ماذا يحدث إذا استنشقت أكسجيناً نقياً؟

2 دقائق
اكسجين نقي, العاب نارية
shutterstock.com/ Jag_cz

ماذا سيحدث لو تنفسنا أكسجيناً نقياً، ولماذا؟ سؤال ورد من ستيفن، 9 سنوات، مدينة مونتينلوبا في الفلبين

مرحباً ستيفن. شكراً لسؤالك الرائع. في الواقع، لا يمكننا العيش بدون الأكسجين، لكن الكثير منه يمكن أن يؤذينا. دعنا نكتشف السبب.

تولد أجسامنا الطاقة اللازمة للعب والركض والقيام بواجباتنا المدرسية من خلال حرق الطعام الذي نأكله. يمكن تشبيه حاجتنا للأكسجين إلى حاجة الشمعة له كي تشتعل. وهكذا نحن، نحتاج الأكسجين لحرق طعامنا، لذا علينا أن نحصل عليه من الهواء حولنا.

الأكسجين ليس الغاز الوحيد الموجود في الهواء. في الواقع، يتكون الهواء في معظمه من النيتروجين، ولهذا الأمر أهمية كبيرة بالنسبة لنا. حيث يبطئ النيتروجين عملية حرق الطعام بحيث نحصل على طاقة كافية شيئاً فشيئاً خلال اليوم. أما إذا استنشقنا أكسجيناً نقياً، فسيحترق الغذاء بسرعة كبيرة، وستنطلق كمية كبيرة من الطاقة منه دفعة واحدة. انسَ أمر الشمعة، سيكون ذلك أشبه بتفجير الألعاب النارية. لا تخف ياعزيزي، إذا استنشقت أكسجيناً نقياً، فلن تنفجر معدتك مثل الألعاب النارية فعلياً، لكن ذلك سيؤذي جسمك حتماً.

يؤدي استنشاق الأكسجين النقي إلى إطلاق سلسلة من التفاعلات الكيميائية الشديدة، وإلى أطلاق المركبات الحاوية على جذور الأكسجين الحرّة عالية التفاعل وغير المستقرة، والتي بدورها تتفاعل مع الدهون والبروتينات والحمض النووي داخل جسمك، وتؤذيها بشكلٍ كبير. فمثلاً سيؤدي هذا لإيذاء عينيك وتشوّش الرؤية، كما يؤثر ذلك على رئتيك، فلا يعود بمقدورك التنفّس بشكلٍ طبيعي.

لذلك فإن استنشاق الأكسجين النقي خطيرٌ للغاية على صحتنا.

لكن قد يكون تنفس الأكسجين النقي ضرورياً لبقائنا على قيد الحياة في بعض الظروف. على سبيل المثال، يحتاج رواد الفضاء والغواصين في أعماق البحار إلى الأكسجين النقي؛ لأنهم يعملون في أماكن لا تحتوي على الأكسجين، وبالتالي تُشكّل خطراً على حياتهم. ومع ذلك، يتم التحكم بدقّة كبيرة طوال الوقت بكمية الأكسجين النقي وبالوقت الذي يتنفسون فيه كي لا يتعرّضوا للأذى.

وأيضاً، قد يحتاج المرضى، مثل الأطفال حديثوا الولادة، أو المصابون بفيروس كورونا والذين يُدخلون إلى العناية المركزة في المستشفى، إلى بعض المساعدة الإضافية في التنفس. حيث يلجأ الأطباء لتزويدهم ببعض الأكسجين الإضافي، بالاضافة لأكسجين الهواء كي يتمكنوا من استعادة التنفّس بشكلٍ طبيعي.

مرة أخرى، قد تشكل الكميات الكبيرة من الأكسجين النقي خطراً على حياة المريض، لذلك يراقب الأطباء والممرضات عن كثب مستويات الأكسجين في دم المرضى للتأكد من حصولهم على الكمية المناسبة لهم بحيث لا يتجاوزونها.

إذا باختصار، نحن بحاجة إلى الأكسجين لحرق طعامنا كي نحصل على الطاقة. قد نحتاج أيضاً إلى المزيد من الأكسجين إذا كنا مرضى وأُدخلنا إلى المستشفى، أو إذا كنا نعمل في الفضاء أو نغوص في أعماق البحار. لكن الكثير من الأكسجين يمكن أن يؤذينا.

هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

المحتوى محمي