10 اختراعات فشلت في البداية لتنجح نجاحاً باهراً لاحقاً

4 دقيقة
10 اختراعات فشلت في البداية لتنجح نجاحاً باهراً لاحقاً
حقوق الصورة: shutterstock.com/Jirsak

لا تُعدُّ رحلة النجاح متصاعدة نحو الأعلى بشكلٍ ثابت، فالفشل يبدو كأنه خطوة معتادة للوصول إلى النجاح، وهذا ما حدث للعديد من الاختراعات والابتكارات التي قدّمها العباقرة والعلماء للعالم. إليك مثالاً عن أبرز هذه الاختراعات التي فشلت في البداية ثم نجحت نجاحاً باهراً.

اقرأ أيضاً: إليك القصة الكاملة وراء الجدول الدوري لمندلييف وسبب عدم فوزه بنوبل

10 اختراعات فشلت في البداية ثم حققت نجاحاً باهراً

تضم أبرز الاختراعات التي فشلت بالبداية ثم نجحت ما يلي:

السيارة الكهربائية

تُعدُّ السيارات الكهربائية رفاهية شائعة صديقة للبيئة حالياً، ويتجه العديد من شركات السيارات نحو تصنيع سيارة كهربائية تنافس بها، خصوصاً بعد انتشار الوعي بأهمية التقليل من البصمة الكربونية والحفاظ على البيئة. ولكن لم تكن السيارات الكهربائية مرغوبة بهذا القدر في السابق، إذ صنعت شركة جنرال موتورز السيارة الكهربائية المدعوة جي إم إي في-1 (GM EV-1) بين عامي 1996 و1999، وهي أول سيارة كهربائية صُنع منها عدد تجاري، لكنه كان أقل من 2500 سيارة، وكانت تؤجَّر ولا تُباع بسبب سعرها الباهظ. وبعد فترة من صناعتها قررت الشركة إلغاء برنامج تصنيع السيارات الكهربائية وأرسلت معظم السيارات إلى الكسّارات نظراً لعدم العثور على مستخدمين بعدد كافٍ لها، حيث كانت تخصصية لنوعية محددة من العملاء، لكن دون تلك الخطوة التي قد تُعتبر فشلاً، لم يكن تأسيس سوق السيارات الكهربائية المزدهرة حالياً حول العالم ممكناً.

رموز الاستجابة السريعة (QR codes)

تستخدم بعض الشركات التجارية رموز الاستجابة السريعة للترويج لمنتجاتها وإحالة المهتمين إلى صفحة الويب الخاصة بالشركة أو المؤسسة التي تنشر هذه الرموز على إعلاناتها، بالإضافة لدورها في تتبع المنتجات، إذ يمكن مسح الرمز المشفر وسيحوّلك مباشرة إلى صفحة ويب توفّر لك المعلومات التي تريدها. لكن لم تلقَ هذه الرموز رواجاً في البداية وفشلت في جذب الاهتمام، وقد يكون السبب هو شكلها غير المتناسق وعدم توفر تطبيقات مسح لهذه الرموز لدى الجميع. لكن اختراع شركة دينسو وايف (Denso Wave) اليابانية عام 1994 لوضع العلامات بشكل رموز تشبه الباركود على أجزاء السيارات المباعة لرصد المبيعات وتتبعها أصبح جزءاً مهماً في الحياة اليومية، وأصبح من الممكن لكل شخص أن ينشئ هذه الرموز بدل كتابة نص رابط ويب طويل، وما يفرقه عن الباركود العادي ذي الأشرطة الطولية أنه يحتوي على معلومات أكثر ويمكن مسحه بأي اتجاه ولا يحتاج إلى اتجاه أفقي لمسحه.

اقرأ أيضاً: ماري كوري: ما الذي قدمته أولى الفائزات بجائزة نوبل للإنسانية؟

جهاز تنظيم ضربات القلب

كان فريق البحث في معهد بانتينغ في تورونتو عام 1949 يحاول معرفة ما إذا كان التبريد الفائق لأجسام الكلاب سيسهم في تضييق الأوردة ويسهّل إجراء جراحة القلب المفتوح، حيث لفّوا الكلاب ببطانيات مبردة وحقنوها بمادتي البنتوثال والكورار لمنعها من الارتعاش من البرد. تخطى نحو نصف الكلاب الجراحة واستعادت حرارتها مرة أخرى، وكان المهندس جون ألكسندر هوبس جزءاً من هذا الفريق، ولاحظ أنه عندما توقف قلب كلب معين عن النبض وقرر أحد الأطباء تجربة استخدام مسبار كهربائي لإرسال صعقات كهربائية للعقدة الجيبية الأذينية للكلب والتي تُعرف باسم العقدة ناظمة الإيقاع القلبي، أعادت الصعقات الصغيرة قلب الكلب إلى النبض المنتظم. وعلى الرغم من عدم ثقة الأطباء بإمكانات هوبس في صناعة جهاز مماثل، استطاع هوبس بحلول عام 1950 تطوير آلة تشبه الصندوق يمكنها إدخال قثطرة عبر الوريد وإرسال نبضة كهربائية لجعل القلب ينبض بانتظام مرة أخرى، وبهذا وُلِد أول جهاز لتنظيم ضربات القلب ومزيل رجفان اصطناعي.

اقرأ أيضاً: 5 اختراعات معاصرة من قصص الخيال العلمي

الصبغة الاصطناعية

كانت الأصباغ البنفسجية خصوصاً تُصنع من مواد طبيعية عام 1856، ولم تكن الصبغات الكيميائية الصناعية لهذا اللون متوفرة، لكن الكيميائي ويليام بيركين كان يركّز على إنشاء نسخة صناعية من عقار الملاريا المدعو "كوينين"، لكنه فشل ولم تكن تجاربه ناجحة حيث نتج عن تجاربه مادة زيتية داكنة، ولاحظ بعد فترة أن هذه المادة الزيتية تحولت من اللون الداكن إلى اللون الأرجواني بشكلٍ جذاب، ومن هذا الفشل وُلِد ابتكار جديد هو صبغة بيركين الاصطناعية، ما دفع عجلة صبغ الأقمشة صناعياً وأصبح اللون البنفسجي متوفراً، فالفشل في إنجاز قد يكون نجاحاً لإنجاز آخر.

مكانس دايسون الكهربائية

تُعدُّ مكانس دايسون الكهربائية من أكثر المكانس مبيعاً على الإطلاق، لكن مخترع هذه المكنسة جيمس دايسون اختبر 5271 نموذجاً أولياً فاشلاً قبل أن يستطيع ابتكار مكنسة كهربائية تعمل كما يجب، بالإضافة لذلك بعد أن تمكن من اختراع هذه المكنسة لم يتمكن من العثور على شركة أميركية أو أوروبية لترخيص منتجه وتصنيعه، لذا صنع عام 1993 المكانس بنفسه، وبعد عامين فقط انتشرت مكانسه ولاقت نجاحاً باهراً.

الألعاب النارية

تحكي قصة من الصين أن طباخاً كان يحاول وضع الفحم والكبريت والملح الصخري في خيزران البامبو الكبير كوعاء منذ 2000 عام، علماً أن هذه المكونات كانت شائعة في المطبخ الصيني آنذاك للطهي وإشعال النار، وبعد أن خلط تلك المواد في الخيزران وتعرضت للنار انفجرت، وبهذا فشل في إعداد الوجبة لكنه اخترع الألعاب النارية.

الطائرة

تُعدُّ الطائرة اختراعاً غيّر تاريخ البشرية، حيث أصبح الإنسان قادراً على الطيران، لكن وراء هذا الاختراع كانت هناك محاولات فاشلة كثيرة ومن أبرزها محاولة عباس بن فرناس في الطيران، ومن بعده بقرون فشل الأخوان رايت مرات لا تُحصى باستخدام نماذج أولية ومحاولات تحليق فاشلة إلى أن استطاعا عام 1903 ابتكار نموذج طائرة بقي محلقاً في الجو مدة 10 ثوانٍ، ومنه تابعا ابتكار الاختراع الذي يُعدُّ شريان قطاع السفر في العالم.

اقرأ أيضاً: كيف أنار توماس إديسون عالمنا باختراعه أول نظام إضاءة كهربائي؟

المصباح الكهربائي

أصبحت تجربة المخترع توماس إديسون في اختراع المصباح الكهربائي مصدر إلهام الكثيرين حول العالم، وتوضع قصة اختراعه الذي تطلب منه المئات من المحاولات الفاشلة في معظم المناهج الدراسية لتحفيز الطلاب على السعي دائماً نحو النجاح وعدم الاستسلام.

حيث عمل مصباحه الكهربائي بعد العديد من التجارب الأولية غير الموفقة عام 1879، إذ استخدم سلكاً رفيعاً من البلاتين في حبابة زجاجية مفرغة من الهواء، واستمر هذا المصباح بالتوهج عدة ساعات ومنه دخل الإنسان عصر الإنارة الكهربائية للشوارع والمنازل.

الهاتف الأرضي

ذهب ألكسندر غراهام بيل إلى أميركا ليعمل مدرساً للصم، وخطرت بباله فكرة "الكلام الإلكتروني" في أثناء زيارته إلى والدته التي تعاني ضعف السمع في كندا، وقد قاده ذلك إلى اختراع الميكروفون ثم آلة الكلام الكهربائية أي أول هاتف معروف، ولكنه تعرض للكثير من المتاعب من الناحية القانونية لتوثيق اختراعه وأخذ براءة اختراع خاصة به ولا يزال هناك جدل حول اختراعه إلى اليوم، لكن بيل استمر بعد ذلك في ابتكار المزيد من الاختراعات وأسهم في تحويل مجلة ناشيونال جيوغرافيك إلى واحدة من أشهر المجلات في العالم، وقد أحدث اختراع الهاتف ثورة في عالم الاتصالات التي كانت تعتمد على التلغراف آنذاك.

أجهزة مكالمات الفيديو

تعتبر خدمات الاتصال الصوتي والمرئي أساسية في عالم اليوم، لكن لم تنجح شركة أيه تي آند تي (AT&T) في الترويج لهاتفها المرئي عام 1964، إذ لم يهتم به الناس آنذاك وكانت هذه التكنولوجيا السابقة لعصرها باهظة الثمن للغاية، حيث كان يتطلب استخدام الهاتف المرئي نحو 27 دولاراً للدقيقة، وكان الفيديو منخفض الدقة، لكنه أظهر نجاحاً بعد نحو 50 عاماً وأحدث نقلة نوعية في عالم الاتصالات.

اقرأ أيضاً: كيف يضلل بعض الشركات المستهلكين بادعاء الاستناد إلى العلم؟

تطول اللائحة التي تضم الاختراعات التي فشلت أو بالأحرى تعثرت في بدايتها، فمنها اليوتيوب والجهاز اللوحي وغيرها الكثير، لكن الثابت بهذه التجارب الفاشلة بأنها كانت تمهيداً لنجاح باهر يفيد المجتمع والبشرية بأكملها.

المحتوى محمي