لماذا يُصاب المتزلجون بحروق شمس شديدة؟

3 دقيقة
يمكن أن يتعرض المتزلجون لحروق الشمس بسهولة لأسباب لا علاقة لها بارتفاع الجبل. مصدر الصورة: مات بيرد / غيتي إميدجيز

من السهل جداً أن تصاب بحروق الشمس خلال التزلج والتزحلق على الجليد في الجبال، لكن هل تساءلت يوماً لماذا؟

في حين أن الواقع يقول إنك تكون أقرب قليلاً إلى الشمس عندما تكون في أعالي الجبال، إلا أن هذا ليس السبب.

إذا صعدت 1.6 كم (أي ميلاً واحداً)، أي ما يعادل تقريباً الارتفاع من مدينة دنفر إلى قمم المنتجعات مثل فيل أو كوبر ماونتن، فإنك تكون أقرب إلى الشمس بأقل من جزء من مليون من المائة، وهذه قيمة لا تُذكر. بما أن مدار الأرض يتخذ شكل القطع الناقص (بيضوي) وليس الدائرة، فإن الكوكب يكون أقرب إلى الشمس بنسبة 1.7% تقريباً في أوائل يناير/كانون الثاني مقارنةً بالمتوسط السنوي للمسافة التي تفصله عنها. وهذا يعني أن كمية أشعة الشمس التي يتلقاها المتزلجون في يناير/كانون الثاني أكثر بنحو 3.3% من المتوسط السنوي لهذه الكمية، وهذا يعني أن فارق الزيادة ليس كبيراً.

عندما ترتفع عن سطح البحر 1.6 كم (ما يعادل ميلاً واحداً)، فهذا يعني أن الغلاف الجوي يكون أقل سمكاً، لذلك هناك عدد أقل من الجسيمات التي تحجب الأشعة فوق البنفسجية التي تسبب حروق الشمس.

لكن السبب الرئيسي الذي يجعل بشرتك أكثر عرضة للحروق يتعلق بالمسحوق الطازج الذي يتوق إليه هواة التزلج على الثلج أياً كانت وسائل التزلج، خاصة في الأيام الصافية المثالية. أنا عالم ثلوج في جامعة ولاية كولورادو ومتزلج متعطش للتزلج. هناك العديد من الطرق التي تؤثر بها ظروف الثلج في مدى احتراق بشرتك.

اقرأ أيضاً: كيف يكسب المتزلجون ميدالياتهم بالاستفادة من الفيزياء؟

الثلج الطازج عاكس قوي

عندما تكون في منطقة مغطاة بالثلوج، فإن الكثير من الإشعاع الشمسي الذي يتلقاه جلدك ينعكس من الثلج نفسه. وتعرف كمية الإشعاع المنعكسة باسم البياض (albedo).

يمكن أن تصل نسبة البياض في الثلج المسحوق الطازج المتساقط حديثاً إلى 95% تقريباً، ما يعني أنه يعكس أشعة الشمس التي تسقط عليه كلها تقريباً. وهو عاكس لأشعة الشمس أكثر بكثير من الثلج الذي مر على سقوطه وقت أطول، والذي يصبح أقل لمعاناً. يحتوي الثلج الطازج على الكثير من الأسطح التي تعكس أشعة الشمس. ومع تقدم الثلج في العمر، تزداد بلورات الثلج استدارة وتقل الأسطح العاكسة للضوء.

يؤدي وجود كميات كبيرة من الثلج الطازج إلى زيادة معدل البياض لأن أشعة الشمس تخترق المسحوق منعكسةً عن البلورات الصغيرة المتساقطة حديثاً. تخيل أنك تشغل السيارة بعد سقوط نحو 15 سنتيمتراً من الثلج الطازج. لا يزال بعض الضوء يشق طريقه عبر الزجاج الأمامي المغطى بالثلج.

إن وجود طبقة بسماكة بضع سنتيمترات فقط من مسحوق الثلج على قشرة الأرض لا يوفر انعكاسية مثل المسحوق الطازج الذي يصل ارتفاعه مستوى الركبة. فالثلج الضحل عاكس بدرجة أقل.

يرغب الكثير من الناس في التزلج فيما يُعرف في الغرب الأميركي بأيام الطيور الزرقاء (bluebird days)، عندما يكون هناك طبقة ناعمة سميكة وطازجة تحت سماء زرقاء صافية بعد تساقط كميات كبيرة من الثلوج. ومع ذلك، فإن هذا يوفر ظروفاً مثالية للتسبب بالحروق من اتجاهين: الكثير من أشعة الشمس القادمة من الأعلى، والبياض العالي المنعكس على وجهك من الأسفل. تحجب السحب أشعة الشمس، حيث لا يمر سوى ثلث الإشعاع الشمسي فقط عبر سماء ملبدة بالغيوم بالكامل.

موقعك في أي جانب من الجبل مهم أيضاً

موقعك على الجبل يُحدث فرقاً أيضاً.

كما يؤثر المنحدر والاتجاه الذي يواجهه المنحدر، والذي يسمى الجانب، في شدة أشعة الشمس على السطح. تحصل المنحدرات المواجهة للشمال في نصف الكرة الشمالي على كمية أقل من أشعة الشمس المباشرة في الشتاء، عندما تكون الشمس في أقصى الجنوب في السماء، لذا تظل هذه المنحدرات أكثر برودة.

إن الكثير من المنحدرات في منتجعات التزلج في نصف الكرة الشمالي مواجه للشمال، لذلك يذوب الثلج بوتيرة أبطأ. إضافة إلى أن الثلج في قمة الجبل يختلف عما هو عليه في القاعدة. فهناك المزيد من الثلوج في الأعلى، ويذوب الثلج بوتيرة أبطأ هناك، لذلك تكون درجة البياض في أعلى الجبل أعلى منها في القاعدة.

اقرأ أيضاً: كيف تعالج حروق الشمس بمواد بسيطة موجودة في المنزل؟

كيف نقلل خطر الإصابة بحروق الشمس؟

لتجنب حروق الشمس، يحتاج المتزلجون على اختلاف وسائل التزلج إلى أخذ الخصائص التي أتينا على ذكرها كلها في الاعتبار.

ونظراً لأن أشعة الشمس تنعكس نحو الأعلى، يجب على الأشخاص الذين يتزلجون على الثلج وضع مستحضر واقٍ من الشمس على الجزء السفلي من أنوفهم وحول آذانهم وعلى ذقونهم، بالإضافة إلى الأماكن المعتادة المكشوفة من الجسم.

ويتطلب معظم المستحضرات الواقية من الشمس إعادة وضعه كل ساعتين، خاصةً إذا كان من المحتمل أن تتعرق أو تمسح المستحضر أو تزيله في أثناء التزلج على المنحدرات. ومع ذلك، تُظهر استطلاعات الرأي أن قلة من الناس يتذكرون فعل ذلك. كما قد يكون من المفيد أيضاً ارتداء الملابس الواقية من الأشعة فوق البنفسجية لتغطية أكبر قدر ممكن من الجلد.

يمكن أن تساعد هذه الطرق على حماية بشرتك من الحروق ومخاطر الإصابة بالسرطان والشيخوخة المبكرة التي تصاحبها. على محبي التزلج على الثلج أن يتذكروا أنهم يواجهون مخاطر حروق الشمس على المنحدرات أكثر مما اعتادوا عليه.

المحتوى محمي