ما مسببات الأمراض التي تحملها النقود وكيف يمكن الوقاية منها؟

ما مسببات الأمراض التي تحملها النقود وكيف يمكن الوقاية منها؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ SergeyCo
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

من الممكن أن يسبب تداول العملات بأشكالها المختلفة الورقية والمعدنية انتشار الأمراض بين الناس بشكلٍ كبير؛ فالعملة الواحدة يمكن أن يستخدمها التاجر والمهندس والبائع المتجول وعامل التنظيفات، وتتعرض لكل الظروف المختلفة التي “تلقّحها” بالعوامل الممرضة الخطيرة أحياناً.

أنواع الميكروبات التي تحملها العملات النقدية

توفّر أسطح العملات الورقية والمعدنية أوساطاً مناسبة لنمو الميكروبات بأشكالها المختلفة كالبكتيريا والفطريات بالإضافة للفيروسات، ومن المحتمل أن تكون البكتيريا ممرضة أو غير ممرضة، وثمة دور كبير لتداول العملات النقدية في زيادة انتشار مرض كوفيد-19 على المستوى العالمي.

ويتضمن أهم أنواع البكتيريا التي تبني مستعمراتها على سطح العملات النقدية ما يلي:

  • عصيات أميلوليكويفاسين (Bacillus amyloliquefaciens): وهي بكتيريا موجبة الغرام مشكّلة للأبواغ وغير مسببة للأمراض، وتعد جزءاً من بكتيريا التربة التي تعزز نمو النبات وإنتاج المستقلبات المضادة للفطريات والبكتيريا وإنتاج الإنزيمات المهمة صناعياً.
  • الإشريكية القولونية (Escherichia coli): وهي بكتيريا شائعة في أمعاء الإنسان والحيوان، وثمة سلالات منها يمكن أن تسبب عدة أمراض منها:
    • الإسهال الدموي.
    • الفشل الكلوي.
    • التهاب المرارة.
    • تجرثم الدم.
    • التهاب الأقنية الصفراوية. 
    • عدوى المسالك البولية (UTI).
    • الالتهاب الرئوي.
    •  التهاب السحايا الوليدي.

ويمكن أن يؤدي تفاقم الأعراض لكل من الحالات السابقة إلى حدوث الوفاة.

  •  الزائفة الزنجارية (Pseudomonas aeruginosa): وهي بكتيريا مغلفة سالبة الغرام، هوائية- لاهوائية اختيارية، وتعتبر مسببة للعديد من الأمراض مثل التهاب الأذن الخارجية الخبيث والتهاب باطن المقلة والتهاب الشغاف والتهاب السحايا والالتهاب الرئوي وتسمم الدم والتهابات المسالك البولية.
  • المكورات الدقيقة (Micrococcus): وهي بكتيريا غير مسببة للأمراض عادةً، وتوجد بشكلٍ طبيعي في جسم الإنسان، وتعد الميكروبات الدقيقة ضرورية للحفاظ على التوازن بين الفلورا الجرثومية المختلفة الموجودة على سطح الجلد. 
  • الليستريا المستوحدة (Listeria monocytogenes): وتسبب هذه البكتيريا عادة إصابة الإنسان بما يعرف باسم “مرض الليستريات” بعد تناول طعام ملوث بها، حيث يؤثر المرض بشكلٍ أساسي على النساء الحوامل وحديثي الولادة وكبار السن والأشخاص الذين يعانون ضعفاً في جهاز المناعة.
  • عصيات فيرموس (Bacillus firmus): وهي بكتيريا غير مسببة للأمراض للإنسان، ولا تنتج سموماً تؤثر على الثدييات.
  • عصيات لينتوس (Bacillus lentus):  وتدعى أيضاً عصيات كلوسي (Bacillus clausii)، وتصنف من البكتيريا الحميدة غير المسببة للأمراض  وتوجد في أمعاء البشر والحيوانات.
  • المكورات المعوية (Enterococcus faecalis): وتعد من البكتيريا الممرضة الموجودة في البراز ومياه الصرف الصحي، ويمكن أن تسبب المكورات المعوية الأمراض التالية:
    • التهابات المسالك البولية (UTIs).
    • التهابات الجروح.
    • التهابات داخل البطن والحوض.
    • تجرثم الدم.
    • التهاب الشغاف (التهاب القلب).

وفي حال أصبحت هذه العدوى جهازية؛ أي منتشرة في جسم، يمكن أن تسبب أعراضاً خطيرة تهدد الحياة.

ومن جهة أخرى، تظهر فيروسات الإنفلونزا استقراراً في البيئات غير البيولوجية مثل الأوراق النقدية، ويمكن أن تبقى فعّالة على الأسطح لمدة تتراوح بين 3-17 يوماً بوجود المخاط أو أوساط مساعدة على تضاعف الفيروس، ويمكن لفيروس كورونا أن يستمر بفاعليته على سطح العملات الورقية لمدة تصل إلى 28 يوماً ضمن الشروط المناسبة، وذلك وفقاً لبحث منشور في دورية فيرولوجي (virology journal) عام 2020.

أما بالنسبة للفطريات والأعفان، فقد وجد الدكتور عصام إبراهيم أزهر، الأستاذ في علم الفيروسات الطبي الجزيئي والعوامل الإمراضية الأخرى في مركز أبحاث الملك فهد التابع لجامعة الملك عبدالعزيز في السعودية، أن 88% من الأوراق النقدية التي تم اختبارها في جدة كانت ملوثة بمجموعة متنوعة من الكائنات الحية الدقيقة، ومنها الفطريات التالية:

  • عفن الرشاشيات السوداء (Aspergillus niger): وهو من أكثر مسببات الأمراض الانتهازية شيوعاً، وهي عوامل ممرضة تنتهز ضعف مناعة الإنسان لتسبب المرض ولا تستطيع في الحالة الطبيعية إحداث ضرر صحي. ويوجد هذا العفن عادة في مجموعة متنوعة من البيئات الداخلية والخارجية، ولديه القدرة على الترسب في القصيبات في الجهاز التنفسي البشري وإحداث التهاب رئوي.
  • الكانديدا (Candida): ويعتبر من أكثر مسببات الأمراض الفطرية البشرية شيوعاً، ويسبب العدوى السطحية المخاطية والجلدية والعدوى الجهازية للإنسان، وتشكل حالات الإصابة بالكانديدا نحو 8% من حالات إنتان الدم.

بالإضافة إلى فطريات البنسيليوم وفطر العفن الأسود وغيرها من الفطريات التي لا تعد إمراضية في الحالات الطبيعية، ونُشرت هذه النتائج في دورية فيوتشر ميكروبيولوجي (Future Microbiology) عام 2014.

اقرأ أيضاً: هل يمكن الاستغناء عن الطحال في جسم الإنسان؟

كيف تنتقل العوامل الممرضة عبر العملات النقدية؟

يمكن أن تنقل العملات النقدية الميكروبات الممرضة من خلال إحدى الطرق التالية:

  • عند لمس شخص مريض بيده أو لمس مريض لأنفه ثم إمساك النقود وتداولها.
  • وقوع النقود على الأرض أو وجودها في مكان موبوء.
  • تعرض النقود للرطوبة والعفن ثم تداولها.

وكلما طالت مدة بقاء هذه الأموال في التداول، زادت فرصة تلوثها. وتعد الأوراق النقدية ذات الفئات الأدنى أكثر تلوثاً من الفئات النقدية الأعلى، ومن الممكن أن تحتوي العملات النقدية أيضاً على آثار صغيرة من الدم أو المخدرات وغيرها من المواد.

كيف تتجنب الإصابة بالعدوى من الميكروبات الموجودة على العملات النقدية؟

يمكن تجنب الإصابة أو نقل الممرضات الموجودة على سطح العملات النقدية بالأساليب التالية:

  • غسل اليدين بالماء والصابون بعد إمساك النقود.
  • تعقيم اليدين بالكحول أو معقمات الجيب عند عدم القدرة على غسل اليدين بعد تداول النقود.
  • استبدال العملات المهترئة والقديمة لدى البنوك المخصصة لذلك.
  • تعريض الأوراق النقدية لأشعة الشمس ليتم تعقيمها بالأشعة فوق البنفسجية.
  • حفظ النقود بمحفظة جافة ومحاولة إبعادها عن الرطوبة.
  • زيادة التعامل بالدفع الإلكتروني لتجنب الأمراض التي تسببها العملات النقدية.
  • تجنب تبليل الإصبع باللعاب أثناء عد النقود أو الأوراق بشكل عام.
  • غسل النقود بالماء والصابون لتنظيفها، وتُتّبع هذه الطريقة في تنظيف النقود البوليمرية ويمكن القيام بذلك أيضاً للنقود المصنوعة من مزيج القطن والكتان، لكن يجب تفادي استخدام المبيضات أو تعريض العملة للكحول أو وضعها في الميكروويف.