كيف يحافظ تلسكوب هابل على مشروع مراقبة النجوم؟

كيف يحافظ تلسكوب هابل على مشروع مراقبة النجوم الذي يعود تاريخه إلى 265 عاماً؟
NASA, ESA, and C. Johnson (STScI); Image Processing: Gladys Kober
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

عندما يلتقط تلسكوب هابل الفضائي التابع لوكالة ناسا صورة لحقل نجمي، فإن هذه الصورة تبدو لوحة تجريدية لا صورة لجزء حقيقي من الكون. في حالة العنقود النجمي ميسييه 14 (M14)، تمثل النقاط البيضاء والزرقاء والبرتقالية أكثر من 150,000 نجمة مصطفّة على حافة مجرة حلزونية تبعد نحو 29,000 سنة ضوئية عن الأرض.

منذ إطلاق تلسكوب هابل في عام 1990، شاركت وكالة ناسا العديد من الصور المذهلة للكون، لكن هذه الصورة التي عالجها الباحثون مؤخراً تتمتع بمزايا أخرى؛ فهي تُعرف باسم مجرة ميسييه 14 (Messier 14)، وهي واحدة من عشرات الأجرام السماوية التي سجّلها عالم الفلك الفرنسي وصياد المذنّبات شارل ميسييه (Charles Messier) بدءاً من عام 1758. هذه الأجرام السماوية ساطعة ويسهل رؤيتها نسبياً بواسطة التلسكوبات الأرضية الصغيرة، لذلك فهي شائعة في مجتمع هواة علم الفلك.

منذ إطلاق تلسكوب هابل في عام 1990، شاركت وكالة ناسا العديد من الصور المذهلة للكون، لكن هذه الصورة التي عالجها الباحثون مؤخراً تتمتع بمزايا أخرى؛ فهي تُعرف باسم مجرة ميسييه 14 (Messier 14)، وهي واحدة من عشرات الأجرام السماوية التي سجّلها عالم الفلك الفرنسي وصياد المذنّبات شارل ميسييه (Charles Messier) بدءاً من عام 1758. هذه الأجرام السماوية ساطعة ويسهل رؤيتها نسبياً بواسطة التلسكوبات الأرضية الصغيرة، لذلك فهي شائعة في مجتمع هواة علم الفلك.جُمعت هذه الصورة من 7,398 صورة فردية عبر 411 موقعاً مختلفاً للتلسكوب، وهي صورة لأقرب جار كوني لمجرتنا، ويُطلق عليها اسم مجرة إم 31 (M31)، كما أنها أكبر صورة مركّبة التقطها تلسكوب هابل حتى الآن. وتحتوي هذه الصورة المركّبة على 1.5 مليار بكسل، وتُظهر أكثر من 100 مليون نجم وآلاف من العناقيد النجمية الموجودة في جزء من قرص مجرة أندروميدا (M31). وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية وجوليان دالكانتون وبنيامين ويليامز ولويس جونسون من جامعة واشنطن وفريق برنامج فات (PHAT) لدراسة مجرة أندروميدا وروبرت غندلر
منذ إطلاق تلسكوب هابل في عام 1990، شاركت وكالة ناسا العديد من الصور المذهلة للكون، لكن هذه الصورة التي عالجها الباحثون مؤخراً تتمتع بمزايا أخرى؛ فهي تُعرف باسم مجرة ميسييه 14 (Messier 14)، وهي واحدة من عشرات الأجرام السماوية التي سجّلها عالم الفلك الفرنسي وصياد المذنّبات شارل ميسييه (Charles Messier) بدءاً من عام 1758. هذه الأجرام السماوية ساطعة ويسهل رؤيتها نسبياً بواسطة التلسكوبات الأرضية الصغيرة، لذلك فهي شائعة في مجتمع هواة علم الفلك.جُمعت هذه الصورة من 7,398 صورة فردية عبر 411 موقعاً مختلفاً للتلسكوب، وهي صورة لأقرب جار كوني لمجرتنا، ويُطلق عليها اسم مجرة إم 31 (M31)، كما أنها أكبر صورة مركّبة التقطها تلسكوب هابل حتى الآن. وتحتوي هذه الصورة المركّبة على 1.5 مليار بكسل، وتُظهر أكثر من 100 مليون نجم وآلاف من العناقيد النجمية الموجودة في جزء من قرص مجرة أندروميدا (M31). وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية وجوليان دالكانتون وبنيامين ويليامز ولويس جونسون من جامعة واشنطن وفريق برنامج فات (PHAT) لدراسة مجرة أندروميدا وروبرت غندلر

البيانات والصور التي جمعها تلسكوب هابل الفضائي

يقول العالِم في مشروع عمليات تلسكوب هابل (Hubble Operations Project)، كينيث كاربنتر (Kenneth Carpenter): “اتخذ فريق تلسكوب هابل التابع لوكالة ناسا قراراً قبل 5 سنوات بنشر البيانات والصور التي جمعها التلسكوب الفضائي الأسطوري للأجرام الموجودة في فهرس ميسييه القديم على الإنترنت، بهدف إعطاء الناس فرصة لرؤية هذه الأجرام السماوية بطريقة لم تكن متاحة في السابق، حيث يمكن رؤية ألوان الضوء التي لا تمر عبر الغلاف الجوي، على سبيل المثال، لا يستطيع الناس رؤية الأشعة الفوق البنفسجية عندما يرصدون الأجرام السماوية باستخدام التلسكوبات الأرضية”.

اقرأ أيضاً: تلسكوب هابل يلتقط ظاهرة غريبة في حلقات زحل

فهرس ميسييه القديم

وُلِد ميسييه في عام 1730 وطوّر شغفه بالمذنبات، واكتشف المذنب العظيم في عام 1769، الذي أظهر ذيلاً طويلاً للغاية في أثناء مروره بالقرب من الأرض. أنشأ ميسييه فهرساً من الملاحظات التي سجلها حول الظواهر التي رصدها من نصف الكرة الشمالي، حيث استطاع تمييز هذه الظواهر التي تشبه كرات الثلج والغبار المتحركة عن المذنبات الحقيقية، وبذلك وفّر الوقت والجهد على الباحثين الآخرين الذين كانوا يسعون لاكتشاف المذنبات.

تتضمن سلسلة فهرس ميسييه العديد من الأجرام السماوية، ومنها العناقيد النجمية الكروية مثل ميسييه 14 (M14)، وسدُم مثل سديم النسر (M16) وسديم السرطان (M1) وحتى مجرة المرأة المسلسلة؛ أندروميدا (M31). تشير الأرقام إلى الترتيب الذي اكتشف به ميسييه هذه الأجرام، وقد اكتشف 103 أجرام من أصل 110 أجرام موجودة حالياً في الفهرس، بينما أضاف علماء الفلك الآخرون باقي الأجرام في منتصف القرن العشرين.

فهرس هابل ميسييه

وفقاً لنائب مدير مشروع هابل في وكالة ناسا، جيمس جيليتيك (James Jeletic)، فإن فهرس هابل ميسييه (Hubble Messier Catalog) أحدث بكثير من فهرس ميسييه الأصلي. في عام 2017، كان فريق جيليتيك يبحث عن طرائق لإشراك مجتمع هواة علم الفلك وزيادة ارتباطهم بعلوم هابل، يقول جيليتيك: “لذلك قررنا الاستعانة بفهرس ميسييه الأصلي، فبهذه الطريقة، يمكن لعلماء الفلك الهواة رصد الأجرام السماوية بواسطة تلسكوباتهم، ثم مقارنة مشاهداتهم بما يرصده تلسكوب هابل”.

اقرأ أيضاً: تلسكوب هابل يرصد اندماج ثلاث مجرات في حدث عنيف

لم تكتمل عملية البحث عن الأجرام السماوية بعد، إذ يعرض فهرس هابل ميسييه الجديد حالياً صوراً لـ 84 جرماً سماوياً من أصل 110 أجرام مدرجة في فهرس ميسييه الأصلي، ويضع هذه الصور على خريطة تفاعلية، ويعود سبب عدم اكتمال الفهرس جزئياً إلى الطريقة التي اتبعها أعضاء فريق هابل في بنائه. فهم لا يلتقطون صوراً جديدة عشوائية للأجرام السماوية لمجرد إضافتها إلى الفهرس الجديد؛ بل ينتظرون عرض مقترح علمي محدد يتضمن أهدافاً معينة ثم يلتقطون الصور اللازمة لهذه الأهداف ويضيفونها إلى الفهرس.

كما يبحث الفريق في أرشيف الصور التي التقطها تلسكوب هابل للعثور على الصور المناسبة التي لم تُنشر بعد ثم معالجتها وإضافتها (كما حدث عند إضافة العنقود النجمي M14). يقول جيليتيك شارحاً: “نعتقد أننا وجدنا تقريباً كل الأجرام السماوية التي تستحق إنشاء صورة لها، وسنبحث مرة أخرى، للتأكد من عدم وجود أهداف أخرى يمكن التقاط صور لها وإضافتها إلى الفهرس”.

 لم تكتمل عملية البحث عن الأجرام السماوية بعد، إذ يعرض فهرس هابل ميسييه الجديد حالياً صوراً لـ 84 جرماً سماوياً من أصل 110 أجرام مدرجة في فهرس ميسييه الأصلي، ويضع هذه الصور على خريطة تفاعلية، ويعود سبب عدم اكتمال الفهرس جزئياً إلى الطريقة التي اتبعها أعضاء فريق هابل في بنائه. فهم لا يلتقطون صوراً جديدة عشوائية للأجرام السماوية لمجرد إضافتها إلى الفهرس الجديد؛ بل ينتظرون عرض مقترح علمي محدد يتضمن أهدافاً معينة ثم يلتقطون الصور اللازمة لهذه الأهداف ويضيفونها إلى الفهرس. كما يبحث الفريق في أرشيف الصور التي التقطها تلسكوب هابل للعثور على الصور المناسبة التي لم تُنشر بعد ثم معالجتها وإضافتها (كما حدث عند إضافة العنقود النجمي M14). يقول جيليتيك شارحاً: "نعتقد أننا وجدنا تقريباً كل الأجرام السماوية التي تستحق إنشاء صورة لها، وسنبحث مرة أخرى، للتأكد من عدم وجود أهداف أخرى يمكن التقاط صور لها وإضافتها إلى الفهرس".صورة مركّبة رائعة التقطها تلسكوب هابل تُظهر جرم ميسييه 104 (M104)، المعروف أيضاً باسم مجرة سومبريرو (Sombrero). السمة المميزة للمجرة ذات الحافة هي وجود نواة بيضاء لامعة، منتفخة، محاطة بحزام غباري كثيف يشكّل الهيكل الحلزوني للمجرة. ويُعتقد أن نواة جرم ميسييه (M104) تحتوي على ثقب أسود ضخم. وكالة ناسا وفريق مشروع إرث تلسكوب هابل (معهد مراصد علوم الفضاء/ رابطة الجامعات لأبحاث علم الفلك)
لم تكتمل عملية البحث عن الأجرام السماوية بعد، إذ يعرض فهرس هابل ميسييه الجديد حالياً صوراً لـ 84 جرماً سماوياً من أصل 110 أجرام مدرجة في فهرس ميسييه الأصلي، ويضع هذه الصور على خريطة تفاعلية، ويعود سبب عدم اكتمال الفهرس جزئياً إلى الطريقة التي اتبعها أعضاء فريق هابل في بنائه. فهم لا يلتقطون صوراً جديدة عشوائية للأجرام السماوية لمجرد إضافتها إلى الفهرس الجديد؛ بل ينتظرون عرض مقترح علمي محدد يتضمن أهدافاً معينة ثم يلتقطون الصور اللازمة لهذه الأهداف ويضيفونها إلى الفهرس. كما يبحث الفريق في أرشيف الصور التي التقطها تلسكوب هابل للعثور على الصور المناسبة التي لم تُنشر بعد ثم معالجتها وإضافتها (كما حدث عند إضافة العنقود النجمي M14). يقول جيليتيك شارحاً: “نعتقد أننا وجدنا تقريباً كل الأجرام السماوية التي تستحق إنشاء صورة لها، وسنبحث مرة أخرى، للتأكد من عدم وجود أهداف أخرى يمكن التقاط صور لها وإضافتها إلى الفهرس”.صورة مركّبة رائعة التقطها تلسكوب هابل تُظهر جرم ميسييه 104 (M104)، المعروف أيضاً باسم مجرة سومبريرو (Sombrero). السمة المميزة للمجرة ذات الحافة هي وجود نواة بيضاء لامعة، منتفخة، محاطة بحزام غباري كثيف يشكّل الهيكل الحلزوني للمجرة. ويُعتقد أن نواة جرم ميسييه (M104) تحتوي على ثقب أسود ضخم. وكالة ناسا وفريق مشروع إرث تلسكوب هابل (معهد مراصد علوم الفضاء/ رابطة الجامعات لأبحاث علم الفلك)

ماراثون ميسييه

شارك فريق تلسكوب هابل صورة جرم ميسييه 14 (M14) في 19 مارس/ آذار كجزء مما يسمى ماراثون ميسييه (Messier Marathon)، وهو محاولة علماء الفلك الهواة لمراقبة جميع الأجرام الـ 110 في إطار زمني قصير، إذ تعتبر ظروف مشاهدة الأجرام السماوية في مارس/ آذار وأوائل أبريل/ نيسان مواتية بصورة خاصة لماراثون ميسييه لإمكانية رؤية كل الأجرام في ليلة واحدة في فترة الاعتدال الربيعي. يقول جيليتيك: “إذا تمكنتَ من رؤية جميع الأجرام الـ 110، بغض النظر عن المدة التي يستغرقها ذلك، فستصبح عضواً في نادي ميسييه الرسمي وتحصل على شهادة ورقم تعريف شخصي”.

وبالنسبة لسكان نصف الكرة الجنوبي، يتضمن الموقع الإلكتروني لتلسكوب هابل التابع لوكالة ناسا أيضاً صوراً من فهرس كالدويل (Caldwell Catalog)، وهو مجموعة تتألف من 109 أجرام مرئية جمعها عالم الفلك الهاوي الإنجليزي باتريك مور (Patrick Moore) في الثمانينيات كفهرس موازٍ لفهرس ميسييه.

اقرأ أيضاً: تلسكوب هابل يلتقط صوراً لخسوف القمر: ماذا يعني ذلك لعلم الفلك؟

يقول كاربنتر: “لا يزال علماء الفلك المحترفون والهواة وعامّة الناس معجبين بالأجرام السماوية التي تم تصنيفها لأول مرة منذ أكثر من 200 عام، وهذا يوضح تقدّم العلم بمرور الوقت. في كل مرة نبني فيها تلسكوباً جديداً على الأرض أو في الفضاء، أكبر حجماً من التلسكوبات السابقة أو أكثر حساسية لألوان الضوء المختلفة، فإننا نصنع اكتشافات جديدة ورائعة”. وحتى بعد سنوات من عمله في هذا المجال، لا تزال قدرة التلسكوبات على الكشف عن أشياء جديدة في الكون تدهشه. يقول كاربنتر: “إنها مدهشة حقاً، ليس فقط من الناحية العلمية؛ بل أيضاً من الناحية الجمالية للكون. لذلك، أعتقد أن التلسكوب هو في الحقيقة أداة فنية لتصوير الجمال بقدر ما هو أداة لجمع البيانات العلمية وتفسيرها”.