دراسة جديدة: سلوك اللسع لدى الزنابير لا يقتصر على الإناث

2 دقائق
دراسة جديدة: سلوك اللسع لدى الزنابير لا يقتصر على الإناث
اتضح أن إناث الزنابير ليست الوحيدة التي تلسع. ديبوزيت فوتوز

أحياناً، تكون الاكتشافات العلمية مفاجئة وحتى مؤلمة. اكتشفت الباحثة ميساكي تسوجي (Misaki Tsujii) من جامعة كوبي في اليابان ذلك بشكلٍ مباشر في أثناء دراستها لزنابير ماسون (Anterhynchium gibbifrons) عندما تعرضت للسع. على الرغم من أن التعرّض للسع هو أحد المخاطر المعروفة في أثناء دراسة النحل، فقد حدث أمر غير متوقع أبداً مع تسوجي.

قال الباحث الشريك مع تسوجي من جامعة كوبي، شينجي سوغورا (Shinji Sugiura): "ما فاجأنا هو أن لسعة ذكور الزنابير تسببت بألم واخز أيضاً". عندما يتعلق الأمر بالزنابير، الإناث هي التي تلسع المفترسات عادة. أضاف سوغورا: "بناءً على تجربة تسوجي وأرصادها، افترضتُ أن الأعضاء التناسلية الذكرية لهذا النوع من الزنابير تستخدم أيضاً كدفاعات ضد المفترسات".

اقرأ أيضاً: الحقائق العلمية وراء آليات الثقب التي تستخدمها الحيوانات اللاسعة واللادغة

اللسع السام لا يقتصر على إناث الدبابير

يعلم الباحثون من قبل أن إناث النحل والزنابير تستخدم المسارئ المعدّلة (وهي أجزاء من الجسم تُستخدم أيضاً لوضع البيوض) للدغ مصادر الخطر، بما في ذلك البشر. تستخدم هذه الحشرات اللسعات السامة للدفاع عن أنفسها ومستعمراتها، ولكن نظراً لأن الإناث طوّرت القدرة على اللسع السام باستخدام المسارئ، اعتقد العلماء أن الذكور ليست خطيرة.

تبين دراسة نُشرت بتاريخ 19 ديسمبر/ كانون الأول 2022 في مجلة كورنت بايولوجي (Current Biology) بالتفصيل كيف تستخدم ذكور الزنابير أشواكها التناسلية الحادة لمهاجمة ضفادع الأشجار المفترسة ولسعها دفاعاً عن النفس.

قال سوغورا في بيان صحفي: "تمت دراسة الأعضاء التناسلية للذكور بشكل متكرر من ناحية استخدامها في التفاعلات المحددة بين الذكور والإناث، ولكن نادراً ما دُرست من ناحية استخدامها في التفاعلات بين الفريسة والمفترس"، وأضاف: "تسلّط هذه الدراسة الضوء على أهمية الأعضاء التناسلية الذكرية كوسيلة دفاعية ضد المفترسات، وتوفّر منظوراً جديداً لفهم الدور البيئي الذي تؤديه الأعضاء التناسلية الذكرية للحيوانات".

لتعلّم المزيد عن سلوك الذكور، وضع مؤلفو الدراسة الزنابير مع ضفادع الأشجار (Dryophytes japonica) في حجرة واحدة، هاجمت جميع الضفادع ذكور الزنابير، وبصق أكثر من ثلثها هذه الذكور بعد محاولة ابتلاعها.

اقرأ أيضاً: أشد 10 لسعات حشرات في البرية

كتب المؤلفون في الدراسة: "على الرغم من أن جميع الضفادع حاولت أكل ذكور الزنابير، فإن 35.3% منها بصقتها في النهاية"، وأضافوا: "لاحظنا بشكل متكرر أن ذكور الزنابير تثقب أفواه الضفادع أو أجزاء أخرى منها باستخدام أعضائها التناسلية في أثناء تعرّضها للمهاجمة".

أحد ضفادع الشجر يبصق زنبوراً ذكراً بعد أن لسعه هذا الأخير. المصدر: مجلة كورنت بايولوجي، شينجي سوغورا.

أدخل الباحثون بعد ذلك الزنابير منزوعة الأعضاء التناسلية إلى الحجرة التي تحتوي على الضفادع. ونتيجة لذلك، تناولت الضفادع الزنابير جميعها. نظراً لأن الضفادع أكلت جميع ذكور الزنابير هذه، يبدو أن نتائج التجربة تُظهر أن ذكور الزنابير تستخدم أعضاءها التناسلية كآلية لسعٍ لمنع الضفادع من ابتلاعها.

اقرأ أيضاً: 5 أمثلة من الطبيعة لأغرب آليات الدفاع لدى الكائنات

يقول المؤلفون إن تجربتهم تمثّل دليلاً على أن ذكور الزنابير، كالإناث تماماً، تستخدم أعضاءها التناسلية للدفاع عن أنفسها من خلال لسع المفترسات. لوحظ هذا السلوك، والذي يحمل اسم "اللسع الزائف"، في بعض عائلات الزنابير الأخرى (مثل الزنابير التيفية والزنابير خيطية الخصر وغيرها). لذلك، يعتقد المؤلفون أن هذا الدور الدفاعي المكتشف حديثاً موجود على الأرجح في العديد من أنواع الزنابير الأخرى بالإضافة إلى زنابير ماسون.

المحتوى محمي