اكتشاف نوع جديد من الضفادع قد يعلمنا كيفية حماية الأجنة من الأمراض

2 دقيقة
العلماء يكتشفون أصغر نوع من الضفادع ذات الأنياب
يساوي وزن هذا النوع الجديد الصغير من الضفادع ذات الأنياب وزن عملة العشرة سنتات تقريباً، ولكنه يستخدم أنيابه الصغيرة لأكل الكائنات الحية ذات القشور. شون رايلي
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تشتهر الضفادع بألسنتها اللزجة التي تشبه السياط ونتوءاتها الجلدية المتكتّلة وجلدها السام الملون الذي يغطي بعض أنواعها. لكن تتمتع إحدى مجموعات الضفادع التي تعيش في جنوب شرق آسيا بسمة مميزة أخرى، وهي الأنياب. اكتشف العلماء مؤخراً نوعاً جديداً من الضفادع ذات الأنياب تستخدم أنيابها العظمية التي تبرز من عظم الفك السفلي لقتال الضفادع الأخرى ومطاردة الفرائس ذات القشور والأصداف مثل مئويات الأرجل العملاقة والسرطانات.

هذا النوع الجديد، الذي يحمل اسم ليمنونكتيس فيلوفوليا (Limnonectes phyllofolia)، أو الضفادع ورقية الأعشاش، هو أصغر نوع معروف من الضفادع ذات الأنياب، ووُصف في دراسة نشرت بتاريخ 20 ديسمبر/كانون الأول 2023 في مجلة بلوس ون (PLOS ONE).

نوع صغير من الضفادع ذات الأنياب

قال عالم البيولوجيا والمؤلف المشارك للدراسة، جيف فريدريك، في بيان صحفي: “هذا النوع الجديد صغير جداً مقارنة بالضفادع ذات الأنياب الأخرى التي تعيش في الجزيرة التي اكتُشف فيها؛ إذ يساوي حجمه حجم عملة الربع دولار. يعد العديد من ضفادع هذا الجنس عملاقاً، ويصل وزنه إلى نحو كيلوغرام واحد. ويصل وزن الضفادع المكتشفة حديثاً إلى وزن عملة العشرة سنتات بالحد الأقصى”. فريدريك هو باحث ما بعد الدكتوراة في متحف فيلد في شيكاغو، وأجرى هذا البحث بصفته مرشحاً لنيل شهادة الدكتوراة في جامعة كاليفورنيا في بيركلي.

اكتُشف النوع الجديد من الضفادع في جزيرة سولاويسي الجبلية في إندونيسيا، وهي جزيرة كبيرة تبلغ مساحتها نحو 186 ألف كيلومتر مربع وتحتوي على شبكة كبيرة من البراكين والجبال والغابات المطيرة المنخفضة والغابات السحابية في الجبال.

قال فريدريك: “وجود هذه المواطن المختلفة يعني أن النباتات والحيوانات المتعددة التي تعيش في هذه الجزيرة تتمتّع بتنوع بيولوجي هائل يضاهي نظيره في مناطق مثل الأمازون”.

لاحظ أعضاء فريق بحثي أميركي-إندونيسي يختص في مجال البرمائيات والزواحف وجود شيء مفاجئ على أوراق شتلات الأشجار والصخور المغطاة بالحزازيات في الغابة، وهو بيض الضفادع.

مجموعة من بيوض ضفادع ليمنونكتيس فيلوفوليا على ورقة حقوق الصورة: شون رايلي
مجموعة من بيوض ضفادع ليمنونكتيس فيلوفوليا على ورقة حقوق الصورة: شون رايلي

تضع الضفادع بيوضاً مغطاة بمادة هلامية بدلاً من القشرة الصلبة الواقية التي تغلف بيوض الطيور. وتضع أغلبية أنواع البرمائيات بيوضها في الماء لوقايتها من الجفاف. لكن ضفادع ليمنونكتيس فيلوفوليا تضع كتل بيوضها على الأوراق والصخور المغطاة بالحزازيات على البر. بدأ الفريق برؤية هذه الضفادع البنيّة الصغيرة بعد العثور على أعشاشها.

اقرأ أيضاً: اكتشاف حفرية جديدة للضفادع الثعبانية يمكن أن تسد بعض الفجوات التطورية للبرمائيات

ضفادع ذات أنياب

يقول فريدريك: “عندما نبحث عن الضفادع، فإننا نبحث عادة في حواف ضفاف الأنهار أو ندخل الجداول لمراقبتها مباشرة في الماء. لكن بعد مراقبة الأعشاش على نحو متكرر، بدأنا نعثر على ضفادع تجلس على أوراق الشجر وتحيط أعشاشها الصغيرة بأجسامها”.

يتيح التلامس المباشر بالبيوض للضفادع إكساء هذه البيوض بالمركّبات الضرورية التي تحافظ على ترطيبها وتحميها من التلوث البكتيري والفطري. لذلك، سميت هذه الضفادع باسمها الذي يعني “المعشِّش في الأوراق”.

تنتمي الضفادع الصغيرة التي وضعت هذه البيوض على أوراق الشجر والصخور إلى عائلة الضفادع ذات الأنياب. وذكور الضفادع هم من كانوا يعتنون بالأعشاش التي اكتشفها الفريق. وفقاً لفريدريك، سلوك حماية البيوض ليس شائعاً بين ذكور الضفادع، ولكنه مألوف في الوقت نفسه. ويفترض الفريق أن السلوكيات التكاثريّة غير العادية لهذه الضفادع قد ترتبط بصغر أنيابها. في حين أن بعض أقارب هذه الضفادع يتمتّع بأنياب أكبر تساعد على الدفاع عن النفس، من المحتمل أن ضفادع ليمنونكتيس فيلوفوليا اكتسبت سمات تتيح لها وضع بيوضها بعيداً عن الماء وفقدت الحاجة إلى الأنياب الكبيرة.

اقرأ أيضاً: اكتشاف نوع جديد من الضفادع له أنف في الأمازون

يقول فريدريك: “من المذهل أننا نكتشف أنماطاً تكاثرية جديدة ومتنوعة في كل رحلة استكشافية نجريها إلى جزيرة سولاويسي. تؤكد النتائج التي توصلنا إليها أيضاً أهمية الحفاظ على هذه المواطن الاستوائية المميزة للغاية. تعد أغلبية الحيوانات التي تعيش في المناطق مثل جزيرة سولاويسي فريدة من نوعها جداً، ويمثّل تدمير المواطن مشكلة كبيرة متعلقة بالحفاظ على البيئة يساعد حلها على الحفاظ على التنوع البيولوجي الفائق الذي تتمتّع به الأنواع التي تعيش هناك. يساعد تعلّم المزيد عن الحيوانات التي لا توجد في أي مكان آخر في العالم، مثل هذه الضفادع المكتشفة حديثاً، على تأكيد ضرورة حماية هذه الأنظمة البيئية القيّمة”.