فرط نشاط المثانة (OAB) عبارة عن مجموعة من الأعراض التي قد تسبب زيادة عدد مرات التبول، وتولد رغبة في التبول لا يمكن السيطرة عليها، وقد تصل إلى مرحلة سلس البول والتبول ليلاً. يحدث لعدة أسباب منها الإصابة بالعدوى أو تلف الأعصاب أو تناول بعض الأدوية أو شرب نوع من السوائل. يشمل العلاج تغيير بعض السلوكيات والأدوية وتحفيز الأعصاب.
تصيب هذه الأعراض الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكبر، وقد تصاب النساء في سن أصغر (45 عاماً)، ويعد فرط نشاط المثانة من الحالات الشائعة الحدوث. من المهم علاج فرط نشاط المثانة، فقد تزداد الأعراض سوءاً دون علاج، وقد تضعف عضلات المثانة التي تساعد في التحكم في وقت التبول.
أعراض فرط نشاط المثانة
يتمثل فرط نشاط المثانة بمجموعة من الأعراض:
- الإلحاح البولي أي الحاجة المفاجئة للتبول والتي لا يمكن السيطرة عليها.
- التبول المتكرر، أي الذهاب إلى الحمام أكثر من المعتاد (أكثر من 8 مرات خلال 24 ساعة).
- سلس البول الإلحاحي وتسرب للبول دون القدرة على التحكم به.
- التبول مرتين على الأقل كل ليلة.
أسباب فرط نشاط المثانة
تؤثر مجموعة من الحالات على عضلات جدار المثانة، ما يؤدي إلى فرط نشاطها، ومن هذه الحالات:
- الحمل والولادة، ما يؤدي إلى تمدد وإضعاف عضلات الحوض التي تدعم الأعضاء الموجودة في أسفل البطن. فقد تتدلى المثانة من وضعها الطبيعي إذا ضعفت عضلات الحوض.
- تلف الأعصاب الذي يؤدي إلى إرسال إشارات إلى الدماغ والمثانة للتبول في الوقت الخطأ. من الحالات المؤدية إلى تلف الأعصاب جراحة الحوض أو الظهر أو الانزلاق الغضروفي أو العلاج الإشعاعي أو داء باركنسون أو تدهور الوظيفة الإدراكية أو التصلب المتعدد أو السكتة الدماغية.
- تناول بعض الأدوية مثل مدرات البول.
- الإكثار من شرب الكحول والمشروبات الغنية بالكافيين.
- التهاب المسالك البولية الذي يسبب تهيّج أعصاب المثانة وضغطها فجأة.
- الوزن الزائد يمكن أن يسبب ضغطاً إضافياً على المثانة، ما قد يسبب سلس البول الإلحاحي.
- التغيرات الهرمونية مثل نقص هرمون الأستروجين بعد انقطاع الطمث.
- الإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل السكري.
- الحالات المَرضية التي قد تصيب المثانة، مثل الأورام أو حصوات المثانة.
- العوامل التي تعوق خروج البول من المثانة، ومنها تضخم البروستاتا أو الإمساك أو الجراحات السابقة لعلاج سلس البول.
اقرأ أيضاً: أسباب كثرة التبوّل في الشتاء والوقاية منها
طرق التشخيص
لتشخيص فرط المثانة، يراجع الطبيب الأعراض، ويُجري فحصاً بدنياً لأعضاء المريض المحيطة بالحوض والمستقيم. وقد يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات مثل:
- تحليل البول للتحري عن وجود عدوى بكتيرية.
- اختبار ديناميكا البول لقياس مقدار البول المتبقي في المثانة بعد الذهاب إلى الحمام، ومقدار التبول، ومدى سرعة التبول، ومقدار الضغط على المثانة عندما تمتلئ بالبول.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية لإلقاء نظرة تفصيلية على المثانة.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT) لأخذ صور ثلاثية الأبعاد للمثانة.
- تنظير المثانة للنظر داخل المثانة من مجرى البول.
طرق علاج فرط نشاط المثانة
يمكن أن تساعد العلاجات المختلفة في علاج فرط نشاط المثانة. قد يشمل العلاج تغيير بعض السلوكيات والأدوية وتحفيز الأعصاب، وذلك بعد مراقبة حدوث بعض الأسباب التي تؤدي إلى فرط نشاط المثانة مثل مراقبة ما يشرب المريض وما يأكل وكميته، وعدد مرات التبوّل وتسرب البول، ووجود حالات تسبب التبول مثل السعال أو العطس أو الضحك.
العلاج السلوكي
تبدأ بعد ذلك مرحلة العلاج بالتوقف عن الأكل أو التقليل من المشروبات أو الأطعمة التي قد تسبب أعراض فرط نشاط المثانة مثل الشاي والقهوة والكحول والمشروبات الغازية التي تحتوي على الكافيين، والفواكه وعصائر الفاكهة، والشوكولاتة، والطماطم ومنتجاتها، والأطعمة والمشروبات الحارة والحمضية، والأطعمة والمشروبات التي تحتوي على المُحليات الصناعية.
من المهم أيضاً تجنب الإمساك لأنه يضغط على المثانة ويؤثر على وظيفتها، وذلك عن طريق الحفاظ على عادات غذائية صحية مثل زيادة كمية الألياف في الغذاء، وإدخال الأطعمة مثل الفول والمعكرونة ودقيق الشوفان وحبوب النخالة وخبز القمح الكامل والفواكه الطازجة والخضروات الطازجة في النظام الغذائي، وشرب كوبين إلى أربعة أكواب من الماء كل يوم، وممارسة الرياضة.
بالإضافة إلى ما سبق، يجب الحفاظ على وزن صحي، ما يمكن أن يقلل الضغط على المثانة، والتوقف عن استخدام منتجات التبغ لأنها تهيج عضلة المثانة، وإعادة تدريب المثانة وتهيئة عضلاتها ليتمكن المريض من حبس البول بشكل أفضل، وتشمل إعادة التدريب مقاومة الإلحاح في التبول، وتأخير الذهاب إلى الحمام، والتبول وفقاً لجدول زمني.
تحفيز الأعصاب
يمكن أن يساعد تحفيز الأعصاب في علاج فرط نشاط المثانة، ويوصي به الأطباء عندما لا تنجح العلاجات الأخرى، ويمكن اعتماده في أحد الأشكال التالية:
- تحفيز العصب العجزي لتحفيز الأعصاب التي تتحكم في المثانة كهربائياً.
- تحفيز العصب الظنبوبي عن طريق الجلد.
- حقن توكسين البوتولينوم (البوتوكس) في جدار المثانة باستخدام منظار المثانة.
الأدوية
أثناء إعادة تدريب المثانة، قد يصف الطبيب بعض الأدوية التي يمكن أن تساعد في استعادة وظيفة المثانة الطبيعية. من الأدوية الشائعة الموصوفة:
- أدوية مضادات الكولين التي تساعد على تنظيم التشنجات العضلية في المثانة.
- دواء بيتا 3 الأدرينالين الذي يساعد على استرخاء عضلات المثانة حتى تتمكن من تخزين المزيد من البول.
الجراحة
يلجأ الأطباء للعلاج جراحياً في الحالات الشديدة التي لا تستجيب لطرق العلاج الأخرى، والهدف منها هو تحسين قدرة المثانة على الاحتفاظ بالبول وتخفيف الضغط عن المثانة، ولكنها لا تساعد في تخفيف ألم المثانة. ومن هذه الإجراءات الجراحية جراحة زيادة سعة المثانة، أو إزالتها بالكامل وبناء مثانة بديلة.
اقرأ أيضاً: أسباب حرقان البول وعلاجه بالأدوية والطرق الطبيعية
الوقاية
يساعد العديد من الممارسات الحياتية في تقليل خطر الإصابة بفرط نشاط المثانة. ومن أهم ما يجب مراعاته:
- الحفاظ على الوزن الصحي.
- شرب الكافيين باعتدال والامتناع عن الكحول.
- الإقلاع عن التدخين.
- شرب كمية مناسبة من السوائل يومياً.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- أداء تمارين كيجل أو غيرها من تمارين قاع الحوض.
- إدارة الحالات التي قد تسبب فرط نشاط المثانة، مثل مرض السكري أو عدوى المسالك البولية.