كيف يمكن للوالدين زيادة احتمالات تحديد جنس المولود؟

2 دقيقة
كيف يمكن للوالدين زيادة احتمالات تحديد جنس المولود؟
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: مهدي أفشكو.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تُنشر الأوراق البحثية التي تهتم بتطبيقات الهندسة الوراثية يومياً، ومنها ما يشمل تطبيقها في الإخصاب الذي قد يسمح للآباء باختيار بعض سمات أطفالهم، مثل الجنس ولون العينين، إذ يصف باحثو الهندسة الوراثية الأمر وكأن الجينات لوحة فُسيفسائية يُمكن تحريرها كما نرغب.

بات الأمر يزداد شعبيةً أيضاً، فحسب جيفري شتاينبرغ وهو طبيب أخصائي في مؤسسة الخصوبة في الولايات المتحدة الأميركية والهند والمكسيك، ينتظر آلاف الأزواج في الصين ساعات طويلة لمقابلة أطباء الخصوبة الذين يقدمون “التشخيص الوراثي قبل الزرع”، وهو أحد مجالات تطبيق الهندسة الوراثية في الإخصاب.

اقرأ أيضاً: هل تغير المناخ مسؤول عن تراجع الخصوبة؟

تقنية كريسبر والتشخيص ما قبل الزرع

في التشخيص ما قبل الزرع، يتم استخراج نحو 12 بويضة من الأم وإخصابها بالحيوانات المنوية للأب عن طريق “التخصيب في المختبر”. وبمجرد تخصيب البويضات، يمكن للأطباء تحليل جينومات الأجنة وإخبار الوالدين ما إذا كان الطفل معرضاً لخطر الإصابة بالأمراض الوراثية، كما يكونون قادرين على تحديد جنسه ولون عينيه.

من جهة، يمنح هذا الوالدين قائمة بصفات كل بويضة مُلقحة، ما يمّكنهم من اختيار البويضة ذات الصفات التي يرغبان أن يحملها طفلهما. وبنفس الوقت يعمل المختصون على تحرير الجينات عن طريق حقن بروتين في البويضة. يُمكن أن يُجرى الاختبار على البيوض المُلقحة أو الأجنة إلى عمر 24 أسبوعاً أو 6 أشهر، لقطع جزء من الجينوم واستبداله بجينات جديدة، وذلك عن طريق تقنية كريسبر.

كيف يُمكن للوالدين تحديد جنس مولودهما؟

هناك طريقتان تُساعدان الوالدين على تحديد جنس طفلهما واختياره؛ أولهما التشخيص الجيني ما قبل الزرع، وثانيهما فصل الحيوانات المنوية قبل الحمل عن طريق قياس التدفق الخلوي.

تحدثنا أعلاه عن طريقة القيام بالتشخيص الجيني ما قبل الزرع، ومن المهم أن نُسلط الضوء على أن هذه الطريقة مُكلفة للغاية لكن حتى الآن لم يتم الإبلاغ عن أي آثار سلبية لهذه الطريقة على النسل، كما أن نسبة نجاحها في تحديد الجنس جيدة.

اقرأ أيضاً: متلازمة الخيمرية: هل يمكن أن ينكر اختبار الحمض النووي نسبك لأبويك؟

وبما يتعلق بالطريقة الأخرى، وهي “فصل الحيوانات المنوية قبل الحمل عن طريق قياس التدفق الخلوي”، فهي تساعد على فصل الحيوانات المنوية الحاملة للصبغي الجنسي X عن الحيوانات المنوية الحاملة للصبغي الجنسي Y باستخدام صبغة خاصة تُدعى “صبغة الفلورسنت” إلى جانب قياس التدفق الخلوي لهذه الحيوانات المنوية.

يتلخص دور الصبغة بأنها تُشكل طبقة تُغلّف الحيوانات المنوية، وبعد ذلك تُستخدم الأشعة فوق البنفسجية لإثارة الحيوانات المنوية المطلية بالصباغ، ويتم التمييز بينها نظراً لأن الحيوانات المنوية الحاوية على الصبغي الجنسي X تعزز كثافة الصباغ حول الحيوانات المنوية، بسبب ارتفاع نسبة وكثافة المادة الوراثية فيها، وبتطبيق هذه الطريقة يمكن ببساطة فصل الحيوانات المنوية الحاوية على الصبغي X عن تلك التي تحتوي الصبغي Y.

وبالعودة إلى رغبة الأهل، يمكن اختيار إما الحيوانات المنوية ذات الصبغي الجنسي المُشفر لجنس الإناث أو الآخر المُشفر لجنس الذكور وتلقيح البويضة المُستخلصة من مبيض الأم بالنطاف التي اختيرت. بشكلٍ عام، نسب نجاح هذه الطرق مُبشرة، حيث تُقدر نسبة نجاح حدوث حمل مرغوب بجنين أنثى بـ 93% بينما للأجنة الذكور بـ 82%، والتي تعتبر نسباً جيدة جداً.

اقرأ أيضاً: بعد عقود من الأبحاث: هل وجد العلماء اختلاف بين أدمغة الرجال والنساء؟

هل تواجه هذه الطريقة أي عواقب أخلاقية؟

واجهت وما زالت تواجه هذه الطريقة بعض العواقب الأخلاقية، نظراً لأن الموضوع يُنظر إليه على أنه طريقة للحصول على بشر معدلين وراثياً، والذي بدوره يُعتبر موضع جدل. كما أن هناك عواقب طويلة الأمد لا تُرى بعد، وأحد الفرضيات ينص أن التغييرات التي تطرأ على الجنين سوف ترثها الأجيال القادمة ويمكن أن تؤثر في نهاية المطاف على مجموعة الجينات بأكملها ما من شأنه أن يغير من جينات البشر.

من جهة أخرى، يجب استخدام تقنيات تحرير الجينوم وتعديله في الدرجة الأولى لغاية علاجية أو وقائية، مثل استخدام تقنية كريسبر لإجراء تعديل يُتلف جين (CCR5) المسؤول عن الإصابة بالإيدز، وهذا كان الهدف الأساسي من تطبيقها لأول مرة، لهذا ينبغي الفصل بين عدم قبول تطبيقها بما يخص الإخصاب عن مجالاتها العلاجية الأخرى التي فتحت باباً واسعاً في الطب العلاجي.