ينطلق اليوم 21 مايو/ أيار 2023، رائدا الفضاء السعوديان ريانة برناوي وعلي القرني نحو محطة الفضاء الدولية مع طاقم Ax-2، ليكونا أول رائدي فضاء سعوديين يذهبان إلى المحطة بهدف إجراء العديد من الأبحاث العلمية.
المهمة Ax-2
ينطلق رائدا الفضاء ريانة برناوي وعلي القرني رفقة رائدة الفضاء السابقة في وكالة ناسا الأميركية «بيجي ويتسون»، و«جون شوفنر»، لينضموا إلى رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، الذي بدأ مهمته التي تستغرق ستة أشهر في 3 مارس/ آذار، على متن محطة الفضاء الدولية.
سينطلق طاقم الرحلة Ax-2 على متن مركبة سبيس إكس دراغون، إلى محطة الفضاء الدولية من مجمع الإطلاق 39A في مركز كينيدي للفضاء التابع لناسا في فلوريدا، وسيحمل المركبة صاروخ سبيس إكس فالكون 9. سيقضي رواد الفضاء 10 أيام على متن المحطة الفضائية المدارية.
تعاون في برنامج المهمة العديد من الجهات في مقدمتها وزارة الدفاع، ووزارة الرياضة، وهيئة الطيران المدني، ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، بالإضافة إلى شركة «أكسيوم سبيس» المختصة في رحلات الفضاء المأهولة، وتطوير البنى التحتية الفضائية في الولايات المتحدة الأميركية.
أجرى الرواد تدريب محاكاة لـ 12 يوماً في الفضاء في المهمات التناظرية لأبحاث الاستكشاف البشري (HERA)، وهو برنامج تدريبي مصمم لدفع الناس إلى أقصى الحدود. وعملوا على إكمال المهام في الوقت المناسب والتدريب على المعدات والإجراءات التي سيستخدمونها في المهمة.
يُذكر أن برنامج التدريب شمل تدريب رائدة ورائد فضاء آخرين على جميع متطلبات المهمة وهما «مريم فردوس وعلي الغامدي».
اقرأ أيضاً: تعرّف إلى سلطان النيادي في أول مهمة فضائية طويلة الأمد لرائد فضاء عربي
الهدف من المهمة Ax-2
سيقضي رائدا الفضاء 10 أيام على متن المختبر المداري لتنفيذ مهمة كاملة تتضمن أبحاثاً علمية وتوعوية وأنشطة تجارية.
سيجري الطاقم 14 تجربة علمية، تتضمن 11 تجربة بحثية علمية رائدة في الجاذبية الصغرى، إضافة إلى إجراء ثلاث تجارب تعليمية توعوية.
بحسب الهيئة السعودية للفضاء تتضمن التجارب بشكلٍ أساسي:
الأمطار الصناعية
إنتاج الأمطار الصناعية في الجاذبية الصغرى التي ستساعد على ابتكار طرق جديدة لتوفير الظروف الملائمة للبشر للعيش في مستعمرات فضائية على سطح القمر والمريخ، كما ستسهم التجربة في تحسين فهم الباحثين لتكنولوجيا الاستمطار ما سيسهم في زيادة معدلات الأمطار في العديد من الدول.
آثار البقاء في الفضاء على صحة الدماغ
إجراء 6 تجارب لمعرفة مدى التكيّف البشري في رحلات الفضاء، وفهم تأثيرات البقاء في الفضاء على صحة الإنسان، وبالأخص صحة الدماغ. تتضمن التجارب أيضاً اختبار وظائف الأعضاء والأجهزة الحيوية للإنسان في الجاذبية الصغرى، مثل قياس تدفق الدم إلى الدماغ، وتقييم الضغط داخل الجمجمة، والنشاط الكهربائي للدماغ، ومراقبة التغيرات في العصب البصري، ما يساعد على جعل الرحلات الفضائية أكثر أماناً للإنسان في المستقبل، بالإضافة إلى أخذ عينات الدم والعينات الحيوية لفحص المؤشرات الحيوية المرتبطة برحلات الفضاء، ورسم خريطة التغيرات في الطول والبنية والتخلق الوراثي للجينات.
الاستجابة الالتهابية
إجراء تجارب للتحقيق في الاستجابة الالتهابية للخلايا المناعية البشرية في الجاذبية الصغرى، ودراسة التغيرات في عمر الحمض الريبي النووي المرسال خلال عملية الالتهاب باستخدام نموذج خلايا مناعية لمحاكاة استجابة الالتهاب للعلاج الدوائي، بالإضافة إلى أخذ عينات من الحمض الريبي النووي لتحليلها على الأرض، بهدف فهم أفضل لصحة الإنسان خلال وجوده في الفضاء والكشف عن المؤشرات الحيوية أو العلاجات المحتملة للأمراض الالتهابية في الفضاء والأرض.
اقرأ أيضاً: لماذا تعد محطة الفضاء الدولية مكاناً مثالياً لإجراء التجارب العلمية؟
إشراك الطلاب
سيجري الرواد أيضاً تجارب علمية تعليمية بهدف إشراك 12 ألف طالب سعودي في التجارب العلمية على متن محطة الفضاء الدولية، لتعزيز الوعي المعرفي بمعلوم الفضاء وإسهامه في تحسين جودة الحياة على الأرض، مع مقارنة التجارب في الأرض، وتواصل الطلاب مع رواد الفضاء السعوديين مباشرة وإجراء التجارب معاً.
أهمية هذا الإنجاز
تكمن أهمية إرسال رائدي الفضاء السعوديين إلى محطة الفضاء الدولية وتجاربهما في تعزيز مكانة المملكة عالمياً في مجال استكشاف الفضاء، وخدمة البشرية.
وسيدعم مراكز البحث السعودية وسيكون له تأثير علمي على استكشاف الفضاء في المستقبل، بالإضافة إلى تعزيز الوعي المعرفي بعلوم الفضاء وإسهامه في تحسين جودة الحياة على الأرض.
ستصبح السعودية واحدةً من الدول القليلة التي سيكون لديها أكثر من رائد فضاء في وقتٍ واحد على متن محطة الفضاء الدولية.
اقرأ أيضاً: من راشد1 إلى راشد2: الإمارات تبني على التجربة كخطوة نحو النجاح
مَن هما علي القرني وريانة برناوي؟
علي القرني
سيكون علي القرني أخصائي مهمة في الرحلة، لديه خبرة تزيد على 12 عاماً في الطيران مع 2387 ساعة طيران، وهو طيار مقاتل في سلاح الجو الملكي السعودي.
أثار اهتمامه في الفضاء زيارة سابقة إلى مركز جونسون للفضاء التابع لناسا أثناء تدريبه مع القوات الجوية الأميركية عضواً في سلاح الجو الملكي السعودي.
ويعد ثاني رائد فضاء سعودي وأحد رواد الفضاء السعوديين الأوائل الذين يزورون محطة الفضاء الدولية.
يحمل القرني درجة البكالوريوس في علوم الطيران من أكاديمية الملك فيصل الجوية بالرياض بالمملكة العربية السعودية.
ريانة برناوي
ستكون ريانة برناوي أخصائية مهمة أيضاً في الرحلة، وهي باحثة في الطب الحيوي، لديها خبرة في أبحاث الخلايا الجذعية السرطانية لأكثر من 10 أعوام، وستدخل التاريخ كأول رائدة فضاء سعودية تذهب إلى الفضاء وواحدة من أوائل رواد الفضاء السعوديين الذين يزورون محطة الفضاء الدولية. ستركّز خلال المهمة على أبحاث الخلايا الجذعية وسرطان الثدي.
اقرأ أيضاً: القصة الملهمة لرائدة الفضاء العربية الأولى نورا المطروشي
تحمل درجات متعددة في العلوم الطبية الحيوية. حاصلة على ماجستير في العلوم الطبية الحيوية من جامعة الفيصل في المملكة العربية السعودية، وبكالوريوس في العلوم الطبية الحيوية من جامعة أوتاجو في نيوزيلندا.