معضلة تعدد الآراء الطبية: خطوات عملية لاتخاذ القرار الصحيح

2 دقيقة
معضلة تعدد الآراء الطبية: خطوات عملية لاتخاذ القرار الصحيح
حقوق الصورة: shutterstock.com/MDV Edwards
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

في دراسة نُشِرت عام 2021 تتحدث عن مشكلة اختلاف الآراء الطبية بين الأطباء، أُجريت خلال الاختبار العملي (V-OSCE 2021) للأطباء في مرحلة الزمالة (fellowship). كانت الحالة لمريض يبلغ من العمر 62 سنة يعاني سرطان رئة متقدماً (advanced lung adenocarcinoma)، وأُعطي التقرير الطبي للأطباء جميعهم البالغ عددهم 16. وبعد قراءتهم التقرير، طلبوا من الأطباء الإجابة عن 10 أسئلة تتعلق بتشخيص الحالة والخطة العلاجية للحالة. وأجمعوا على جوابين فقط من 10 أسئلة (أحدهما عن قابلية المريض للشفاء والآخر عن تحويل المريض لطبيب نفسي). باقي الأسئلة لم يُجتمع عليها من قِبل الأطباء!

اقرأ أيضاً: كيف يمكنك صيانة جسمك على المستوى الخلوي لتعيش حياة طويلة؟

اختلاف وجهات النظر بين الأطباء: مشكلة كبيرة تواجه المرضى

الاختلاف في وجهات النظر بين الأطباء من أهم المشكلات التي تواجه المرضى خصوصاً في الحالات الحرجة، ولا يغفل القرار الطبي الناضج والطب المبني على الأدلة والبراهين أهمية المريض ودوره الأساسي في عملية اتخاذ القرار. ووفقاً للجمعية الطبية الأميركية (AMA) وتحديداً فيما يتعلق بأخلاقيات مهنة الطب، يحق للمريض الحصول على رأي طبي آخر، وتؤكد على الأطباء جميعهم احترام حق المريض للحصول على رأي طبي آخر. الاختلاف في الآراء بين الأطباء هو حقيقة ومشكلة من الصعب إغفالها وتجاهلها. 

توضّح دراسة أخرى أجرتها مايوكلينك وشملت 286 مريضاً طلبوا رأياً طبياً آخرَ أن 12% فقط من المرضى حصلوا على الرأي نفسه!

متى تطلب رأياً طبياً آخرَ؟

يمكنك طلب رأي طبي آخر في إحدى الحالات التالية:

  • عند شعورك بعدم الارتياح أو عدم فهم التشخيص أو  الخطة العلاجية.
  • عندما تُشخَّص بمرض نادر.
  • عندما تُشخَّص بمرض خطير جداً.
  • عندما يوجد أكثر من خيار علاجي.
  • عندما يوجد خيار جراحي مع خيارات دوائية.

اقرأ أيضاً: متلازمة الخيمرية: هل يمكن أن ينكر اختبار الحمض النووي نسبك لأبويك؟

فوائد الحصول على رأي طبي آخر

يحقق الحصول على رأي طبي آخر العديد من الفوائد، أهمها:

  • التأكد من صحة التشخيص الأولي والخطة العلاجية الأولى.
  • معرفة طرق علاجية أخرى يجهلها الطبيب الأول أو لم يذكرها.
  • احتمال التوصل لتشخيص أدق من الطبيب الأول.
  • فهم حالتك الطبية بشكل ومنظور مختلفين.
  • احتمال تفادي عمل إجراءات طبية غير ضرورية.
  •  احتمالية أعلى لاتخاذ قرار طبي غير منحاز.

عموماً، معرفة الطبيب الأول بوعي المريض وعدم استسلام المريض لرأيه ستسهم في رفع جودة استشارة الطبيب لعدد من العوامل ومن أهمها:

  • عوامل اقتصادية؛ مخاوف الطبيب من خسارة ثقة المرضى ما يؤدي لاعتمادهم على أطباء آخرين.
  • عوامل اجتماعية متعلقة بسمعة الطبيب.  

وفي حال اتفق الأطباء جميعهم على التشخيص نفسه سيكون الأمر جيداً جداً.

ما الإجراءات التي يمكن اتخاذها في حال اختلاف التشخيص الطبي من طبيب لآخر؟

في حال الاختلاف من الجيد اتخاذ بعض الإجراءات مثل:

  • سؤال الأطباء عن احتمالية وجود تشخيص آخر قد يتناسب مع الأعراض المذكورة؟ 
  • سؤال الأطباء عن احتمالية وجود تشخيص آخر قد يتناسب مع النتائج المخبرية؟
  • سؤال الأطباء عن إمكانية عمل اختبارات مخبرية أخرى تقطع الشك باليقين؟ 
  •  سؤال كل طبيب عن سبب اعتقاده بخطأ تشخيص الطبيب الآخر؟
  •  سؤال كل طبيب عن الأعراض الجانبية المحتملة من الخطة العلاجية؟
  •  سؤال كل طبيب عن مدى تكرار هذه الحالة عليه؟

اقرأ أيضاً: العلماء يطرحون عدة نظريات حول تطور الخلايا وازدهار أشكال الحياة

جواب الأطباء عن هذه الأسئلة قد يكون مؤشراً جيداً للمريض عن دقة تشخيص الطبيب وفاعلية وأمان الخطة العلاجية. في حال عدم وضوح الرؤية بعد هذا الإجراء، قد يسهم اللجوء لطبيب في حسم الخلاف، ما يؤدي إلى اتخاذ قرار طبي سليم.