هل مضغ العلكة ينحت خط الفك حقاً؟ إجابات من الخبراء

4 دقيقة
هل مضغ العلكة ينحت خط الفك حقاً؟ إجابات من الخبراء
هل يمكنك تحديد خط الفك وإبرازه من خلال مضغ العلكة؟ بالطبع لا.

ملخص:

المشكلة: ترويج المحتوى الموجود على الإنترنت لمضغ العلكة المفرط وسيلةً للحصول على خط فك قوي وبارز، أو زيادة حجم عضلات الفك، أو إعطاء مظهر يتسم بالرجولة والجاذبية وفقاً لبعض المعايير الجمالية، دون الأخذ في الاعتبار الآثار الجانبية السيئة للإفراط في مضغ العلكة.

السبب: غياب التوعية حول الطرق الصحيحة لإبراز خط الفك، والترويج لمعايير جمالية محددة، للرجال والنساء على حد سواء. دون الأخذ بالاعتبار أن تحديد خط الفك يتعلق بعوامل أخرى غير مضغ العلكة، ووجود عواقب للإفراط في مضغ العلكة، بالإضافة إلى عدم معرفة أن هناك أمور قد تتعارض مع طبيعة أجسامنا.

الحل: إجراء بعض التعديلات على نمط الحياة مثل النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية، واللجوء إلى الإجراءات التجميلية لتغيير شكل الفك بطريقة فعلية وحقيقية بعد استشارة طبيب أخصائي. حيث تشمل الخيارات التي يمكن أن تعيد تشكيل الفك استخدام غرسات محددة الشكل ومصممة لتناسب الفك أو حقن حشوات جلدية على طول خط الفك، أو الخضوع لإجراءات إذابة الدهون أو إزالتها، أو شد الرقبة.

يسهم المحتوى الموجود على شبكة الإنترنت باستمرار في ترويج معايير معيّنة للجمال للرجال والنساء على حد سواء. في الوقت الحالي، يسعى بعض الفتيان والشباب إلى الحصول على خط فك قوي وبارز. لذلك، فهم يلجؤون إلى استخدام بعض منتجات العلكة المصممة لتقوية عضلات الوجه بهدف تحقيق هذا المظهر المنحوت والمحدد للفك.

تسعى مجموعة من شركات العلكة إلى تعزيز مبيعات منتجاتها من خلال الحملات التسويقية، ولا سيما عبر منصة تيك توك، حيث يروّج بعض المستخدمين فوائد مضغ العلكة بانتظام في تحسين شكل الفك وتحديده. يعتقد البعض أن مضغ العلكة سيؤدي إلى زيادة حجم عضلات الفك، ما يسهم بدوره في إبراز الفك وإعطاء مظهر يتسم بالرجولة والجاذبية وفقاً لبعض المعايير الجمالية. نشرت إحدى هذه الشركات، وهي شركة سترونغر غام (Stronger Gum) في موقعها الإلكتروني: "لا تقتصر فوائد عضلات الفك القوية على تحسين مظهر الوجه فحسب، بل إنها ضرورية أيضاً للحفاظ على الصحة العامة". تشبه هذه المنتجات أدوات تدريب الفك، وهي منتجات مصنوعة من السيليكون تستخدم لتمرين عضلات الفك وتقويتها من خلال العض عليها. لكن من الناحية العلمية، فلا يتوفر الكثير من الدلائل التي تشير إلى أن مضغ العلكة، أو أي شيء آخر، يمكن أن يُحدِث تغييرات كبيرة ودائمة في شكل الوجه، بغض النظر عن مدى صلابة تلك العلكة وشدة الضغط على الفك.

اقرأ أيضاً: ما أعراض سرطان الفك؟

تحديد خط الفك يتعلق بعوامل أكثر من مضغ العلكة

يقول اختصاصي جراحة الوجه التجميلية والترميمية في كلية بايلور للطب (Baylor College of Medicine)، سانتوش كومار سيفام: "العلكة متاحة بسهولة وليس من الصعب الالتزام بمضغها، وبالتالي، فأنا أتفهم سبب انجذاب الناس لها واهتمامهم باستخدامها، لكن بناءً على خبرتي في مجال جراحة الوجه التجميلية، فإنني أشعر ببعض المخاوف والشكوك حول فعالية هذه الممارسة. يوجد العديد من الأسباب المختلفة التي قد تمنع البعض من الحصول على شكل الفك الذي يرغبون فيه". يمكن أن تسهم الدهون الموجودة في الرقبة في تقليل وضوح خط الفك وبروزه، بالإضافة إلى تأثير ترهل الجلد المرتبط بالتقدم في العمر. يمكن أن يؤثّر تغيير نمط الحياة بهدف التخلص من بعض الوزن الزائد غالباً في تحديد خط الفك وبروزه أيضاً.

العضلة الماضغة. مصدر الصورة: ديبوزيت فوتوز

بالإضافة إلى ذلك، يقول سيفام إن أحد الأخطاء الشائعة المتعلقة بفكرة استخدام العلكة للتأثير في شكل الفك هو الاعتقاد بأن ذلك يمكن أن يعطي الفك مظهراً عظمياً بارزاً، وهو أمر غير صحيح؛ فهذه الطريقة ستؤدي إلى زيادة كتلة عضلات الفك فقط، ويتطلب الأمر مضغ العلكة ساعات طويلة جداً على مدار عدة أسابيع لرؤية أي نتائج محتملة، لكن حتى هذه النتائج ستختفي بمجرد التوقف عن مضغ العلكة باستمرار.

اقرأ أيضاً: إليك كلَّ ما يهم معرفته حول صحة الأسنان اللبنية والتعامل مع كسورها وأمراضها

عواقب مستقبلية لهذه الممارسات

يقول رئيس قسم جراحة الفم والوجه والفكين في المركز الطبي لجامعة روتشستر (University of Rochester Medical Center)، جون فوراسي: "لا أعتقد أن هؤلاء الأشخاص، ولا سيما الشباب، يدركون التأثيرات الجانبية والعواقب المستقبلية التي يمكن أن تنجم عن هذه الممارسات؛ إذ يجب على الشخص العادي استخدام عضلات الفك والأسنان للمضغ مدة تتراوح بين ساعة إلى ساعة ونصف يومياً فقط، وإذا كنت تطيل مدة المضغ إلى 4 أو 5 ساعات يومياً، فإن هذا يتجاوز المعدل الطبيعي بكثير، ما قد يؤدي إلى بعض الآثار الجانبية غير المرغوب فيها المرتبطة بذلك".

يشير فوراسي إلى أن الآثار الجانبية لمضغ العلكة بطريقة مفرطة ستكون مشابهة جداً للآثار الناتجة عن صرير الأسنان المزمن أو الضغط المستمر على الفك. يقول: "يعاني الكثير من الأشخاص الصداع الصدغي نتيجة الإفراط في استخدام تلك العضلات". بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتضرر أنسجة مفاصل الفك، وقد يعاني الشخص تشنجات العضلات بسبب استخدامها المفرط، ما يسبب نوبات انغلاق الفك أو تصلبه.

يقول سيفام: "عندما يعاني المرضى ألماً في مفصل الفك، فإننا نوصي أولاً بتجنب مضغ العلكة تماماً، عندما تسوء الأمور جداً، فإننا نضطر إلى توجيه المرضى لاتباع نظام غذائي محدد؛ بحيث نحد من عملية المضغ لبضعة أسابيع، وقد يكون الألم في هذه الحالة شديداً للغاية بحيث يصعب التعامل معه".

يضيف سيفام: "إذا كان أي شخص يرغب بالفعل في تغيير شكل وجهه، فإن خطوته الأولى تتمثل في إجراء بعض التعديلات على نمط الحياة مثل النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية". بعد ذلك، يجب على الشخص اللجوء إلى الإجراءات التجميلية لتغيير شكل الفك بطريقة فعلية وحقيقية. تشمل الخيارات التي يمكن أن تعيد تشكيل الفك استخدام غرسات محددة الشكل ومصممة لتناسب الفك أو حقن حشوات جلدية على طول خط الفك، أو الخضوع لإجراءات إذابة الدهون أو إزالتها، أو شد الرقبة.

اقرأ أيضاً: 10 أطعمة يمكن تناولها بسهولة حتى بوجود تقويم الأسنان

يقول فوراسي إنه ثمة أمور يمكن أن تتعارض مع طبيعة أجسامنا. وبالتالي، يجب علينا الابتعاد عنها لتجنب المشكلات الصحية أو الآثار السلبية. لذلك، يجب على أي شخص مهتم حقاً بهذا الموضوع التواصل مع متخصص لمناقشة السبل الآمنة لتحقيق الهدف المطلوب دون التعرض للأذى.