أصدرت وكالة ناسا في نهاية عام 2023 صوراً جديدة لقمر المشتري الجليدي البركاني آيو. حلّقت المركبة الفضائية جونو على بعد يبلغ نحو 1,496 كيلومتراً من هذا القمر في 30 ديسمبر/كانون الأول 2023، والتقطت صوراً تبين أن هذا القمر متقلب ومليء بالحفر.
صور جديدة للقمر آيو
التقطت أداة جونو كام (JunoCam) الصور الجديدة للقمر آيو. وتبين هذه الصور كرة حمراء اللون مرقّطة بالبراكين الرمادية العملاقة. يُعد القمر آيو الجرم السماوي الذي يتمتع بالنشاط البركاني الأكبر في المجموعة الشمسية. للمقارنة، تشهد الأرض نحو 50 ثوراناً بركانياً سنوياً، وقد يبلغ النشاط البركاني للقمر آيو 100 ضعف من نظيره للأرض. جاذبية كوكب المشتري هي السبب الرئيسي للنشاط البركاني في آيو.
اقرأ أيضاً: ما التأثير الذي قد يُحدِثه البشر في القمر بسبب رحلاتهم إليه؟
تتسبب هذه الجاذبية، بالإضافة إلى التأثيرات الثقالية لأقمار المشتري العملاقة الأخرى مثل غانيميد وأوروبا وكاليستو، بزيادة شدّة ظاهرة التسخين المدّي الاحتكاكي في القمر آيو. تستغرق دورة واحدة لهذا القمر حول كوكب المشتري نحو 42 ساعة، ومن المرجح أن الحرارة الهائلة المتولدة في أثناء دورانه تسببت بتشكيل محيط من الحمم تحت سطحه، ما يؤدي إلى تأجيج الثورانات البركانية.
أقرب تحليق حول آيو
وفقاً لوكالة ناسا، كان هذا أقرب تحليق حول القمر آيو منذ أن أجرت مركبة غاليليو رحلة مشابهة في أكتوبر/تشرين الأول 2001. أُطلقت مركبة جونو في عام 2011، ودخلت مدار كوكب المشتري أول مرة في عام 2016. هذه المركبة هي أول مركبة مستكشفة ترصد مناطق أخفض من السحب الكثيفة لكوكب المشتري؛ إذ تتمثّل مهمتها في دراسة أكبر كوكب في المجموعة الشمسية ومنشأ المجموعة الشمسية ككل. رصد القائمون على مهمة جونو النشاط البركاني للقمر آيو من مسافات تتراوح بين 11 ألف كيلومتر و100 ألف كيلومتر تقريباً. يأمل هؤلاء أن تساعدهم المعلومات التي جُمعت في عملية التحليق التي أجريت في شهر ديسمبر/كانون الأول 2023 والأرصاد الأخرى التي أجريت ضمن المهمة على تعلّم المزيد عن هذه البراكين الشديدة.
قال الباحث الرئيسي في مهمة جونو من معهد الأبحاث الجنوبي الغربي، سكوت بولتون، في بيان صحفي: "نسعى لتحديد عدد الثورانات ومدى سطوعها وسخونتها، وكيف يتغير شكل تدفق الحمم البركانية والعلاقة بين النشاط البركاني في القمر آيو وتدفق الجسيمات المشحونة في الغلاف المغناطيسي لكوكب المشتري".
اقرأ أيضاً: العلماء يرصدون كوكباً هائل الكتلة قد يجبرهم على تعديل نظرياتهم
من المقرر إجراء تحليق قريب آخر من القمر آيو في 3 فبراير/شباط 2024؛ إذ ستطير مركبة جونو على بعد نحو 1,496 كيلومتراً من سطح القمر مجدداً. أجرت المركبة الفضائية أيضاً عمليات تحليق قريبة من قمري المشتري غانيميد وأوروبا.
قال بولتون: "سنتمكن باستخدام المعلومات التي جمعتها مركبة جونو في التحليق الأخير وتلك التي ستجمعها في التحليق المقبل من كشف سبب النشاط البركاني الكبير للقمر آيو، وإن كان هناك محيط من الحمم تحت قشرته، وأهمية قوى المد والجزر التي يولّدها كوكب المشتري فيه، التي تتسبب بضغط لا هوادة فيه في هذا القمر".
ستجري مركبة جونو ابتداءً من شهر أبريل/نيسان 2024 سلسلة من تجارب الاحتجاب التي تعتمد على أداة باسم تجربة علوم الجاذبية لسبر التركيب الكيميائي للغلاف الجوي العلوي لكوكب المشتري. يفترض أن تزوّد دراسة المواد التي يتألف منها هذا الجزء من الغلاف الجوي للكوكب علماء الفلك ببيانات بالغة الأهمية عن شكل المشتري وبنيته الداخلية. من المخطط إنهاء مهمة جونو في أواخر عام 2025.