هل يسهم خل التفاح في علاج البثور وأمراض القلب وتبييض الأسنان حقاً؟

4 دقائق
خل التفاح لن يجعل مشاكلك تزول مهما كنت تؤمن بذلك.

إذا كان هناك ما يدّعي بأنه علاج سحري للسرطان والإفراط في تناول الطعام وحب الشباب العرضي، فهو على الأغلب ليس كذلك. فالحياة صعبة وطويلة وليس هناك أمور سهلة، وخاصة عندما يتعلق الأمر بصحتك. وهذا يشمل خل التفاح المحبوب في صفحات الإنترنت.

يعتقد مؤيدو هذا السائل المخمر بأنه يمكنه علاج أي مرض، وينصحون أحياناً بأخذ جرعات منه للوقاية من المرض. ويعدّ خل التفاح واحداً من الكثير من الأغذية الفائقة الشائعة التي تغزو شبكة الإنترنت، ولكنه مثال بارز على مدى سهولة نسب فوائد صحية لا أساس لها إلى مكونات غير ضارة عموماً. فخل التفاح لن يجعل مشاكلك تزول مهما كنت تؤمن بذلك. إذ أن معظم "الأدلة" التي تدعم فوائده تأتي من المجلات الرخيصة والأطباء الزائفين.

وفي الواقع، يبدو بأن هناك شيء واحد فقط يمكن أن يفيد به نظرياً، أو اثنين بالأحرى. إذ أن خل التفاح يعدّ وسيلة قوية للإيقاع بالذباب، بشكل أفضل بكثير من العسل.

وفيما يلي نستعرض بعض الاستخدامات المقترحة الأكثر شيوعاً لما هو في الأساس مجرد إضافة نصف ممتازة للسلطة، وأسباب عدم فعالية معظم هذه العلاجات.

فقدان الوزن / أمراض القلب

يبدو بأن القليل من دراسات الفئران والجرذان (معظمها في المجلات "العلمية" الثانوية التي لا تتطلب نفس الدقة الموجودة في المجلات المجازة) قد أقنع متصفحي الإنترنت بأن أخذ جرعات من الخل يمكن أن يمنع الإصابة بمرض السكري. ولكن أظهرت الدراسات البشرية بأن هذه الفوائد الصغيرة لإنقاص الوزن تعتبر غير هامة.

فمن الممكن أن يكون الخل مفيداً إلى حد ما لعملية التمثيل الغذائي، ولكن تشير النتائج في الوقت الحالي إلى أنه لن يكون علاجاً سحرياً. ووفقاً لدراستين صغيرتين، يمكن لحمض الخليك في الخل أن يحمي من ارتفاع سكر الدم والذي يدفع الجسم إلى تخزين الدهون عند عدم حدوث ذلك، إلا أن هذه الآلية لم تثبت بعد. فإذا كنت تحاول تحسين صحة القلب والأوعية الدموية أو خسارة بعض الوزن، فمن الأفضل بكثير أن تقوم بتمارين رياضية عالية الكثافة جنباً إلى جنب مع بعض أنواع تدريبات القوة، بالإضافة إلى تناول نظام غذائي متوازن مع الكثير من الألياف والأطعمة الكاملة. حيث أن لهذه الإجراءات أدلة أفضل بكثير تدعمها.

البكتيريا المتعايشة

صحيح أن الأطعمة المخمرة جيدة لصحة الأمعاء بشكل عام. فالبكتيريا التي تقوم بالتخمر توجد في الخل كما توجد في اللبن. وإن تناول تلك الميكروبات يمكن أن يساعد في تغذية البكتيريا المتعايشة

في الأمعاء. ولكن على الرغم من أن خل التفاح قد يكون مناسباً للبكتيريا المتعايشة من الناحية النظرية، إلا أنه ليس هناك دليل حقيقي يدعم هذه الفكرة. الطريقة الأكثر ضماناً هي تناول المزيد من الألياف فقط. فالثوم والبصل والموز لها طعم أفضل بكثير من جرعة من الخل، وتعدّ مصادر ممتازة للألياف الغذائية. وتساعد الألياف على خلق بيئة مناسبة لبكتيريا الأمعاء. وإذا كنت لا تزال تواقاً للأطعمة التي تحتوي على خمائر البروبيوتيك، فاختر الأطعمة الصلبة المخمرة مثل الخضار المخللة أو مخلل الملفوف أو غيرها من المخللات.

السرطان

ببساطة كلا. من فضلك لا تحاول علاج السرطان عن طريق شرب أي نوع من الخل. فحتى لو قام العلماء اليابانيون بالفعل بقتل الخلايا السرطانية عن طريق تعريضها لخل التفاح، فهذا لا يثبت بأن الخل سيعالج السرطان داخل الجسم. وإذا قمت بترك الخلايا السرطانية في طبق بتري لفترة طويلة جداً فإنها سوف تموت، ولكن هذا لا يعني بأنه يمكننا علاج السرطان عن طريق إبلاغ المرضى بأن ينتظروا حدوث ذلك. من فضلك قم بمراجعة الطبيب إذا كنت تعاني من السرطان. صحيح أن العلاجات مخيفة وبعيدة بالتأكيد عن الكمال، ولكنها لا تزال هي الخيار الأفضل.

تبييض الأسنان

إياك أن تحاول تبييض أسنانك بالخل. إذ أن الأحماض، سواءً كانت في الليمون أو الصودا أو خل التفاح، تدمر طبقة الميناء الواقية بشكل دائم. يرجى تجريب إحدى مجموعات تبييض الأسنان المتاحة على نطاق واسع أو مراجعة طبيب الأسنان إذا كنت تشعر بالقلق إزاء اصفرار الأسنان.

التهاب الحلق

مرة أخرى، لا توجد دراسات على هذا الأمر، لأن التهاب الحلق بصراحة ليس هو الشاغل الأكبر لمعظم الباحثين. ومع ذلك، فإن شرب الحمض لا يساعد على الأغلب في تحسين حالة التهاب الحلق.

يعود سبب الألم إلى تورم الغدد في عنقك، بالإضافة إلى الالتهاب الناجم عن الجسم أثناء محاولته مكافحة العدوى. وليس الأمر بأن البكتيريا أو الفيروسات تتوضع داخل الحلق، ويمكنك قتلها بالخل

ببساطة. بل إن المشكلة تكمن في الأوعية الدموية. ومن الأرجح أن تساعدك الأدوية المضادة للالتهابات بشكل أفضل بكثير، بالإضافة إلى أدوية السعال لعلاج الإحساس بالوخز. ولن يؤدي تناول الخل إلى أذيتك (على الرغم من أن رائحته القوية قد تجعلك تشعر قليلاً بالغثيان)، ولكن كما قلنا سابقاً، فالحمض ليس جيداً لأسنانك. ومن غير المستحسن عموماً شربه أو حتى مجرد تحريكه ضمن الفم.

الثآليل

تنجم الثآليل عن فيروس الورم الحليمي البشري، ولا يمكن لخل التفاح أن يقتل فيروساً داخل الجسم. فإذا كنت تعاني من أحد الثآليل، فيجب عليك تجميده بالنيتروجين السائل بنفسك أو الذهاب إلى طبيب الأمراض الجلدية ليقوم بذلك. كل ما سيفعله الخل هو ترك حرق كيميائي بسيط.

البثور

صحيح أن الحمض الموجود في الخل يمكن أن يساعد في قتل البكتيريا وإزالة الجلد الميت الذي يسبب البثور، ولكنه مهيج أيضاً لبشرتك. فإذا كنت تشعر بأنك مضطر لاستخدام الخل بدلاً من العلاجات المتوافرة دون وصفة طبية، فعلى الأقل قم بتخفيفه حتى لا يترك حرقاً كيميائياً. ومرة أخرى، إذا كانت البثور عنيدة على العلاج، فاذهب لمراجعة الطبيب.

الأمور الخاصة بالمهبل

إياكِ أن تضعي الخل داخل المهبل أو الفرج أو بالقرب منهما. فالمهبل يقوم بعملية التنظيف الذاتي، وكل ما يحتاجه الفرج (أي الجزء الخارجي) هو التطهير بالصابون اللطيف. إن توازن درجة الحموضة داخل المهبل هو أمر حساس، ومن المرجح أن يؤدي العبث به إلى مشاكل بكتيرية أو خميرية.

والآن، إليك الشيء الوحيد الذي قد يكون خل التفاح مفيداً معه: قشرة الرأس

هناك احتمال بأن الخل قد يفيد مع قشرة الرأس في الواقع. واعتماداً على سبب وجود القشرة في فروة الرأس، يمكن لخصائص خل التفاح المضادة للميكروبات أن تساعد في علاج الفطريات التي تنمو هناك، أو ربما تساعد الجلد الرخو على الانسلاخ بحيث يزول بعيداً مع الشطف بالخل.

ومع ذلك، هناك الكثير من أنواع الشامبو المطورة خصيصاً لعلاج قشرة الرأس، وإذا كانت هذه الأنواع لا تساعدك فيجب عليك التوجه إلى طبيب الأمراض الجلدية. هناك [أسباب متعددة للقشرة] والتي يمكن للأطباء تحديدها، وأدوية يمكن أن يصفوها. بالإضافة إلى ذلك، قد لا تكون تعاني من قشرة الرأس. إذ تسبب العديد من الحالات تقشر الجلد ومشاكل فروة الرأس الأخرى التي تبدو وكأنها قشرة الرأس، ولكنها ليست كذلك. يمكن لطبيب الأمراض الجلدية معرفة ذلك، ويمكنه أن يساعدك على علاج الحالة مهما كانت. وكميزة إضافية، فإن أي دواء يصفه لك الأطباء لن يجعل رائحة رأسك مثل توابل السلطة.

المحتوى محمي