يتراوح حجم السلاحف من الصغيرة إلى العملاقة، وتعيش على الأرض وفي الماء، والصفة المشتركة بينها جميعاً أنها يمكنها العيش لأعمار طويلة، لكن هذا ليس كل شيء. لدينا 6 حقائق مذهلة عن هذه المخلوقات الرائعة، لم تكن تعرفها غالباً.
1. أنواع السلاحف
يُطلق تسمية سلحفاة (Turtles) على أكثر من 200 نوع من السلاحف، والتي تنتمي جميعها إلى رتبة التستودينات (Testudines)، وهي زواحف مغطاة بصدفة عظمية. ويمكن تصنيفها إلى:
السلاحف البحرية (Aquatic Turtles)
تتميز بالخصائص التالية:
- تعيش في المياه المالحة، ولا تخرج إلى البر إلا عند وضع البيض.
- تمتلك أقداماً مكشوفة وزعانف.
- تكون صدفتها أكثر انسيابية، بما يقلل من مقاومة المياه، ويساعد على السباحة.
- تتبع نظاماً غذائياً لاحماً، مثل قنديل البحر واللافقاريات الصغيرة والإسفنج البحري، إلا أنها قد تتناول أيضاً الأعشاب والطحالب البحرية.
اقرأ أيضاً: عينة أحفورية مهملة تكشف أن أصول السحالي الحديثة أقدم مما نعتقد
السلاحف البرية (Tortoises)
تتميز بما يلي:
- موطنها الصحاري والغابات الاستوائية.
- لها أقدام أمامية مثل المخالب، بينما أقدامها الخلفية مثل قدم الفيل، ما يساعدها على التحرك وتحمل الوزن الثقيل.
- صدفتها أكثر استدارة وأرق.
- نظامها الغذائي نباتي، حيث تعتمد في غذائها على أوراق الأشجار القصيرة، والصبار والأعشاب.
السلاحف النهرية (Terrapins)
يمكن اعتبارها حالة وسطية بين النوعين السابقين، فهي تتميز بما يلي:
- موطنها المياه العذبة، إلا أنها تتحرك على اليابسة أيضاً.
- ليست لديها زعانف، بل تمتلك أقدام السلاحف البرية.
- صدفتها رقيقة لكنها مقببة قليلاً.
- آكلة للحوم، مثل الرخويات والقشريات، بالإضافة إلى الأعشاب والطحالب المائية.
- صغيرة نسبياً، مقارنة بالنوعين السابقين.
اقرأ أيضاً: هل تخفي الزواحف والبرمائيات سر ينبوع الشباب؟
2. أقدم حيوان على سطح الأرض
في جزيرة جنوب المحيط الأطلسي، سجّلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية السلحفاة العملاقة المسماة جوناثان كأقدم حيوان على الأرض، إذ كانت تبلغ من العمر 187 عاماً في 2019، أي أنها عاصرت الحروب العالمية والمجاعات وعصر ما قبل الكهرباء والهواتف والإنترنت والفضاء. في الواقع، يمكن للسلاحف أن تعمر لأكثر من قرن وربما أكثر من ذلك، إلا أننا كبشر، وبسبب عمرنا القصير نسبياً لا نعيش بما يكفي لنحدد ذلك.
وفقاً للباحث لوري نيومان لي، وهو الأستاذ المساعد في علم وظائف الأعضاء في جامعة ولاية أركنساس، فإن السلاحف تعيش طويلاً بسبب هياكل تُعرف بالتيلوميرات. توجد التيلوميرات في نهايات الكروموسومات، وهي خيوط غير مشفرة من الحمض النووي، لحماية الكروموسومات أثناء الانقسام.
بمرور الوقت تصبح هذه التيلوميرات أقصر أو تتحلل، أي تقل قدرتها على حماية الكروموسومات، ما يؤدي إلى مشكلات في الحمض النووي، مثل الأورام وموت الخلايا. ولكن السلاحف تظهر معدلاً أقل لتقصير التيلوميرات مقارنة بالحيوانات ذات العمر القصير. بعبارة أخرى، تعد السلاحف أكثر قدرة على مقاومة الأمراض والأضرار التي تنشأ عن أخطاء تكرار الحمض النووي.
علاوة على ذلك، أشار نيومان لي إلى أن السلاحف العملاقة تتمتع بالقدرة على حماية نفسها من الآثار الطويلة المدى لتلف الخلايا، من خلال تقنية موت الخلايا المبرمج.
اقرأ أيضاً: تعرّف إلى ما يميّز الغيلم جوناثان الذي بلغ من العمر 190 عاماً
3. للسلاحف البحرية جهاز GPS مدمج
تولد السلاحف ولديها القدرة على تحديد مكانها، واستكشاف المحيطات طوال حياتها. فهي تسافر لآلاف الكيلومترات للتغذية والتكاثر، بواسطة نظام ملاحة مدمج GPS. هذا ما توصل إليه فريق من الباحثين في جامعة نورث كارولينا، حيث أشارت الدراسة التي نُشرت في دورية كارنت بيولوجي (Current Biology) إلى أن السلاحف تستطيع تحديد موقعها من خلال تحسس المجال المغناطيسي للأرض بشكلٍ دقيق. وفقاً للباحثين، يتحدد المجال المغناطيسي للأرض بعاملين اثنين هما:
- شدة المجال المغناطيسي: إذ تزداد شدته كلما اقتربنا من أحد القطبين.
- الميل: أي الزاوية التي تتقاطع بها خطوط المجال المغناطيسي مع الأرض.
بالنسبة للسلحفاة البحرية، فهي قادرة على كشف كلا العاملين لتحديد الاتجاهات والوجهة في المحيط.
4. ليست للسلاحف أسنان
لا تملك السلاحف أسناناً بجميع أنواعها. عوضاً عن ذلك، للسلاحف حدود كيراتينية تبطن فكيها. قد تكون مسننة جداً وقاسية بشكلٍ مشابه للأسنان، وبما يمكّنها من التقاط طعامها، إلا أنها تختلف عن الكائنات المفترسة الأخرى، فهي لا تمضغ طعامها، وغير مطالبة بالهجوم والانقضاض عليه.
بشكلٍ عام تختلف قوة وحدة المسننات الكيراتينية في فمها باختلاف نظامها الغذائي. على سبيل المثال، تمتلك السلاحف آكلة اللحوم مسننات وعضات أقوى، بينما تكون أقل قوة وحدة للسلاحف آكلة الأعشاب.
من المهم لفت الانتباه إلى أن الأكياس البلاستيكية تشكّل خطراً كبيراً على السلاحف البحرية، لأنها قد تخلط بينها وبين قناديل البحر، وتبتلعها دون مضغ، ما قد يكون قاتلاً.
5. للسلاحف عظام خارجية
خلافاً للاعتقاد الشائع، ولما تصوره برامج الأطفال، فإن السلاحف لا يمكنها الخروج من قوقعتها أو نزعها، لأنها في الواقع امتداد للهيكل العظمي موجود على الجزء الخارجي من الجسم بدلاً من الداخل.
يندمج العمود الفقري والقفص الصدري في الدرع العلوي مشكلاً دعامة لحماية أعضاء مهمة مثل الرئتين والقلب. بالإضافة إلى ذلك، تحمي القوقعة السلحفاة من المفترسين، مثل الراكون والثعالب، إذ يمكن للسلحفاة أن تسحب نفسها لداخل القوقعة، وتغلقها بإحكام شديد بعضلات جسدها، لذا لا تحاول إجبارها على الخروج لأنك قد تلحق بها ضرراً. ولكن وعلى الرغم من أن السلاحف تولد بأصدافها، فإنها تكون أكثر ليونة بعد الفقس مباشرة، ما يجعل افتراسها سهلاً. وبمرور الوقت فإنها تزداد قوة وصلابة.
ومن الجدير ذكره، أن القوقعة تحتوي على نهايات عصبية، أي أنها ستشعر بلمستك، كما أن أي خدش أو كسر تتعرض له قد يكون مؤلماً جداً بالنسبة لها، بل حتى إنه قد يودي بحياتها. أي بدون صدفة، ستكون السلاحف مثل حيوان بلا جلد.
اقرأ أيضاً: اكتشاف حفرية سلحفاة تزن أكثر من ثلاثة أطنان
6. السلاحف مهددة بالانقراض
من بين أكثر من 360 نوعاً من السلاحف البرية والبحرية فإن هناك نحو 187 نوعاً مهدداً بالانقراض، وفقاً لمعايير القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN Red List criteria)، وهذا ما أشارت إليه الدراسة المنشورة في دورية كارنت بيولوجي (Current Biology). ومن بين الأنواع المدروسة، يوجد نحو 127 نوعاً معرضاً للخطر الشديد، أي يمكن أن تنقرض خلال هذا القرن.
وفقاً للدراسة، تشمل التهديدات:
- تجارة الحيوانات الأليفة.
- الاستهلاك المفرط للأغذية والأدوية.
- فقدان الموائل، بفعل التلوث وتغيّر المناخ.
اقرأ أيضاً: هل كان هذا الديناصور المكتشف حديثاً سبّاحاً ماهراً؟
إذاً، قد لا تتمكن هذه المخلوقات المذهلة والموجودة على الأرض منذ أكثر من 150 مليون سنة، أي من قبل انقراض الديناصورات، من النجاة من التهديد الأخطر لوجودها، وهو الإنسان. فإذا لم نتخذ إجراءات صارمة لحماية أنواعها، سنكون أمام كارثة بيئية حقيقية.