يمكن أن يصبح بصرنا أسوأ مع تقدُّمنا في العمر، وعلى الرغم من أن العدسات يمكنها أن تعوِّض هذه التغيّرات، إلا أن الكثير من الناس يشعرون بالقلق من أن ارتداء النظارات من شأنه أن يجعل عيونهم تعتمد على التصحيح البصري، وبعبارة أخرى: يعتقدون أن ارتداء النظارات سيؤدي إلى تدهور الرؤية بشكل أكبر. ولكن من حسن الحظ أن العيون لا تقوم بوظيفتها بهذه الطريقة.
يقول مايكل جي دوير (أخصائي البصريات في مدينة روتشيستر هيلز بولاية ميشيغان): "إن ارتداء النظارات لن يجعل عينيك أسوأ، حيث تعتمد الوصفة الفعلية للعدسات على تشريح العين، أي على المنحنى الأمامي للقرنية، والقوة الانكسارية للعدسة داخل العين، وطول مقلة العين". ويضيف أن النظر من خلال النظارات لن يغيِّر هذه البنية التشريحية، بقوله: "لن يؤدي ارتداء النظارات أو العدسات اللاصقة اللينة إلى تغيير العدسات التي تحتاج إليها".
ومع ذلك عندما تخلع نظارتك، فإن العالم يبدو أكثر ضبابية مما تتذكَّر. لكن هل يشير ذلك إلى أنك "تحتاج" إلى نظارتك الآن بشكل أكبر مما كنت تحتاج إليها قبل أن تحصل عليها؟ ليس بالضرورة. فهذا التغيير ربما يعني أنك اعتدت على رؤية الأشياء بوضوح، وذلك وفقاً للأكاديمية الأميركية لطب العيون. فالآن، بعد أن تعرَّفت على الشكل الذي يُفترض أن يبدو عليه العالم، يصبح من الصعب العودة إلى ما كنت عليه سابقاً، حتى لو كنت تعتقد أن رؤيتك كانت جيدة من قبل.
صحيح أنك قد تجد نفسك في حاجة إلى عدسات أقوى مع مرور الأعوام، ولكن مرة أخرى، فإن ذلك ليس نتيجة لارتداء النظارات؛ حيث تتدهور رؤيتنا مع تقدُّمنا في العمر، وهناك احتمال بأنك ستحتاج إلى تحسين العدسات من وقت لآخر.
وهذا يقودنا إلى قلق آخر مثير للاهتمام، إذ يخشى بعض الناس من أن ارتداء عدسات غير صحيحة أو قديمة قد يجعل بصرهم أسوأ. وهذه أيضاً خرافة، على الأقل عند البالغين؛ حيث وجدت دراستان أن العدسات غير الصحيحة زادت قليلاً من تقدُّم الحسر (أو قصر النظر) عند الأطفال.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للنظارات الخاصة التي تُوصف للأطفال الذين يعانون من حوَل العينين أو من العين الكسولة أن تؤدي إلى التغيير، ولكن بطريقة جيدة؛ حيث تُفيد هذه النظارات المساعِدة على تقويم العين. ولكن الضرر الحقيقي ينجم عن عدم استخدامها، ووفقاً لقسم طب العيون في نظام مايو كلينك الصحي في مدينة لاكروس بولاية ويسكونسن: "قد يؤدي عدم ارتداء هذه النظارات إلى خلل دائم في الرؤية".
ولكن لا تخف من ارتداء النظارات، فليس هناك دليل على أن العدسات الصحيحة من شأنها أن تجعل البصر أسوأ عند الأطفال أو البالغين، وطالما أنك تلتزم بإجراء فحوصاتك السنوية أو نصف السنوية، فلا داعي للقلق، قم بارتداء النظارات كلما كنت في حاجة إليها، وتمتَّع بميزة الرؤية الواضحة.