اعتباراً من 21 مارس/آذار 2022، أصبح عدد الكواكب الخارجية (أي، الكواكب خارج مجموعتنا الشمسية) التي أكّدت وجودها وكالة ناسا رسمياً يتجاوز الـ 5000 كوكباً، إذ رفعت دفعة جديدة تضم 65 كوكباً العدد الكلي إلى 5005 في أرشيف الكواكب الخارجية الخاص بالوكالة.
تنوع الكواكب الخارجية
تتمتع هذه العوالم الفضائية بتنوّع كبير، إذ أن بعضها صغير وصخري، والبعض الآخر عمالقة غازية يبدو كوكب المشتري قزماً بالنسبة لها. تدور بعض الكواكب الخارجية حول نجمين في وقت واحد، بينما يدور البعض الآخر حول نجوم ميتة منذ زمن بعيد. حتى الآن، تمثّل الكواكب الغازية العملاقة نسبة 30% من الكواكب الخارجية المرصودة، بينما تمثّل العوالم المظلمة والجليدية الشبيهة بكوكب نبتون نسبة 35%، وتمثّل «الأراضي الفائقة» نسبة 31% (وهي كواكب تصل كتلتها إلى 10 أضعاف كتلة الأرض ولكنها أصغر من كوكب نبتون). تشكّل الكواكب الصخرية المشابهة للأرض والمريخ نسبة 4% فقط من الكواكب الخارجية التي ثبت وجودها. إن إثبات وجود 5000 كوكب خارجي أمر رائع، لكنها البداية فقط، إذ تحتوي مجرة درب التبانة وحدها على مئات المليارات من الكواكب الخارجية على الأرجح.
قالت «جيسي كريستينسن»، مديرة فريق العلماء في أرشيف الكواكب الخارجية التابع لوكالة ناسا، وعالمة الأبحاث في معهد وكالة ناسا لعلوم الكواكب الخارجية في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في باسادينا، في بيان صادر عن وكالة ناسا، إن الرقم 5000 «ليس مجرد رقم»، وأضافت: «كل واحد من هذه الكواكب هو عالم جديد، كوكب جديد تماماً. أنا متحمسة بشأن كل واحد منها لأننا لا نعرف أي شيء عنها».
كان مجال دراسة الكواكب الخارجية محدوداً لفترة من الزمن بالتكنولوجيا التي لدينا على الأرض، إذ أننا لا نستطيع رصد أعماق الكون بسهولة من كوكبنا الصخري، كما أن الغلاف الجوي للأرض يمكن أن يؤثّر على الأرصاد. أدى ظهور التلسكوبات التي تُطلق إلى الفضاء إلى زيادة قدرتنا على اكتشاف الكواكب الخارجية بشكل كبير. ومع تحقيق تقدّمات أكبر في العلوم النظرية، وتصميم المراصد الجديدة مثل تلسكوب «جيمس ويب» الفضائي، فإن اكتشاف المزيد من الكواكب الخارجية يكاد تكون حتمياً.
قالت كريستينسن في مقابلة عبر برنامج «زوم» مع معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا: «من بين الكواكب الخارجية الـ 5000 المعروفة، يقع 4900 على بعد بضعة آلاف من السنين الضوئية منا»، وأضافت: «فكّر في حقيقة أننا على بعد 30 ألف سنة ضوئية من مركز المجرة، وإذا استقرأنا من عدد الكواكب الخارجية في الفقاعة الصغيرة حولنا، فهذا يعني أن هناك عدد هائل من الكواكب التي لم نكتشفها بعد في مجرتنا، وقد يصل هذا العدد إلى 100-200 مليار كوكب. إنه أمر مذهل».
اقرأ أيضاً: الكشف عن شروط جديدة لتصبح الكواكب الخارجية صالحة للحياة
رصد الكواكب الخارجية
بدأ علماء الفلك يرصدون الكواكب الخارجية منذ عام 1992، عندما أعلن عالما الفلك الراديوي «ألكساندر وولشتشن» و«ديل فريل» اكتشاف كوكبين يدوران حول نجم نابض، وهو نجم نيوتروني سريع الدوران ينبض بإشارات إشعاعية. نشر الباحثان النتائج التي توصلا إليها في دورية «نيتشر».
ازدهر مجال البحث في الكواكب الخارجية منذ ذلك الحين، خاصةً بعد إطلاق تلسكوب «كبلر» الفضائي في عام 2009. خلال 9 سنوات من التشغيل، ساعد هذا التلسكوب العلماء على اكتشاف 2700 كوكباً خارجيّاً جديداً، ولا يزال علماء الفلك يحللون سجلاته وأرصاده الهائلة لمعرفة ما إذا فاتتهم أية كواكب كانت مختبئة في أكوام البيانات. قالت كريستينسن في المقابلة: «الآن، أصبحت الكواكب الخارجية أمراً عادياً تقريباً»، وأضافت: «أشار زميلي "ديفيد شيردي" (كبير العلماء في أرشيف وكالة ناسا للكواكب الخارجية) قبل أيام إلى أن نصف البشر الأحياء اليوم لم يعيشوا في فترة لم نكن نعرف فيها عن وجود الكواكب الخارجية».
قالت كريستينسن إنه لا يزال هناك الكثير لنتعلمه ونكتشفه، وإنه «الآن بعد أن اكتشفنا عدداً كبيراً من الكواكب، يمكننا أن ندرسها بالتفصيل وأن نتساءل عن كيفية تشكّل الأنواع المختلفة منها»، أو كيف تؤثر النجوم ذات الأعمار المختلفة على الكواكب التي تدور حولها. أضافت كريستينسن: «كلما زاد عدد الكواكب المكتشفة، زادت الإجابات المتوفرة لدينا».