دراسة جديدة: تفاعل البشر مع الدلافين يُعرّضها للخطر فكيف نفعل ذلك بطريقة صحيحة؟

2 دقيقة
هل يعرّض منح الطعام للدلافين هذه الحيوانات للخطر؟
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

المياه الزرقاء المتلألئة في خليج ساراسوتا قبالة الساحل الغربي لولاية فلوريدا الأميركية هي مكان معروف لركوب القوارب وصيد الأسماك. هذا الخليج هو أيضاً موطن يأوي جماعة من الدلافين البرية القارورية الأنف على مدار العام، التي يدرس العلماء حياتها اليومية منذ سبعينيات القرن الماضي. بيّنت أبحاث هؤلاء العلماء أن عدّة أجيال من هذه الدلافين تعلّمت التقرّب من البشر وقواربهم للحصول على الغذاء بسهولة. يمكن أن يؤدي هذا السلوك إلى تفاعلات بين البشر والدلافين تستحق النشر على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن له عواقب وخيمة على الدلافين.

تأثير التفاعل مع البشر على الدلافين

أكدت دراسة حديثة فحص فيها الباحثون بيانات جُمعت خلال 28 عاماً القول المأثور القديم، “كل شيء له ثمنه”. اكتشف العلماء أن عدد الدلافين التي تنجبها الإناث اللواتي يتفاعلن مع ركاب القوارب يبلغ ضعفاً من عدد الدلافين التي تنجبها الإناث اللواتي يتجنّبن البشر. لكن صغار الدلافين هؤلاء أكثر عرضة للوفاة قبل سن البلوغ بتسع مرات. يمثّل معدّل الوفيات المرتفع هذا مشكلة بالنسبة لجماعة الدلافين ككل.

اقرأ أيضاً: كيف توجّه الحيوانات مثل الدلافين والخفافيش نفسها باستخدام الصوت؟

وصغار الدلافين ليسوا الوحيدين الذين يموتون في سن مبكّرة. تقول عالمة البيولوجيا البحرية التي قادت الدراسة الجديدة التي أجرتها جمعية شيكاغو لعلم الحيوان، التي تدير برنامج ساراسوتا لأبحاث الدلافين منذ عام 1989، كايلي ديماجيو: “التفاعلات المرتبطة بالصيد الترفيهي هي السبب الأهم للوفيات في خليج ساراسوتا”.

إطعام الدلافين في الولايات المتحدة غير قانوني، وذلك بموجب قانون حماية الثدييات البحرية التشريعي لعام 1972. مع ذلك، يمنح الكثيرون الطعام لهذه الحيوانات. تقول ديماجيو: “نحن نُكيّف الدلافين لتقضي وقتاً أطول مع البشر بمجرد وجودنا بالقرب منها، على الرغم من أننا قد لا نفعل ذلك عن قصد”. يزيد هذا التقارب خطر اصطدام الدلافين بالقوارب، كما يزيد خطر أن تعلق بخيوط صنارات الصيد أو خطّافاتها التي تحتوي على الطعوم.

الدلافين هي حيوانات ذكية واجتماعية، وهي تداعب البشر لتحقيق مصالحها الخاصة. يساعد الحصول على الأسماك من البشر بدلاً من الصيد إناث الدلافين على توفير الوقت والطاقة، وهما موردان يمكن أن تستفيد منهما الإناث في التكاثر بدلاً من استهلاكهما في الصيد. ليس غريباً أن تتمكّن الدلافين التي تتغذّى على الطعوم وتلتقط الأسماك من خيوط صنارات الصيد من إنجاب عدد أكبر من الدلافين الصغيرة.

اقرأ أيضاً: لماذا تتحمل الدلافين الطعم الحار؟

انعكاس سلبي على سلوك الحيوانات

مع ذلك، بيّنت الدراسات التي أجريت على الحيوانات الأخرى حول العالم، مثل السلاحف البحرية الخضراء في جزر البهاما، أن الحيوانات التي تعتمد على مساعدة البشر تتوقف عن البحث عن الطعام. ينطبق ذلك على دلافين خليج ساراسوتا، وهو سلوك تعلّمه هذه الدلافين لصغارها. تقول ديماجيو إن الدلافين التي اقتربت من القوارب خلال فترة تغطّي 4 أجيال تنتمي إلى سلالة واحدة. هذا السلوك أخطر بالنسبة لصغار الدلافين؛ إذ يمكن أن تموت هذه الدلافين بسبب الاصطدام بالقوارب أو بسبب معدات الصيد في أثناء محاولتها البقاء بالقرب من أمهاتها.

تقول ديماجيو إن فقدان عدد من الصغار خلال فترة قصيرة يتسبب على الأرجح باضطراب عاطفي لدى إناث الدلافين. وبمرور الوقت، يمكن أن يؤدي كل من الإجهاد الذي تعانيه إناث الدلافين ووفاة عدد كبير من الصغار إلى انخفاض أعداد هذه الحيوانات.

يقول عالم البيولوجيا البحرية في جامعة ديوك في ولاية كارولاينا الشمالية، أندرو ريد، الذي يدرس آثار الأنشطة البشرية في جماعات الحيوانات البحرية ولم يشارك في الدراسة الجديدة: “يؤثّر البشر في حياة هذه الحيوانات التي تعيش في البيئات الحضرية مثل ساراسوتا بطريقة معقدة جداً”. يضيف ريد قائلاً إن احتمال تفاعل الدلافين التي تعيش في البيئات الحضرية مع البشر يزداد بازدياد ندرة فرائسها، كما حدث خلال أحداث المد الأحمر السامة.

اقرأ أيضاً: الباحثون يكتشفون نوعاً جديداً من الحيتان المنقرضة العملاقة

تقول ديماجيو إن منع الدلافين من التفاعل مع البشر غير ممكن، ولكن ما يمكننا فعله هو تعليم البشر أن يتفاعلوا مع الحيوانات البرية ويستمتعوا بمشاهدتها عن بُعد.

والأهم من ذلك هو أنه يجب أن نتوقّف عن إطعام هذه الحيوانات.