عندما أرسل تلسكوب جيمس ويب الفضائي أولى الصور التي التقطها في صيف عام 2022، ذُهل الكثيرون بوضوح هذه الصور وجمالها. ولكن حتى التلسكوبات الفضائية تعمل بكفاءة أعلى إذا تعاونت. وتم تصميم تلسكوب جيمس ويب بطريقة تتيح له أن يعمل مع العديد من التلسكوبات والمنشآت الرصدية الأخرى. تم مزج صور الأشعة السينية التي التقطها مرصد تشاندرا للأشعة السينية التابع لوكالة ناسا مع 4 من أوائل الصور التي التقطها تلسكوب جيمس ويب الفضائي. تمثّل الصور الجديدة صوراً مركّبة تم تصميمها بناءً على الصور الأصلية. ما يعني أنه تمت إضافة طبقات جديدة لها لتشمل بيانات تم تجميعها بواسطة عدد من التلسكوبات. وفقاً لوكالة ناسا، تبيّن هذه الصور الازدياد في كفاءة التلسكوبات عندما تعمل معاً لكشف بعض السمات التي لم تكن مرئية لتلسكوب جيمس ويب لوحده.
خُماسيّة ستيفان
اقرأ أيضاً: تلسكوب جيمس ويب يلتقط صوراً مخيفة لمجرة حلزونية بعيدة
تتبادل 4 مجرات في خماسية ستيفان (وهي مجموعة تتألف من 5 مجرات يبلغ قطرها نحو 620 ألف سنة ضوئية) التفاعلات الثقالية فيما بينها. بينما تكتفي المجرة الخامسة بالمراقبة عن بُعد. وفقاً لوكالة ناسا، تبين هذه الصور التي التقطها تلسكوب جيمس ويب للخماسية (والتي تحتوي على الألوان الحمراء والبرتقالية والصفراء والخضراء والزرقاء) سمات لم تُرَ من قبل، كما أنها تتضمن تفاصيل "نتائج التفاعلات الثقالية بين المجرات، مثل الأذرع الغازية المتمددة والدفقات الناجمة عن تشكّل النجوم". تبين البيانات التي جمّعها مرصد تشاندرا (تظهر باللون الأزرق الفاتح في الصورة) والتي تعود لنفس النظام المجري موجة صدمية ترفع درجة حرارة الغاز بمقدار عشرات الملايين من الدرجات المئوية، بينما تتحرك إحدى المجرات عبر النظام بسرعة 3.2 مليون كيلومتر في الساعة تقريباً. تشمل الصورة أيضاً بيانات الأشعة تحت الحمراء التي جمّعها تلسكوب سبيتزر الفضائي التابع لوكالة ناسا (والذي توقف عن العمل حالياً) بالألوان الحمراء والخضراء والزرقاء.
مجرة عجلة العربة
أخذت مجرة عجلة العربة شكلها المميز نتيجة لاصطدامها بمجرة أخرى أصغر حجماً قبل قرابة 100 مليون سنة. وحفّز هذا الحدث بداية عمليات تشكّل النجوم في حلقتها الخارجية ومناطق أخرى فيها. وفقاً لما قاله علماء من وكالة ناسا في بيان صحفي، تبيّن بيانات الأشعة السينية التي جمّعها مرصد تشاندرا (والتي تظهر بالألوان الزرقاء والبنفسجية في الصورة) "الغازات بالغة السخونة والنجوم المتفجّرة والثقوب السوداء التي تجذب المواد من نجومها المرافقة". صوّر تلسكوب جيمس ويب هذه المجرة (والتي تظهر بالألوان الحمراء والبرتقالية والصفراء والخضراء والزرقاء) بالإضافة إلى مجرتين أخرتين لم تشاركا في حادث الاصطدام بالأشعة تحت الحمراء.
عنقود إس إم أيه سي إس 0723.3-7327 المجري
يقع هذا العنقود المجري على بعد نحو 4.2 مليار سنة ضوئية من الأرض. وتبين بيانات تلسكوب جيمس ويب الفضائي أنه يحتوي على مئات المجرات. تعتبر العناقيد المجرية من أكبر البنى في الكون، وهي لا تحتوي على المجرات فقط. وفقاً لوكالة ناسا، "هذه العناقيد غنية بكميات هائلة من الغاز بالغ السخونة، والذي يمكن رؤيته فقط باستخدام الأشعة السينية". تبيّن بيانات مرصد تشاندرا (والتي تظهر باللون الأزرق في الصورة) الكتل الغازية بالغة السخونة. تبلغ درجة حرارة التجمعات الغازية في هذا العنقود عشرات الملايين من الدرجات المئوية، بينما تبلغ كتلتها نحو 100 تريليون ضعف كتلة الشمس، وهي تتجاوز كتلة جميع مجرات العنقود بأضعاف. يتألف الجزء الأكبر من كتلة هذا العنقود المجري من المادة المظلمة.
اقرأ أيضاً: كيف يمكنك أن تبقى على اطلاع بآخر صور تلسكوب جيمس ويب الفضائي؟
عنقود إن جي سي 3324 والمنحدرات الكونية في سديم القاعدة
الأرض ليست المكان الوحيد الذي يحتوي على المنحدرات؛ إذ كشفت البيانات التي جمّعها مرصد تشاندرا (تظهر باللون الوردي في الصورة) والتي تعود "للمنحدرات الكونية" الموجودة في سديم القاعدة عن وجود أكثر من 10 مصادر مستقلة للأشعة السينية في هذا السديم. تتراوح أعمار النجوم الموجودة في المناطق الخارجية من سديم القاعدة بين مليار وملياري سنة، ما يجعلها صغيرة السن قياساً بالنجوم الأخرى. عادة، تكون النجوم الأصغر عمراً أكثر سطوعاً في صور الأشعة السينية مقارنة بالنجوم الأقدم. لذلك، ووفقاً لوكالة ناسا، تعتبر الدراسات التي تعتمد على الأشعة السينية "طريقة مثالية لتمييز النجوم الموجودة في سديم القاعدة عن النجوم ذات الأعمار المختلفة في مجرة درب التبانة والتي تقع على طول خط رؤيتنا للسديم". تظهر بيانات تلسكوب جيمس ويب في هذه الصورة بالألوان الحمراء والصفراء والخضراء والزرقاء والزرقاء المخضرّة.