كانت التيتانوصورات من أكبر أنواع الديناصورات الموجودة على الأرض، حتى إن حجم بعضها يقترب من حجم الحيتان الحالية. عاشت هذه الديناصورات العاشبة التي تنتمي لفصيلة الصوربودات من أواخر العصر الجوراسي (منذ نحو 163.5 مليون سنة إلى 145 مليون سنة) حتى نهاية العصر الطباشيري (أي ما يقرب من 145 مليون إلى 66 مليون سنة)، وتراوحت أطوال هذه الديناصورات من 23 إلى 85 متراً، حسب نوعها.
الآن، يُظهر اكتشاف أحد أصغر أشكال هذه الديناصورات تفاصيل دقيقة عن حياة هذه الكائنات العملاقة. اكتشف فريق من الباحثين أكثر من 250 بيضة متحجرة في 92 موقع تعشيش من خلال أعمال التنقيب التي جرت بين عامي 2017 و2020، في تكوين لاميتا في وسط الهند، وقد وردت تفاصيل هذه النتائج في دراسة نُشرت في 18 يناير/ كانون الثاني في مجلة بلوس ون (PLOS ONE) مفتوحة الوصول.
بيوض ديناصورات من أواخر العصر الطباشيري
تعد منطقة تكوين لاميتا في وادي نارمادا غنية بأحفوريات بيوض الديناصورات والهياكل العظمية التي تعود لحقبة أواخر العصر الطباشيري. اكتشف العلماء لأول مرة بيوض الديناصورات في هذه المنطقة في التسعينيات، وتركز هذه الدراسة على موقع التعشيش في منطقة دهار (Dhar).
يقول المؤلف المشارك في الدراسة من جامعة دلهي، جونتوبالي في. آر. براساد، في بيان صحفي: "إلى جانب أعشاش الديناصورات التي اكتشفت في منطقة جبلبور في أعالي وادي نارمادا في الشرق، وتلك الموجودة في بالاسينور في الغرب، تشكل مواقع التعشيش الجديدة في منطقة دهار في ماديا براديش (وسط الهند)، التي تغطي مساحة تبلغ نحو 1000 كيلومتر من الشرق إلى الغرب، أحد أكبر مفرخات الديناصورات في العالم".
اقرأ أيضاً: الأشنات وجدت طريقها إلى الحياة بعد انقراض الديناصورات
تنوع كبير في أنواع التيتانوصورات تخبرنا به بيوضها
قام الفريق بدراسة دقيقة للبيوض، التي كان يبلغ قطرها نحو 6 سنتيمترات، وحدد 6 أنواع مختلفة من البيوض الغريبة. يشير اختلاف هذه الأنواع إلى وجود تنوع أكبر في أنواع التيتانوصورات مما تمثله حالياً بقايا الهياكل العظمية المتحجرة الموجودة في هذه المنطقة.
يقول المؤلف الرئيسي للدراسة، هارشا ديمان من جامعة دلهي، في بيان صحفي: "كشف البحث الذي أجريناه عن وجود مستعمرات تفريخ كبيرة لتيتانوصورات الصوربودا في موقع البحث، كما يقدم هذا البحث رؤى جديدة حول ظروف الحفاظ على الأعشاش واستراتيجيات التكاثر التي اتبعتها تلك الكائنات قبل انقراضها".
يعتقد الفريق أيضاً أنه وفقاً لشكل الأعشاش، فمن الممكن أن تكون التيتانوصورات قد دفنت بيضها في حفر غير عميقة مثلما تفعل التماسيح في عصرنا هذا. وقد وجدوا أيضاً حالة نادرة، وهي وجود بويضة داخل بيضة، ما يشير إلى أن تلك الديناصورات العملاقة تملك فيزيولوجيا تكاثرية مشابهة لتلك التي تملكها الطيور والتماسيح الحديثة، وربما وضعت بيوضها بطريقة متسلسلة.
نظراً لوجود العديد من الأعشاش في المنطقة نفسها، فقد تكون الديناصورات قد انتهجت سلوك التعشيش على شكل مستعمرات، وهو السلوك نفسه الذي تتبعه الطيور في يومنا هذا مثل طائر البلشون الكبير والبجع البني وطيور الغاق. ومع ذلك، فإن التقارب الكبير بين الأعشاش لم يترك مساحة كافية لتواجد الديناصورات الكبيرة، ما يدعم فكرة أن التيتانوصورات البالغة قد تركت صغارها وحيدة لتعتمد على أنفسها، على عكس الطيور في وقتنا الحالي، التي تقوم باحتضان بيوضها.
اقرأ أيضاً: لماذا تعد الفطريات مهمة للحياة على الأرض؟
عبر التاريخ، كان من الصعب تحديد تفاصيل سلوك تكاثر الديناصورات. يمكن أن تساعد الأعشاش الأحفورية، والبيانات الواردة في هذه الدراسة في فهم حياة بعض أكبر الديناصورات في التاريخ وتكاثرها وتطورها قبل انقراضها.