بالصور: تاريخ موجز لتطور التلسكوبات

5 دقيقة
بالصور: تاريخ موجز لتطور التلسكوبات
علم الفلك: تلسكوب طوله 12 متراً بناه ويليام هيرشل يشغّله الخبراء في الهواء الطلق. النقش الملون، 18–. مجموعة ويلكم. علامة العمل الخاضع للملكية العامة.

طوّر صانعو النظارات الهولنديون التلسكوبات الأولى المعروفة باسم "التلسكوبات الكاسرة" في أوائل القرن السابع عشر. استخدم هؤلاء زوجاً من العدسات، واحدة محدبة مثبتة في نهاية المنظار والأخرى مقعّرة المعروفة باسم "العدسة العينية". استخدم الخبراء هذه المناظير غالباً لمسح الأراضي وللأغراض العسكرية. كان عالم الفلك الإيطالي، غاليليو غاليلي، من الأوائل الذين وجّهوا هذه المناظير إلى السماء.

حسّن عالم الفلك الألماني، يوهانس كيبلر، التصميم المحدب المقعر من خلال إضافة زوج من العدسات المحدبة. وتميّز تصميمه بأنه يوسّع مجال الرؤية ويرفع درجة التكبير، لكنه يُظهر الصور مقلوبة. مع ذلك، تمكّن صانعو التلسكوبات الذين استخدموا تصميم كيبلر من تكبير الأجسام المرصودة بدرجة تصل إلى 100 ضعف باستخدام تلسكوبات تصل أطوالها إلى 45 متراً. لكن هذه الأنابيب الطويلة لم تتحمّل الظروف العاصفة وعوامل الطقس، ما جعلها غير فعالة إلى حد ما.

وفّر إسحاق نيوتن تصميماً بديلاً يعتمد على الانعكاس، أو المرايا المنحنية، وهو تصميم ساعد على التقاط كمية أكبر من الضوء وتجنّب مشكلة تأثير المنشور المشوِّه الذي يحدث عندما يمر الضوء عبر العدسات، المعروف باسم "الزيغ اللوني".

زاد الخبراء حجم المرايا وعدد المواد المستخدمة فيها وأحجامها وعززوا جودتها على مدى أكثر من قرنين من الزمن، وذلك حتى عصر استكشاف الفضاء عندما ألغت التلسكوبات الفضائية مثل هابل وجيمس ويب أثر التداخل الناجم عن الغلاف الجوي الأرضي. يستطيع العلماء باستخدام تلسكوب جيمس ويب رصد أجسام أبعد من أي أجسام رصدوها من قبل؛ إذ إنهم رصدوا بعض المجرات الأولى التي تشكلت بعد الانفجار العظيم منذ أكثر من 13 مليار سنة.

اليوم، تجري وكالة ناسا العديد من مشاريع التلسكوبات الفضائية، مثل تلسكوب نانسي غريس رومان (Nancy Grace Roman) ومرصد العوالم القابلة لإيواء الحياة (Habitable Worlds).

اقرأ أيضاً: تلسكوب جيمس ويب الفضائي يكتشف أولى المجرات في الكون

عام 1609: التلسكوبات الكاسرة

عنوان الصورة: "غاليليو يعرض تلسكوبه على ثلاث نساء (ربما أورانيا ومرافقتاها) جالسات على عرش؛ وهو يشير نحو السماء حيث مثّل بعض اكتشافاته الفلكية". (قرابة عام 1655). مصدر الصورة: مكتبة الكونغرس، واشنطن العاصمة. 20540 المعرّف الرقمي الأميركي: http://hdl.loc.gov/loc.pnp/cph.3c10447

صنع غاليليو تلسكوبه الخاص في عام 1609 بإلهام من صانعي التلسكوبات الهولنديين والدنماركيين. تمتّع تلسكوبه الأول بتكبير بلغ 3 أضعاف. وتمكن غاليلو من تحسين تصميمه على مر السنين؛ إذ تمتّع تلسكوبه الأخير بتكبير يصل إلى 30 ضعفاً.

عام 1610: الرسوم التوضيحية للقمر من رسومات غاليليو الخاصة في كتاب "رسالة فلكية" (Sidereus Nuncius).

مصدر الصورة: مكتبة الكونغرس، واشنطن العاصمة. 20540 المعرف الرقمي الأميركي: http://hdl.loc.gov/loc.rbc/General.67904.1

لحسن الحظ، لم يكن غاليليو عالم فلك موهوباً فحسب، بل كان فناناً بارعاً أيضاً، ما مكّنه من رسم صور تفصيلية للأجسام الكونية التي رصدها بتلسكوبه. كشف هذا الرسم التخطيطي للقمر عن وجود جبال وفوهات قمرية لم يسبق لأحد أن رآها أو فكّر فيها من قبل.

عام 1672: تلسكوب السير إسحاق نيوتن العاكس

رسم لتلسكوب نيوتن. مصدر الصورة: مكتبة الكونغرس، واشنطن العاصمة. 20540 المعرف الرقمي الأميركي: cph 3c10449 //hdl.loc.gov/loc.pnp/cph.3c10449 إل سي سي إن. الرابط: https://lccn.loc.gov/2006690472

عندما يمر الضوء عبر الزجاج، فهو ينفصل إلى حزم ملونة (الحمراء والبرتقالية والصفراء والخضراء والزرقاء والنيلية والبنفسجية)، ما يعني أن التلسكوبات الكاسرة عانت مشكلة الزيغ اللوني التي أثّرت في جودة الصورة. صنع السير إسحاق نيوتن تلسكوباً عاكساً يعتمد على المرايا المنحنية بدلاً من العدسات بهدف إلغاء تأثير المنشور.

حسّن لوران كاسغران تصميم نيوتن في عام 1672 باستخدام مرآة أولية مقعّرة ومرآة ثانوية محدبة لتعكس الضوء مجدداً عبر ثقب في المرآة الأولية وإلى العدسة، ما زاد الطول البؤري في أنبوب صغير.

عام 1789: تلسكوب هيرشل

مصدر الصورة: مكتبة جامعة شيكاغو

تلسكوب السير ويليام هيرشل هو تلسكوب عاكس مزود بمرآة أولية كبيرة وعدسة عينية منحرفة عن المحور لتجنّب إعاقة مسار الضوء. أتاح ذلك استخدام مرايا أكبر وعزز قدرة التلسكوب على التقاط الضوء.

اكتشف هيرشل كوكباً جديداً باستخدام أحد تلسكوباته، وأطلق عليه اسم "نجمة جورج" (Georgium Sidus) نسبة إلى الملك جورج الثالث. أطلق العلماء على هذا الكوكب لاحقاً اسم أورانوس.

مصدر الصورة: مكتبة جامعة شيكاغو

رسومات هيرشل للسدم من كتاب "الأوراق العلمية للسير ويليام هيرشل" (The Scientific Papers of Sir William Herschel)، الذي نشرته الجمعية الملكية وجمعية علم الفلك الملكية في لندن عام 1912.

عام 1900: تلسكوب معرض باريس العظيم

مصدر الصورة: مجلة تاريخ علم الفلك (آي إس إس إن 0021-8286)، العدد 38، الجزء 4، رقم 133، الصفحتان 459-475 (2007)

صنع بول غوتييه هذا التلسكوب العاكس الذي يبلغ طوله 57 متراً (أي أكثر من نصف طول ملعب كرة القدم) لتقديمه في معرض باريس عام 1900. تمتع هذا التلسكوب بمرآة بلغ قطرها 1.25 متراً.

عام 1917: تلسكوب هوكر

الجزء الخارجي من مرصد جبل ويلسون. المصدر: ميل ميلكون/لوس أنجلوس تايمز عن طريق غيتي إميدجيز، ميل ميلكون

يحتوي تلسكوب هوكر في مرصد جبل ويلسون، الذي صممه جورج إليري هيل، على مرآة قطرها 254 سنتيمتراً، ما جعله أكبر تلسكوب في العالم في ذلك الوقت. أسهم هذا التلسكوب كثيراً في تقدّم دراسة المجرات والسدم.

استخدم إدوين هابل تلسكوب هوكر في عشرينيات القرن العشرين وما بعدها، ما مهّد الطريق لاكتشاف أن الكون أكبر بكثير من مجرة درب التبانة ولوضع نظرية الانفجار العظيم.

صور تلسكوب هوكر للمريخ، 11 سبتمبر/أيلول 1956. "الصور أيه وبي وسي من مرصدي جبل ويلسون وبالومار للمريخ، التي التقطها العلماء بالضوء الأحمر الذي يظهر الدوران، والصورة دي التي التقطها العلماء بالضوء الأزرق. التقط تلسكوب مرصد بالومار ذو القطر البالغ 254 سنتيمتراً الصورة رقم 272. مصدر الصورة: معهد كارنيغي للعلوم عن طريق وكالة ناسا.

عام 1990: تلسكوب هابل الفضائي

التقط المصور هذه الصورة لتلسكوب هابل الفضائي التابع لوكالة ناسا بتاريخ 19 مايو/أيار 2009 بعد إطلاقه في مهمة الخدمة 4. المصدر: وكالة ناسا.

تلسكوب هابل الفضائي، الذي صممته وصنعته وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية، هو تلسكوب فضائي عاكس مزود بمرآة قطرها 2.4 متراً. يعمل هذا التلسكوب في مدار الأرض فوق الغلاف الجوي. وعندما بدأ تشغيله، قدّم أرصاداً للكون دقيقة ومفصلة بدرجة غير مسبوقة.

يتوقع خبراء وكالة ناسا أن يظل التلسكوب قيد التشغيل حتى نهاية عشرينيات القرن الجاري.

العنقود المزدوج إن جي سي 1850. من موقع وكالة ناسا: "إن جي سي 1850 الذي التقط تلسكوب هابل الفضائي هذه الصورة له هو عبارة عن عنقود مزدوج غريب يقع في محور سحابة ماجلان الكبرى، وهي مجرة ​​تابعة لمجرة درب التبانة". "مكونا العنقود صغيرا السن نسبياً ويتألفان من عنقود رئيسي كروي الشكل في المركز وعنقود أصغر سناً وحجماً يظهر أسفل يمين الصورة ويتألف بدوره من نجوم زرقاء شديدة السخونة ونجوم حمراء خافتة أكثر. يبلغ عمر العنقود الرئيسي نحو 50 مليون سنة، أما عمر العنقود الأصغر فيبلغ 4 ملايين سنة فقط". مصدر الصورة: وكالة ناسا، وكالة الفضاء الأوروبية ومارتينو رومانييلو (المرصد الأوروبي الجنوبي، ألمانيا).

عام 2021: تلسكوب جيمس ويب الفضائي

مصدر الصورة: وكالة ناسا

تلسكوب جيمس ويب الفضائي، وهو مشروع تعاوني بين وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الكندية، هو تلسكوب فضائي عاكس متطور ومزود بمرآة مجزّأة يبلغ قطرها 6.5 أمتار.

يعمل هذا التلسكوب في طيف الأشعة تحت الحمراء، ما يسمح له برصد المجرات البعيدة والكواكب الخارجية والظواهر السماوية الأخرى بحساسية استثنائية.

يدور تلسكوب جيمس ويب حول الشمس بالقرب من نقطة لاغرانج الشمس-الأرض الثانية، على بعد نحو 1.6 مليون كيلومتر من الأرض.

وصف الصورة: "زوج من المجرات المتفاعلة يحمل اسم 'أيه بي آر 142' في صورة أفقية بضوء الأشعة تحت الحمراء المتوسطة. توجد على اليسار مجرة إن جي سي 2937، وهي مجرة ​​إهليلجية صغيرة تبدو بيضاوية الشكل باللون الأزرق المخضّر لقبها 'البيضة'. في حين توجد على اليمين مجرة إن جي سي 2936، وهي مجرة ​​حلزونية مشوهة أكبر بكثير لقبها 'البطريق'. تشير المنطقة التي تشبه المنقار تجاه البيضة، ولكنها أعلى منها بكثير. وموقع العين المتخيّلة هو شكل لولبي وردي عاتم ويبدو شاحباً نوعاً ما. تشكّل الأذرع الوردية والأرجوانية والزرقاء المشوهة لهذه المجرة منقار الطائر وظهره وذيله. الذيل الأقرب إلى البيضة، واسع ومتعدد الطبقات مثل ذيل سمكة البيتا. يبدو البطريق والبيضة منفصلين تماماً". مصدر الصورة: وكالة ناسا