ربما حان الوقت ليتنحّى قرش الميغالودون عن عرشه لصالح نوع جديد من الحيوانات البحرية القديمة. فقد اكتشف العلماء نوعاً جديداً من الديناصورات قد يكون أيضاً سبّاحاً ماهراً يتمتّع بقدرة على الغطس تشبه قدرة البط.
يحمل النوع الجديد اسم ناتوفيناتور بوليدونتوس (Natovenator polydontus)، وهو ينتمي إلى مجموعة من وحشيات الأرجل التي امتلكت 3 أصابع في كل قدم و3 مخالب في كل طرف من أطرافها. عاش هذا النوع في الفترة ما بين 145 و66 مليون سنة مضت في منغوليا خلال العصر الطباشيري المتأخر. تم وصف هذا الاكتشاف الجديد في دراسة نُشرت بتاريخ 1 ديسمبر/ كانون الأول 2022 في مجلة كوميونيكيشنز بايولوجي، ويعني الاسم ناتوفيناتور بوليدونتوس "الصياد السبّاح متعدد الأسنان".
اقرأ أيضاً: اكتشاف أحفورة سليمة لجنين ديناصور كان يتهيأ للفقس على طريقة الطيور
نوع جديد من الديناصورات يشبه الطيور السباحة
يتمثل أحد أوجه التشابه بين هذا النوع الجديد والطيور الحديثة التي تتمتع بالقدرة على الغطس في أضلاعه الانسيابية.
كتب المؤلفون في الدراسة: "في حين أنه من المعروف أن الطيور الغواصة تمتلك أجساماً انسيابية، لم يتم توثيق وجود أي نوع من الديناصورات يمتلك جسماً انسيابياً من قبل، فيما عدا الطيور بالطبع"، وأضافوا: "يشير شكل جسم الديناصور ناتوفيناتور إلى أنه كان مفترساً وسبّاحاً ماهراً، وإلى أن جسمه الانسيابي تطور بشكل مستقل في سلالات منفصلة عن الديناصورات وحشية الأرجل".
تشبه العينة التي فحصها الباحثون من جامعة سيول الوطنية وجامعة ألبيرتا والأكاديمية المنغولية للعلوم في هذه الدراسة عظام ديناصور آخر تم اكتشافه في منغوليا ويحمل اسم هالشكارابتور (Halszkaraptor). يعتقد العلماء أن هالشكارابتور كان ديناصوراً شبه مائي على الأرجح، وتعتبر عينة ناتوفيناتور الجديدة مكتملة أكثر من عينة هالشكارابتور، ما يسهّل على العلماء ملاحظة الشكل الانسيابي لجسم الديناصور ناتوفيناتور.
يعتبر هذا النوع الجديد ابن عم الفيلوسيرابتور الشهير، ولكنه يتمتع بانسيابية أكبر وفكين طويلين وأسنان صغيرة. تم اكتشاف العينة الجديدة في موقع في صحراء غوبي يحمل اسم هيرمن تساف (أو كيرمن تساف)، وهي منطقة تشتهر بأنها تحتوي على العديد من عينات الديناصورات.
اقرأ أيضاً: هل كانت الديناصورات أنواعاً اجتماعية؟
قال عالم الحفريات والأستاذ في جامعة كوين ماري في لندن، ديفيد هون (David Hone)، لشبكة سي إن إن الإخبارية إنه من الصعب تصنيف النوع الجديد بدقة على أنه حيوان يعيش على اليابسة أو في الماء. مع ذلك، قال هون، والذي شارك في عملية مراجعة الأقران التي أجريت على الدراسة الجديدة، إن ذراعي العينة "تبدوان مفيدتين في التحرك في المياه".
كيف كان يسبح الناتوفيناتور؟
وفقاً لهون، يجب أن تتمثل الخطوات التالية التي تهدف لفهم الطريقة التي تحرّك وفقها هذا النوع الجديد بالضبط في إنشاء النماذج لشكل جسمه. يفترض أن نجد الإجابات عن أسئلة مثل "هل كان هذا الديناصور يجدّف بأقدامه مثل الكلاب؟ وما سرعة سباحته؟"، حسب تعبير هون. يجب على الأبحاث المستقبلية دراسة البيئة التي عاش فيها هذا الديناصور أيضاً. قال هون: "هناك سؤال مهم على العلماء أن يجيبوا عنه، وهو 'إذا وُجد ديناصور سبّاح في الصحراء، فما الوسط الذي كان يسبح فيه؟"،
اقرأ أيضاً: هكذا كانت رحلة بعض الديناصورات في السماء
وأضاف: "سيكون من الصعب إيجاد السجل الأحفوري للبحيرات في تلك المنطقة. ولكن عاجلاً أو آجلاً، قد نتمكن من إنجاز ذلك. وعندما نفعل، قد نجد المزيد من أنواع الديناصورات السبّاحة".
بالإضافة إلى الدراسات الميكانيكية الحيوية التي ستختبر كيفية تحرّك ناتوفيناتور والأنواع القريبة وراثياً والتي تعيش في المياه، فإن دراسات الأدلة الجيوكيميائية في أسنان وعظام هذا الديناصور إما ستؤكد الفكرة التي تنص على أنه كان سباحاً ماهراً كما تقترح الدراسة وإما تتحداها.