10 حقائق مدهشة عن القارة القطبية الجنوبية

4 دقيقة
10 حقائق مدهشة عن القارة القطبية الجنوبية
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Artsiom P

القارة القطبية الجنوبية صحراء من نوع آخر. أرض قاحلة على الرغم من أنها تحتوي على 80% من المياه العذبة في العالم، أبرد منطقة على سطح الأرض حيث لا للحلول الوسطى عندما يتعلق الأمر بضوء الشمس، فإما ليل يمتد عدة أشهر أو نهار يمتد عدة أشهر. تعرّف إلى بعض الحقائق المدهشة عن القارة الواقعة في أقصى الجنوب.

القارة القطبية الجنوبية: أكبر كتلة جليدية في العالم

تقع في أقصى الجنوب، وهي خامس أكبر قارة من حيث المساحة الإجمالية، إذ تبلغ مساحتها 14.2 مليون كيلومتر مربع، يهيمن الغطاء الجليدي عليها، بل هي أكبر قطعة جليد على سطح الأرض، إذ يحتوي الغطاء الجليدي القاري على نحو 29 مليون كيلومتر مكعب من الجليد، وهو ما يمثل نحو 90% من الجليد في العالم، و80% من المياه العذبة الموجودة في العالم.

اقرأ أيضاً: حدث لم يكن متوقعاً: انهيار جرف جليدي شرق القارة القطبية الجنوبية

أعلى منطقة على سطح الأرض

تُقسم القارة القطبية الجنوبية إلى منطقتين؛ منطقة شرقية ومنطقة غربية، المنطقة الشرقية عبارة عن هضبة عالية مغطاة بالجليد، تبلغ ثلثي حجم القارة، وهي بحجم أستراليا تقريباً، أما المنطقة الغربية فهي عبارة عن أرخبيل من الجزر الجبلية المتجمدة التي تمتد باتجاه الطرف الجنوبي لأميركا الجنوبية، وتشكل امتداداً لجبال الإنديز. وبشكل متوسط، يبلغ ارتفاع الجليد نحو 2,200 متر فوق مستوى سطح البحر ما يجعل القارة القطبية الجنوبية أعلى قارة في العالم، وقد يصل ارتفاع الصفائح الجليدية الشاسعة في المنطقة الشرقية من القارة إلى نحو 3,500 متر فوق مستوى سطح البحر، في حين يبلغ ارتفاع أعلى نقطة في القارة نحو 4,987 متر فوق سطح الأرض.

اقرأ أيضاً: اكتشاف المياه العميقة في القارة القطبية الجنوبية يأخذنا برحلة في الزمن

أبرد منطقة على سطح الأرض

القارة القطبية الجنوبية هي أبرد منطقة على سطح الأرض، حيث تتراوح درجات الحرارة في المناطق الجبلية والداخلية من القارة نحو -60 درجة مئوية شتاءً، و-20 درجة مئوية صيفاً، أما درجات الحرارة في المناطق الساحلية، فتتراوح ما بين -10 و-30 شتاءً، ونحو صفر درجة مئوية صيفاً وقد تصل في بعض المناطق إلى 9 درجات مئوية، أما أبرد درجة حرارة سجلت على كوكب الأرض كانت -89.2 درجة مئوية، وذلك في 21 يوليو/ تموز عام 1983 في محطة فوستوك الروسية في القارة القطبية الجنوبية.

اقرأ أيضاً: ما الذي يعنيه نجاح الزراعة في القارة القطبية الجنوبية للبعثات الفضائية المستقبلية؟

أكثر المناطق جفافاً على سطح الأرض

يحتوي الغلاف الجوي للقطب الجنوبي بسبب درجة حرارته المنخفضة على نحو عشر تركيز بخار الماء الموجود في مناطق خطوط العرض المعتدلة. وعلى الرغم من كل الجليد الموجود في القارة القطبية الجنوبية فإنها تتميز بانخفاض شديد في معدلات الرطوبة والهطول، حيث تتلقى المناطق الداخلية من القارة هطولاً يبلغ نحو 50-100 مليمتر من الثلج سنوياً، وعلى عكس معظم المناطق الصحراوية، فإن الرطوبة لا تتسرب إلى الأرض، وإنما تتراكم الثلوج فوق بعضها بعضاً. ما يجعل القارة القطبية الجنوبية من أكثر الصحاري جفافاً حول العالم، وهي تضم منطقة تعد أكثر المناطق جفافاً على وجه الأرض وتُسمى الوديان الجافة، وهي منطقة تبلغ مساحتها 4,800 كيلومتر مربع لم تشهد أي هطول مطري أو ثلجي منذ ما يقارب مليوني عام.

أشد القارات رياحاً 

تتميز معظم المناطق الساحلية بالرياح العاتية، وخصوصاً في شرق القارة القطبية الجنوبية حيث يتدفق الهواء البارد الكثيف أسفل المنحدرات الشديدة قبالة المرتفعات الداخلية باتجاه المحيط، وقد تصبح هذه الرياح مضطربة بشكل كبير وتجرف أي ثلوج سائبة متحولة إلى عواصف ثلجية، لا تسقط خلالها الثلوج وتكون السماء فوقها صافية، وقد تصل سرعتها في بعض المناطق إلى 320 كيلومتراً في الساعة.

اقرأ أيضاً: درجات الحرارة القياسية المسجلة في القارة القطبية الجنوبية تنذر بالخطر

فصول معكوسة وأيام طويلة

إن الفصول في القارة القطبية الجنوبية هي عكس الفصول في الشمال، إذ يمتد الصيف من أكتوبر/ تشرين الأول إلى فبراير/ شباط، أما الشتاء فهو يمتد طوال الفترة المتبقية من العام. وبسبب ميل محور الأرض، تصبح القارة القطبية الجنوبية مظلمة تماماً خلال أشهر الشتاء، حيث تختفي الشمس تحت الأفق في الفترة الممتدة من الخريف إلى الاعتدال الربيعي، أما في أشهر الصيف، فتبقى الشمس فوق الأفق طوال الصيف.

أرض غير مأهولة

لا تحتوي القارة القطبية الجنوبية على سكان أصليين أو بشر دائمين بسبب برودتها الشديدة، ومع ذلك، ثمة مستوطنات دائمة يعيش بها مجموعة متنوعة من العلماء والباحثين، حيث يعملون في محطات بحثية تدعمها الحكومات المختلفة ويأتون من عشرات الدول المختلفة. يختلف عدد العلماء حسب الفصل من العام، فبينما يصل عددهم إلى 5000 باحث في الصيف، يقل إلى نحو 1000 باحث في الشتاء.

اقرأ أيضاً: البكتيريا الخطيرة تزدهر على الألياف البلاستيكية في البحر الأبيض المتوسط

منطقة محايدة سياسياً

عام 1961، وقّعت 12 دولة من الدول العظمى هي: الولايات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة، والاتحاد السوفيتي، وجنوب إفريقيا، والنرويج، ونيوزيلندا، واليابان، وفرنسا، وتشيلي، وبلجيكا، وأستراليا، والأرجنتين، على معاهدة سُميت معاهدة القارة القطبية الجنوبية، وتنص على أن المنطقة الواقعة جنوب خط عرض 60 درجة جنوباً تظل محايدة سياسياً، ولا يمكن لأي أمة أو مجموعة من الناس المطالبة بأي جزء من القطب الجنوبي كأرض لها، ولا يمكن للبلدان استخدام المنطقة لأغراض عسكرية أو للتخلص من النفايات المشعة، ويقتصر البحث فيها للأغراض السلمية. وقد زاد عدد الدول الموقِّعة على المعاهدة إلى 47 دولة لاحقاً.

ندرة الغطاء النباتي

بالنسبة للغطاء النباتي، فإن المناخ البارد والجاف في القارة القطبية الجنوبية لا يدعم نمو سوى عدد قليل جداً من النباتات التي تتحمل البرودة الشديدة والتي تستطيع النجاة خلال الفترة المظلمة الطويلة حينما لا يتوفر ضوء الشمس للقيام بعملية التركيب الضوئي، وغالباً ما يقتصر الغطاء النباتي على المناطق الساحلية والشمالية من القارة. أما بالنسبة للحيوانات، فإن الديدان الخيطية الصغيرة هي أكثر الحيوانات وفرة في القارة القطبية الجنوبية، في حين أن طيور البطريق هي الطيور الأكثر شيوعاً وشهرة في هذه القارة. في المقابل، تعد المياه المحيطة بالقارة من أكثر المياه تنوعاً على هذا الكوكب، إذ تزدهر فيها العوالق النباتية والطحالب ومجموعة متنوعة من الثدييات البحرية مثل الحوت الأحدب وحوت العنبر وفقمة النمر المفترسة.

اقرأ أيضاً: انفصال جبل جليدي بحجم ولاية ديلاوير الأميركية في القارة القطبية الجنوبية

اكتشاف القارة القطبية الجنوبية

بحلول أوائل القرن التاسع عشر، كان المستكشفون يبحثون عن قارة جنوبية ضخمة أطلقوا عليها اسم "أرض جنوبية غير معروفة"، اعتقدوا أن هذه الكتلة الأرضية من شأنها أن توازن الأرض في نصف الكرة الشمالي. لكن المحاولات المبكرة للعثور على القارة باءت بالفشل. وقد أمضى المستكشف البريطاني الكابتن جيمس كوك ثلاث سنوات من عام 1772 إلى 1775 في بعثة بحرية يبحث عنها، ووصل إلى دائرة القطب الجنوبي وكان أول من عبر الدائرة القطبية، وعلى الرغم من أنه كان على بعد يبلغ نحو 128 كيلومتراً فقط من القارة القطبية الجنوبية، لكنه عاد دون إيجادها. وعلى الرغم من اقتناعه بوجود قطعة أرض بالقرب من القطب، لكنه كتب أن استكشاف السواحل في هذه البحار المجهولة الجليدية هو أمر بالغ الخطر، وربما لن يجرأ أحد أبداً على أن يغامر ويذهب أبعد مما ذهب هو.

ولاحقاً، في 27 يناير/ كانون الثاني من عام 1820، كان المستكشف الروسي فابيان فون بيلينغسهاوزن أول شخص يرى أرض القارة الجنوبية من بعيد. وبعد 3 أيام، اكتشف ضابط البحرية البريطانية إدوارد برانسفيلد طرف جزيرة القارة القطبية الجنوبية، أما أول شخص تطأ قدمه أرض القارة القطبية الجنوبية هو المستكشف وصائد الفقمات الشهير جون ديفيس المستكشف عام 1821.

المحتوى محمي