأثراً بداء الرشاشيات؟

يعد المرضى المضعفون مناعياً والمصابون بأمراض الرئة المزمنة الفئة الأكثر تأثراً بداء الرشاشيات؛ فاضطراب الجهاز المناعي يجعله غير قادر على رصد العوامل الممرضة الخارجية، ولحين ظهور الأعراض سيكون الإنتان قد توغل في الجسم.

من جهة أخرى، لا تشكل الإصابة خطراً عند الأسوياء مناعياً، لأن العامل الممرض المسؤول عن الإصابة موجود في بيئتنا المحيطية وتعرضنا له بشكل متكرر منذ طفولتنا، ما يجعل الجهاز المناعي السليم قادراً على رصد العامل الممرض لحظة دخوله، وبالتالي القضاء عليه قبل أن يُحصن الإنتان نفسه داخل الجسم.

اقرأ أيضاً: هل ترتبط الإصابة بالدودة الشريطية بحدوث السرطان؟

أشكال الإصابة بداء الرشاشيات

هناك ما يقرب 180 نوعاً من العوامل الممرضة التي تُسبب الإصابة بداء الرشاشيات، ويصيب 40 نوعاً منها البشر ويعتبر أسبرغيلوس فوميغاتوس (Aspergillus fumigatus) العامل الممرض الأكثر إصابة للبشر. ولا يأتي داء الرشاشيات على شكل واحد كباقي الأمراض وإنما تتعدد أشكال الإصابة به، فهو قد يظهر على الأشكال التالية:

  • داء الرشاشيات القصبي التحسسي: والذي يتظاهر على شكل التهاب في القصبات والرئتين حيث تشابه أعراضه أعراض الأمراض التحسسية.
  • التهاب الجيوب الأنفية الرشاشية التحسسية: تتركز الإصابة فيه في الجيوب الأنفية وأعراضه تشابه أعراض التهاب الجيوب الأنفية، كالصداع واضطراب الشم وظهور إفرازات ذات لون مائل للاصفرار أو الاخضرار.
  • داء الرشاشيات الرئوي المزمن: وهو شكل العدوى الذي يسبب تجاويف في الرئتين تتركز فيها الإصابة، وغالباً ما تكون هذه الحالة مزمنة وطويلة الأمد، إذ تستمر ما لا يقل عن 3 أشهر. 
  • داء الرشاشيات الغازي: في هذا الشكل الخطير من داء الرشاشيات ينتشر الإنتان في كامل الجسم ولا يقتصر على الرئتين أو القصبات أو الجيوب الأنفية فحسب، وغالباً ما يصيب الأشخاص الذين خضعوا لعملية زرع الأعضاء أو زرع [tooltip content=”خلايا بشرية خاصة، قادرة على التطور إلى العديد من أنواع الخلايا المختلفة بدءاً من خلايا العضلات إلى خلايا الدماغ. ويمكنها أيضاً إصلاح الأنسجة التالفة في بعض الحالات.” url=”https://popsciarabia.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9/%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%84%d8%a7%d9%8a%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%b0%d8%b9%d9%8a%d8%a9/” ]الخلايا الجذعية[/tooltip].
  • داء الرشاشيات الجلدي: يحدث عندما يدخل العامل الممرض الجسم من خلال جرح أو قرح في الجلد، ويشيع هذا النمط عند المضعفين مناعياً أيضاً. 

أعراض داء الرشاشيات

تتباين الأعراض تبعاً لنمط الإصابة، فأعراض داء الرشاشيات القصبي التحسسي تشبه أعراض الربو إلى حد كبير، ويتظاهر على شكل:

  • الوزيز القصبي.
  • ضيق في الصدر وصعوبة تنفس.
  • سعال متكرر.
  • ارتفاع درجة الحرارة في حالات نادرة.

بينما تشمل أعراض التهاب الجيوب الرشاشية التحسسية ما يلي:

  • الشعور بثقل منتصف وأسفل الجبهة.
  • سيلان الأنف.
  • صداع.
  • اضطراب حاسة الشم.
  • ارتفاع درجة الحرارة في الحالات المتقدمة.

بينما توجهنا الأعراض التالية نحو الإصابة داء الرشاشيات الرئوي المزمن:

  • سعال مزمن.
  • نفث دم.
  • صعوبة التنفس.
  • فقدان الوزن.
  • تعب عام مزمن.

أمّا بالنسبة لداء الرشاشيات الغازي، فإنه يحدث عند الأفراد ممن يعانون حالات صحية أخرى، لذلك يكون من الصعب معرفة الأعراض المتعلقة بالإنتان على وجه الدقة، إلا أن أعراضه الرئوية تشمل:

  • ارتفاع درجة الحرارة، إذ يعتبر العرض الأكثر شيوعاً.
  • آلام صدرية.
  • سعال.
  • نفث دم.
  • ضيق التنفس.
  • ظهور أعراض أخرى تتعلق بالعضو المصاب في حال انتشار الإنتان من الرئتين إلى أجزاء أخرى من الجسم.

اقرأ أيضاً: ما أعراض الربو؟ وكيف يمكن معرفة ما إذا كان الشخص مصاباً به؟

الوقاية من الإصابة بداء الرشاشيات

لا ينتقل داء الرشاشيات من إنسان إلى آخر أو من الحيوان إلى الإنسان، وعلى الرغم أنه من الصعب تجنب تنفس العوامل الممرضة بشكل تام نظراً لانتشار الفطور بشكل شائع في البيئة المحيطة، هناك مجموعة من النصائح التي تحمينا من التقاط هذه العوامل الممرضة، الأمر الذي يعتبر بالغ الأهمية بشكل خاص عند المضعفين مناعياً: 

  • تجنّب التواجد في المناطق التي تحتوي على الكثير من الغبار مثل مواقع البناء أو الحفر، وفي حال لم تتمكن من تجنب هذه المناطق فاحرص على لبس قناع وجهي.
  • تجنّب الأنشطة التي تنطوي على اتصال وثيق مع التربة أو الغبار مثل البستنة، وإذا لم يكن ذلك ممكناً فيجب الحرص على ارتداء الأحذية المخصصة والسراويل الطويلة وقميص طويل الأكمام عند القيام بهذه الأنشطة.
  • ارتداء القفازات عند التعامل مع التربة أو الطحالب أو السماد.
  • تنظيف الجروح والقروح الجلدية بشكل جيد بالماء والصابون، خاصةً إذا تعرضت للتربة أو الغبار.
  • تناول دواء مضاد للفطريات إذا كان الشخص معرضاً لخطر تطوير مرض الرشاشيات الغازية، على سبيل المثال في حالات عمليات زرع أعضاء أو زرع خلايا جذعية.
  • القيام باختبار مخبري للكشف عن الإنتان بشكل مبكر عند الشك بالإصابة بداء الرشاشيات.

تدبير وعلاج داء الرشاشيات

يختلف تدبير داء الرشاشيات وتقنيات علاجه المتاحة والمُوصى بها حسب شكل الإصابة، وتعتبر الستيروئيدات القشرية السكرية حجر العلاج الأساسي في داء الرشاشيات القصبي التحسسي، التي تُعطى عن طريق الفم، إذ لا تعتبر الأدوية المضادة للفطور كافية وحدها للعلاج، حيث تقلل من الأعراض الشبيهة بأعراض الربو المرافقة لهذا النمط من الإصابة وتُحسّن من وظائف الرئة.

من جهة أخرى، تعد الأدوية المضادة للفطور مثل فوريكونازول والأمفوتيريسين B العلاج التقليدي لداء الرشاشيات الرئوي الغازي، إلا أنه يجب استخدامها بحذر عن مرضى الكبد والكلية لما لها من آثار جانبية تؤثر على وظيفة الكليتين والكبد، إضافة لشيوع التفاعلات الدوائية بين الأدوية المضادة للفطور والأصناف الدوائية الأخرى، لهذا يجب دائماً اللجوء لمقدم الرعاية الصحية وعدم البدء بتناول دواء جديد دون استشارته. 

يبقى العلاج الجراحي الخيار الأخير، ويتم اللجوء إليه في الحالات التي لا يصل فيها العلاج الدوائي إلى مناطق الإصابة كما يحدث عند تجمع الإنتان بالرشاشيات في منطقة قليلة التروية الدموية لا تصلها المادة الدوائية، وتتم عندئذ إزالة هذا التجمع جراحياً ليتم بعد ذلك البدء بالعلاج الدوائي.