ما أبرز المحطات في استكشاف الفضاء عام 2023؟

ما أبرز المحطات في استكشاف الفضاء عام 2023؟
ربما سنرى مركبة ستار لاينر من بوينغ ودراغون من سبيس إكس تتناوبان على تنفيذ مهمات ناسا في عام 2023. وكالة ناسا
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

شهدت السنوات الأخيرة طفرة في عمليات الإطلاق الفضائية، حيث تم إطلاق تلسكوب جيمس ويب الفضائي أواخر عام 2021، وأطلقت ناسا أخيراً نظام الإقلاع الفضائي الضخم والجديد “إس إل إس” نحو القمر عام 2022. من المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه عام 2023 مع إطلاق العديد من المهام العلمية والتجارية إلى مدار الأرض وخارجه.

تشمل الرحلات الفضائية المهمة هذا العام بعثات إلى كوكب المشتري وحزام الكويكبات وإرسال الروبوتات للهبوط على القمر والرحلة الأولى لمركبة فضائية جديدة ستنقل رواد الفضاء من وإلى محطة الفضاء الدولية. فيما يلي بعض عمليات الإطلاق الرئيسية التي نتطلع إليها عام 2023.

الكويكبات والأقمار الجليدية

لدى وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية خطط طموحة لدراسة الأجرام الفضائية الأبعد من المريخ هذا العام.

ستبدأ بعثة مستكشف أقمار المشتري الجليدية (JUICE) التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية بدراسة الأقمار الغاليلية الجليدية التابعة لكوكب المشتري: أوروبا وكاليستو وغانيميد. حظي قمر أوروبا بالنصيب الأكبر من الاهتمام العلمي سابقاً نظراً لأن محيطه المائي الذي يقع تحت قشرته الجليدية قد يحتوي على بيئة تدعم الحياة، لكن الأدلة الحالية تشير إلى أن القمرين كاليستو وغانيميد قد يحتويان على محيطات مائية تحت سطحهما الجليدي يمكن أن تدعم الحياة أيضاً. من المقرر إطلاق بعثة مستكشف أقمار المشتري الجليدية في أبريل/ نيسان على متن صاروخ أريان 5 من غويانا الفرنسية وستصل إلى كوكب المشتري في عام 2031، وستحلّق فوق هذه العوالم الجليدية الثلاثة.

اقرأ أيضاً: علماء الفلك يكتشفون 12 قمراً جديداً لكوكب المشتري

ستدخل البعثة مدار غانيميد في عام 2034، وهي المرة الأولى التي تدور فيها مركبة فضائية حول قمر آخر غير قمر كوكب الأرض، وستستغرق نحو عامٍ في دراسة القمر الجليدي بمزيد من التفصيل. يتمتع غانيميد، بالإضافة إلى المحيط المائي تحت قشرته السطحية واحتمال احتوائه على بيئة داعمة للحياة، بمجال مغناطيسي خاص به، وستدرس البعثة كيفية تفاعل هذه المجال مع مجال المشتري الأكبر.

في غضون ذلك، ستنطلق مهمة سايكي (Psyche) الفضائية التابعة لوكالة ناسا في موعد أقصاه 10 أكتوبر/ تشرين الأول في مهمة لدراسة كويكب يحمل اسم المهمة نفسها عندما تصل إلى حزام الكويكبات الذي يقع بين المريخ والمشتري في أغسطس/ آب عام 2029. تجدر الإشارة إلى أنه كان من المقرر إطلاق مهمة سايكي في أغسطس/آب العام الماضي، ولكن تم تأجيلها بسبب ظهور مشكلات في برنامج المهام الحرجة في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا.

الكويكب “سايكي 16” عبارة عن صخرة معدنية كبيرة يعتقد العلماء أنها يمكن أن تكون النواة الحديدية المكشوفة لكوكب أولي (بقايا اصطدام عنيف بجرم آخر جرده من قشرته الخارجية) تشكل في بدايات النظام الشمسي. إذا ثبتت صحة هذه النظرية، فإن من شأن هذه المهمة منح الباحثين فهماً أفضل للنواة الحديدية لكوكب الأرض.

الهند تعود إلى القمر

تخطط وكالة الفضاء الهندية (ISRO) لإطلاق مهمة جديدة إلى القمر تسمى “تشاندريان-3” (Chandrayaan-3) خلال هذا الصيف. كانت مهمة تشاندريان-2 قد حملت معها إلى القمر مركبة مدارية ومركبة هبوط في عام 2019، ولكن عطلاً برمجياً أدى لتحطم مركبة الهبوط على سطح القمر. لن تحمل مهمة تشاندريان-3 معها مركبة مدارية هذه المرة، وستكتفي بمركبة هبوط وعربة جوالة مصممة للتجول في القطب الجنوبي للقمر. ستدرس مركبة الهبوط والعربة الجوالة التركيب الكيميائي وجيولوجيا المنطقة القطبية، حيث ستحمل معها مقياساً للزلازل وأجهزة قياس طيفية وأدوات أخرى لهذا الغرض.

اقرأ أيضاً: 10 مهمات قمرية تاريخية مهّدت الطريق أمام مهمات أرتميس

البحث عن المادة المظلمة

يعتقد علماء الفيزياء الفلكية أن المادة المظلمة والطاقة المظلمة تشكلان هياكل الأكوان بأكملها، وتؤديان إلى التوسع المتسارع لكوننا، ومع ذلك، هناك جوانب كثيرة لا يزال العلماء يجهلونها حول هذه الظواهر الغامضة. وفي هذا الصدد، من المقرر أن تطلق وكالة الفضاء الأوروبية تلسكوب “إقليدس” (Euclid) الفضائي في عام 2023 لقياس تأثير هذه القوى المظلمة على الكون عبر الزمن وفهم خصائصها.

سيصل تلسكوب إقليدس بعد إطلاقه إلى الموقع التشغيلي نفسه لتلسكوب جيمس ويب الفضائي، وسيدخل في مدارٍ حول نقطة “لاغرانج 2” التي تبعد نحو 620 ألف كيلومتر عن الأرض، ومن هناك، سيستخدم مرآته التي يبلغ قطرها 1.2 متراً تقريباً ونظام التصوير بالضوء المرئي ومطياف الأشعة تحت الحمراء القريبة لمسح جزء كبير من السماء يبعد حتى 15 مليار سنة ضوئية. سيسمح ذلك للعلماء بدراسة تطور الكون في نطاق زمني يصل إلى 10 مليارات سنة تقريباً. يأمل العلماء، من خلال دراسة كيفية تغير المجرات والعناقيد المجرية على مدى دهور، وعبر جزء كبير من السماء بمساعدة تلسكوب إقليدس، فهم دور كل من المادة المظلمة والطاقة المظلمة في تكوين المجرات وتطور الكون بشكلٍ أفضل.

بوينغ تلحق بسبيس إكس

ستطلق شركة بوينغ أخيراً رحلة تجريبية لمركبتها الفضائية المأهولة “ستار لاينر” في أبريل/ نيسان هذا العام. طوّرت بوينغ هذه المركبة التي تتسع لسبعة ركاب لتنافس مركبة كرو دراغون المأهولة من سبيس إكس، حيث ستقوم أيضاً بمهام نقل رواد الفضاء والإمدادات من وإلى محطة الفضاء الدولية كجزء من برنامج الطاقم التجاري التابع لناسا.

في حين أن مركبة كرو دراغون قد بدأت بالفعل بنقل رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية منذ نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2020، واجهت مركبة ستارلاينر العديد من المشكلات التي أدت إلى تأخيرها، حيث كانت البداية من عطل برمجي منع المركبة من الالتحام بمحطة الفضاء الدولية خلال رحلة تجريبية غير مأهولة في ديسمبر/ كانون الأول عام 2020. لكن الشركة واصلت جهودها لإصلاح هذه المشكلة ونجحت في الالتحام بمحطة الفضاء الدولية في مهمة غير مأهولة ثانية تمت في مايو/ أيار عام 2022، ما مهّد الطريق للرحلة التجريبية المأهولة القادمة.

إذا سارت الأمور على أكمل وجه، ستقوم ناسا بدمج مهمات ستارلاينر جنباً إلى جنب مع مهمات كرو دراغون في إطار برنامج الطاقم التجاري، ما يمنح الوكالة مزيداً من الخيارات في حالة حدوث أي مشكلات مع أي من المركبات الفضائية.

اقرأ أيضاً: في خطوة جديدة لحرف مسار الكويكبات التي تشكل تهديداً للأرض: نجاح اصطدام المركبة دارت بكويكب

الرحلات الفضائية الخاصة

على الرغم من ازدياد اعتماد ناسا أكثر فأكثر على بوينغ وسبيس إكس والتعاقد مع شركات أخرى للقيام بالرحلات إلى محطة الفضاء الدولية، فإن لهذه الشركات الخاصة خطط طموحة أخرى لعام 2023.

في هذا الصدد، تخطط شركة أكسيوم سبيس لإرسال طاقم من رواد الفضاء الخاصين في رحلة للإقامة لمدة أسبوعين في محطة الفضاء الدولية في الصيف، وستكون هذه هي المهمة الثانية لها بعد مهمتها الأولى في أبريل/ نيسان عام 2022، حيث أقام رواد فضاء أكثر من أسبوعين على متن المحطة الفضائية. وتخطط الشركة أيضاً لبناء وحدة جديدة، ستكون متصلة في البداية بمحطة الفضاء الدولية، ثم ستنفصل عنها وتصبح مستقلة عندما تنتهي مهمة محطة الفضاء الدولية عام 2031.

يخطط الملياردير، جاريد إيزاكمان، والذي موّل أول رحلة فضائية خاصة بالكامل في سبتمبر/أيلول عام 2021 عبر مهمة إنسبيرايشن-4 التي قامت بها سبيس إكس، يخطط لتكرار التجربة في عام 2023. حيث من المقرر إرسال مهمة “بولاريس دون” (Polaris Dawn) في موعد أقصاه مارس/آذار، وسنشاهد إيزاكمان يطير مجدداً على متن مركبة دراغون التي سيستأجرها من سبيس إكس مع 3 من أفراد الطاقم. وعلى العكس من مهمة إنسبيرايشن-4، سيقوم اثنان من أفراد طاقم مهمة بولاريس دون على الأقل بالمساعدة في تنفيذ أول مهمة خاصة للسير خارج المركبة الفضائية.

اقرأ أيضاً: أول مهمة قمرية خاصة لسبيس إكس ستحمل طاقماً مكوناً بالكامل من المدنيين

في غضون ذلك، ستحاول شركة بلو أوريجين التي أسسها جيف بيزوس إطلاق أول رحلة تجريبية لصاروخها المداري المعروف باسم “نيو جلين” في موعد غير محدد في عام 2023. على الرغم من قيام الشركة سابقاً بنقل مشاهير مثل جيف بيزوس نفسه وويليام شانتر إلى حافة الفضاء على متن صاروخها تحت المداري “نيو شيبرد”، إلا أن الشركة لم تنفذ حتى الآن أي رحلة مدارية، ولكنها تطمح هذا العام إلى تحقيق المزيد من النجاحات.