عينة أحفورية مهملة تكشف أن أصول السحالي الحديثة أقدم مما نعتقد

2 دقائق
عينة أحفورية مهملة تكشف أن أصول السحالي الحديثة أقدم مما نعتقد
رسم فني لسحلية كريبتوفارانويدس عندما كانت على قيد الحياة. لافينيا غاندولفي

يُعد اكتشاف العينة الأحفورية الجديدة نصراً لمؤيدي التنظيم والتخلص من الفوضى في كل مكان.

اكتشاف عينة أحفورية جديدة

عثر العلماء مؤخراً على عينة أحفورية تعود لأحد أسلاف السحالي الحالية كانت محفوظة في أحد الأدراج في متحف التاريخ الطبيعي في لندن منذ خمسينيات القرن الماضي. وتُظهر هذه العينة أن السحالي الحالية ربما ظهرت على الأرجح في أواخر العصر الترياسي (منذ نحو 200 مليون سنة) وليس خلال العصر الجوراسي الأوسط كما كان يُعتقد سابقاً.

اقرأ أيضاً: اكتشاف حفرية سلحفاة تزن أكثر من ثلاثة أطنان

تم توصيف العينة المكتشفة في تقرير نُشر في مجلة "ساينس أدفانسيس"، وقد أطلق الفريق عليها اسم "كريبتوفارانويدس مايكرولانيوس" (Cryptovaranoides microlanius)، والذي يعني "السفاح الصغير" في إشارة إلى فكي الحيوان المليء بالأسنان القاطعة الحادة ونمط تغذيته القائم على الافتراس.

يقول الباحث المساعد في كلية علوم الأرض بجامعة بريستول والمؤلف المشارك في التقرير الجديد، ديفيد وايتسايد، في بيان: «لاحظت العينة في البداية في أحد الخزائن المليئة بأحافير الزواحف التي تتبع لجنس "كليفوسوروس" (Clevosaurus) المنقرض في إحدى غرف التخزين في متحف التاريخ الطبيعي في لندن، حيث أعمل باحثاً مساعداً. كانت هذه الزواحف منتشرة على نطاق واسع، وهي من أقرباء سحالي التواتارا النيوزيلندية، الناجية الوحيدة من مجموعة زواحف "منقاريات الرأس" (Rhynchocephalia) التي كانت قد انفصلت عن الحرشفيات منذ أكثر من 240 مليون سنة».

اكتشفت العينة في الأصل في أحد المقالع في جنوب غرب إنجلترا.

ويضيف وايتسايد: «كانت العينة مصنفةً في فئة "كليفوسوروس وزواحف أخرى". ولكن مع استمرارنا في دراسة العينة، أصبحنا مقتنعين أكثر بأنها كانت في الواقع مرتبطة بشكل وثيق بالسحالي الحديثة أكثر من ارتباطها بمجموعة تواتارا. لقد أجرينا مسحاً بالأشعة السينية في الجامعة للحفريات، ما سمح لنا بإعادة بناء الحفرية بمنظور ثلاثي الأبعاد ورؤية جميع العظام الصغيرة التي كانت مخبأة داخل الصخرة التي توجد بها».

اقرأ أيضاً: أحفورة اسكتلندية تساعد العلماء في ملء الفجوات التطورية في شجرة عائلة السحالي

أهمية الحفرية

لاكتشاف الحفرية الجديدة تداعيات على جميع الافتراضات العامة السابقة حول الوقت الذي نشأت فيه الحرشفيات- رتبة الزواحف التي تضم السحالي والثعابين- ومعدل تطورها وحتى السبب الذي أدى إلى نشوء الأصل العام لهذه الرتبة.

تثبت الدراسة أنه من الواضح أن كريبتوفارانويدس تنتمي إلى الحرشفيات نظراً لأنها تتمتع بعدة خصائص مشتركة معها، مثل القحف العصبي (الذي يحيط بالدماغ) والفقرات الرقبية والأسنان العلوية الوسطى في مقدمة الفم وطريقة توضع الأسنان في الفكين، بالإضافة إلى خصائص أخرى معروفة في الحرشفيات الأكثر بدائية، مثل وجود فتحة على جانب واحد في نهاية عظم العضد، المكان الذي تمر منه الأعصاب والشرايين، بالإضافة إلى صفوف الأسنان القليلة على العظام التي تشكل سقف الفم.

اقرأ أيضاً: أحفورة جديدة تلقي الضوء على العلاقة التطورية بين الحبار مصاص الدماء ورأسيات الأرجل

ويقول المؤلف المشارك في التقرير وعالم الحفريات في جامعة بريستول أيضاً، مايك بينتون، في بيان: «تكتسب هذه الحفرية أهمية كبيرة لأنها تغير أصل الحرشفيات وتفرعاتها من العصر الجوراسي الأوسط إلى أواخر العصر الترياسي. في ذلك الوقت، أُعيد بناء النظم البيئية للأرض بشكل جذري، حيث ترافق ذلك مع ظهور مجموعات نباتية جديدة، مثل الصنوبريات الحديثة، بالإضافة إلى أنواع جديدة من الحشرات وبعضٍ من أولى المجموعات الحديثة مثل السلاحف والتماسيح والديناصورات والثدييات».

تساعد إضافة أقدم أسلاف الحرشفيات الحديثة في إكمال المشهد التطوري في الوقت الذي كانت تتم فيه إعادة بناء النظم الطبيعية على الأرض إبان الانقراض الجماعي الذي حدث في نهاية العصر البرمي، والذي أدى إلى موت 95% من الأنواع البحرية و70% من الأنواع البرية منذ نحو 252 مليون سنة.

تقول المؤلفة المشاركة وطالبة الدكتوراة في جامعة بريستول، صوفيا تشامبي ترويل، في بيان: «لا يعكس اسم الحيوان الجديد، كريبتوفارانويدس مايكرولانيوس، طبيعته المتوحشة وحسب، بل وأسلوب حياته المحتمل، حيث كان يعيش في شقوق في الحجر الجيري على جزر صغيرة كانت موجودة حول بريستول في ذلك الوقت».

المحتوى محمي