بدأ البشر يستكشفون كوكب المريخ منذ أكثر من 50 عاماً. وفقاً لمكتب شؤون الفضاء التابع لمنظمة الأمم المتحدة، أرسلت مختلف دول العالم 18 جهازاً من صنع البشر إلى المريخ ضمن 14 مهمة مختلفة. لا تزال العديد من هذه المهام مستمرة، ولكن مدى عقود من استكشاف المريخ، ترك البشر وراءهم الكثير من المخلّفات على سطح هذا الكوكب.
اقرأ أيضاً: 5 مكتشفات ورؤى جديدة عن المريخ توفرها بعثة بيرسيفيرنس
أنا زميل أبحاث في مرحلة ما بعد الدكتوراة أدرس الطرق التي يمكن باستخدامها تعقّب المركبات الجوالة التي تم إرسالها إلى المريخ والقمر. في منتصف شهر أغسطس/ آب 2022، أكّدت وكالة ناسا أن مركبة بيرسيفيرنس المريخية وجدت قطعة من القمامة تم التخلّص منها عند هبوطها، وهي عبارة عن شبكة مجدولة. هذه ليست المرة الأولى التي يجد فيها العلماء القمامة على كوكب المريخ. وذلك لأن هذا الكوكب يحتوي على كمية كبيرة من القمامة.
ما مصدر هذا الحطام؟
يأتي الحطام الموجود على المريخ من 3 مصادر رئيسية، وهي الأجهزة التي تم الاستغناء عنها، والمركبات المعطّلة والمركبات المحطّمة.
تتطلب كل مهمة تم إرسالها إلى سطح المريخ وجود وحدة تحمي المركبة. تتضمن هذه الوحدة درعاً حرارياً يحمي المركبة عند مرورها عبر الغلاف الجوي للكوكب ومظلّة وبعض الأجهزة التي تساعد المركبة على الهبوط برفق.
تفصل المركبة بعض القطع الموجودة في هذه الوحدة عن جسمها في أثناء هبوطها. ويمكن أن تسقط هذه القطع في مواقع مختلفة على سطح الكوكب؛ إذ قد يسقط درع حراري في مكان ما ومظلة في مكان آخر. عندما يصطدم الحطام بالسطح، يمكن أن يتفتت إلى قطع أصغر كما حدث خلال هبوط مركبة بيرسيفيرنس في عام 2021. يمكن بعد ذلك أن تتوزّع هذه القطع الصغيرة في الأرجاء بسبب الرياح.
اقرأ أيضاً: مركبة بيرسيفيرنس التابعة لوكالة ناسا تبحث عن الميكروبات على المريخ
تم إيجاد العديد من قطع القمامة التي حرّكتها الرياح على مرّ السنين، مثل الشبكة التي وجدت مؤخراً. في 13 يونيو/ حزيران 2022، وجدت مركبة بيرسيفيرنس بطّانية حرارية كبيرة لامعة عالقة بين الصخور على بعد كيلومترين من موقع هبوطها. ووجدت كل من مركبة كيريوسيتي وأوبيرتونيتي حطاماً من مركبتي هبوطهما في عامي 2012 و2005 على الترتيب.