تملك القرود من نوع المكاك، وهي جنس من الرئيسيات يعيش في آسيا وإفريقيا، القدرة المادية على الكلام بلغة مفهومة، وذلك بحسب دراسة نشرت في ديسمبر 2016 في مجلة ساينس أدفانسيز. حيث تمكن الباحثون من تحديد المجال الحركي للتراكيب الصوتية لقرد المكاك.
وكان كل من آصف غضنفر أستاذ علم النفس في جامعة برينستون، وتيكومسيه فيتش، المؤلف المشارك في الدراسة، وأستاذ علم الأحياء الإدراكي في جامعة فيينا، قد استخدما فيديو الأشعة السينية لتصوير وتتبع حركة الأجزاء المختلفة للتراكيب التشريحية الصوتية لقرد المكاك، كاللسان والشفاه والحنجرة، أثناء عدد من الحركات الفموية الوجهية. ثم قام بارت دي بور، من مختبر الذكاء الاصطناعي التابع لجامعة بروكسل الحرة، بتحويل هذه البيانات إلى نموذج حوسبة يستطيع التنبؤ ومحاكاة المجال الصوتي لقرد المكاك استناداً إلى الخصائص الجسمية التي أظهرتها الأشعة السينية. وباستخدام نموذج الحوسبة للجهاز الصوتي، اكتشف الباحثون أن قرد المكاك يستطيع -نظرياً- إصدار أحرف صوتية مفهومة، وحتى جمل كاملة، من خلال جهازه الصوتي، إذا كان لديه القدرة العصبية على الكلام. ولكن الحمد لله أنها ليست قادرة على الكلام. لأن أصوات حديثها ستكون مرعبة على ما يبدو. وفيما يلي صوت لروبوت يحاكي عرض زواج يقدمه أحد قرود المكاك، سيجعلنا بالتأكيد نغير فكرتنا التي رسمناها عن الصوت المتوقع لهذه الحيوانات:
إذاً، لماذا لا تتكلم القرود؟ يرجح أن المشكلة ليست في الحلق ولكن في الإدراك.
قرود المكاك جنس قديم، تطورت تراكيبه الصوتية على الأرجح منذ زمن بعيد. وهو ما يشير للباحثين الذين يدرسون تطور الإنسان، إلى أن الإنسان البدائي كان لديه مجال صوتي واسع قبل أن يتطور الكلام إلى الشكل الذي نعرفه اليوم. وإذا صح ذلك، فإن مفتاح تطور اللغة قد يكون هو الجمع بين القدرة على إصدار الصوت، ووجود دماغ متطور بما يكفي ليقوم بتذكر وتفسير تلك الأصوات. أو كما قال مؤلفو الدراسة: "تشير النتائج إلى أن كلام البشر ينبع أساساً من تركيب أدمغتنا وتطورها الفريد، وهو مرتبط بالاختلافات التشريحية المرتبطة بالنطق بين البشر والرئيسيات".
فإذا ما استطاعت قرود المكاك اكتساب بعض القدرة العقلية في المستقبل، فيمكننا أن نتخيل نوع الكلام الذي ستتحدث به.
اقرأ أيضا: أسمع أصوات ناس في أذني.