في أحد أحلك وأقصر الأيام في السنة، أرسلت مركبة إنسايت الهابطة التابعة لوكالة ناسا ما يبدو أنها آخر صورة ستلتقطها. من المتوقع أن تفقد هذه المركبة القدرة على التواصل مع العلماء على الأرض خلال الفترة الحالية، مع تراكم الغبار المريخي على الألواح الشمسية التي تزود هذه المركبة التي يبلغ طولها 5.7 متر بالطاقة.
الأيام الأخيرة لإنسايت
My power’s really low, so this may be the last image I can send. Don’t worry about me though: my time here has been both productive and serene. If I can keep talking to my mission team, I will – but I’ll be signing off here soon. Thanks for staying with me. pic.twitter.com/wkYKww15kQ
— NASA InSight (@NASAInSight) December 19, 2022
ذكرت وكالة ناسا أن مركبة إنسايت لم تستجب للاتصالات من الأرض في 18 ديسمبر/ كانون الأول 2022، وأن آخر مرة تمكّن فيها فريق المهمة من الاتصال بالمركبة الفضائية كانت في 15 ديسمبر/ كانون الأول. من المرجح أن هذه المركبة قد وصلت إلى نهاية حياتها.
اقرأ أيضاً: ما مصير مركبة إنسايت بعد توقفها عن العمل؟
تم إطلاق مركبة إنسايت، ويعتبر اسمها اختصاراً لعبارة الاستكشاف الداخلي باستخدام التحقيقات الزلزالية والجيوديزيا ونقل الحرارة، في مايو/ أيار 2018 في مهمة تهدف لجعلها أول مركبة روبوتية هابطة ترصد أعماق المريخ لدراسة قشرته ووشاحه ونواته. وفي شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، نجت هذه المركبة مما وصفه العلماء بأنه "7 دقائق من الرعب" في أثناء هبوطها وهبطت بنجاح في سهل إليسيوم المنخفض.
إنجازات إنسايت على المريخ
في أثناء عملها على المريخ، رصدت مركبة إنسايت أصوات اصطدام النيازك بالكوكب واستخدمت مقياس الزلازل الخاص بها لتوثيق الزلازل المريخية. نجحت المركبة نجاحاً باهراً في هذا المجال؛ إذ إنها رصدت أكثر من 1300 زلزال منذ عام 2018. في 14 ديسمبر/ كانون الأول 2022، أعلن علماء وكالة ناسا أن مركبة إنسايت رصدت زلزالاً مريخياً بلغت شدّته 4.7 درجة بتاريخ 4 مايو/ أيار من العام نفسه (أو اليوم الشمسي رقم 1222 على المريخ). يعتبر هذا الحدث أكبر زلزال تم توثيقه على الكوكب الأحمر على الإطلاق.
قال عالم الزلازل في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في مدينة زيورخ والمؤلف المشارك للدراسة الجديدة، جون كلينتون (John Clinton)، في بيان صحفي: "الطاقة المنبعثة من هذا الزلزال متعادل الطاقة الكلية لجميع الزلازل المريخية الأخرى التي رصدناها حتى الآن"، وأضاف: "على الرغم من أن البعد بين المركبة وهذا الحدث تجاوز ألفي كيلومتر، كانت الأمواج الزلزالية التي تحسستها مركبة إنسايت شديدة لدرجة أنها أوصلت مقياس الزلازل لحده الأقصى من التحمّل تقريباً"
غرست مركبة إنسايت أيضاً مسباراً حرارياً يحمل اسم "الخلد" في سطح المريخ. لكن للأسف، لم تتمكن المركبة من غرس هذا المسبار بعمق كافٍ لتحقيق الهدف من استخدامه.
اقرأ أيضاً: ميجابيكسلز: صورة سيلفي مريخية من المسبار إنسايت
على الرغم من أن هذا المسبار لم يعمل كما خُطط له، أرسلت مركبة إنسايت بيانات قيّمة وصوراً دقيقة إلى الأرض لمدة تتجاوز 4 سنوات. ساعدت الأدوات المتطورة لهذه المركبة العلماء في إيجاد إجابة العديد من الأسئلة المهمة حول طريقة تشكل الكواكب الصخرية وتطورها في المجموعة الشمسية وخارجها.
قلل الغبار المتراكم على الألواح الشمسية الكبيرة والدائرية الخاصة بمركبة إنسايت من كمية الطاقة التي تستطيع هذه المركبة توليدها بمرور الوقت. أكملت مركبة إنسايت مهمّتها الأساسية التي امتدت لعامين في عام 2020. ومددت وكالة ناسا هذه المهمة عندها حتى نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2022. ولكن هذا التمديد كان مشروطاً بقدرة المركبة على الاستمرار حتى نهاية هذه الفترة؛ إذ إنها كانت قادرة على توليد 20% فقط من كمية الطاقة التي كانت قادرة على توليدها عند هبوطها.
اقرأ أيضاً: ماذا تعرف عن دقائق الرعب السبع التي خاضتها المركبة إنسايت عند هبوطها؟
كتب فريق المهمة على موقع تويتر: "إذا تمكنت من التواصل مع فريق مهمتي على الأرض في المستقبل، فسأفعل ذلك بالطبع. لكني سأتوقف عن العمل قريباً. شكراً لكم على متابعتي".
ستعقب مركبة إنسايت مركبتا بيرسيفيرانس وكوريوسيتي التابعتين لوكالة ناسا.