ما هي التفجيرات الهندسية للمباني بغرض هدمها؟ وكيف تضمن أمانها؟

تعتبر تفجيرات المباني وعمليات الهدم الهندسية من أهم العمليات المستخدمة في إزالة المباني والهياكل الكبيرة. تعتمد هذه العمليات على تقنيات هندسية متقدمة لضمان سلامة المنطقة المحيطة وتقليل الآثار الجانبية، وتتمتع بمزايا عديدة، ومخاطر يجب مراعاتها في أثناء العمل.

ما أسباب اللجوء لعمليات الهدم الهندسية؟

تُهدم المباني لأسباب عديدة، منها:

التغيرات في البيئات الحضرية والعوامل الاقتصادية، والتحولات الثقافية.
ندرة الأراضي القابلة للبناء وتزايد الطلب على إنشاء مشاريع جديدة متطورة.
بنية المبنى التحتية قديمة ومتدهورة.
تزايد الطلب على الأبنية المستدامة.

الطرق المختلفة لعمليات هدم المباني الهندسية

توجد عدة طرق لهدم المباني، منها:

الهدم بالأدوات اليدوية والحفارات والجرافات.
الهدم الميكانيكي باستخدام معدات وأدوات ميكانيكية متخصصة؛ مثل الحفارات الهيدروليكية، والجرافات الانزلاقية، وروبوتات الهدم.
الهدم الانتقائي عبر إزالة أجزاء داخلية أو خارجية معينة من المبنى مع حماية الهيكل المتبقي والهياكل والمناطق المجاورة.
التفكيك الدقيق للهيكل مع الحفاظ على المكونات لإعادة الاستخدام أو إعادة التدوير أو التجديد. ينجم عن هذه الطريقة الهدم الكامل للمبنى مع القليل من الضوضاء والغبار، وبأقل قدر من التأثير في المناطق المحيطة.
الهدم بالمتفجرات.

يعتمد اختيار طريقة الهدم على عوامل مختلفة مثل حجم المبنى ونوعه ومواد البناء المستخدمة وموقع المبنى والبيئة المحيطة.

هدم المباني بالمتفجرات

تُستخدم تفجيرات المباني وعمليات الهدم الهندسية لإزالة المباني والهياكل غير المرغوب فيها بسرعة وفاعلية. ويمكن اللجوء لهذه العمليات عندما تكون الهياكل مبنية من الخرسانة أو الطوب أو الفولاذ، ومهما كان حجم المبنى. وتُستخدم على وجه الخصوص عند وجود مواد خطرة داخل الهيكل (مثل الأسبستوس أو العفن).

لهدم مبنى بالمتفجرات، يوزّع المهندسون عبوات ناسفة في أنحاء المبنى كافة، وخاصة على المكونات الهيكلية، ثم تُفجر في وقتٍ واحد أو بطريقة متسلسلة.

يتسبب الانفجار بتفتيت الهيكل إلى قطع صغيرة يمكن إزالتها بسهولة بالآلات. ومقارنة بعمليات الهدم الهندسية التي تُستخدم فيها الآلات الثقيلة، تُعدُّ هذه الطريقة أسرع وأقل تكلفة، لكنها أقل أماناً.

احتياطات السلامة الواجب اتباعها عند هدم المباني

لأن عمليات هدم المباني بالمتفجرات أقل أماناً، من المهم أخذ الاحتياطات اللازمة لضمان سلامة مَن في الموقع كافة، ومنها إزالة المواد خطرة قبل الهدم وخاصة الرصاص والسيليكا وغيرها من المواد الكيميائية أو المعادن الثقيلة، بالإضافة إلى الأسبستوس. والأسبستوس هو مجموعة من المعادن الناعمة تشبه الألياف، يمكن أن يتسبب في مشكلات صحية خطيرة عند استنشاقه بكميات كبيرة، ومن المعتقد أنه لا يشكّل أي خطر صحي ما دام متماسكاً. ويصبح الأسبستوس خطراً فقط عندما يفتت وتتطاير منه ألياف دقيقة في الهواء، وكان يُستخدم بكثرة في البناء قبل عام 2000.

يشمل بعض تدابير السلامة الرئيسية أيضاً ما يلي:

تسليم أعمال الهدم للمهندسين والعمال الحاصلين على التدريب المناسب وذوي المؤهلات والخبرة اللازمين لعمليات الهدم الآمنة.
ارتداء معدات الحماية الشخصية المناسبة، مثل نظارات السلامة والقفازات والقبعات الصلبة، لحماية أنفسهم من الإصابات.
الانتباه من الحطام المتساقط وخطوط الكهرباء والهياكل غير المستقرة.
إجراء فحص شامل للمبنى ووضع استراتيجية محددة لعملية الهدم، مع أخذ المخاطر المحتملة جميعها في الاعتبار.
استخدام الأدوات والآلات المناسبة لكل مرحلة من مراحل عملية الهدم، ما يضمن الكفاءة والسلامة.
إخلاء المبنى والتأكد من خلو الغرف والزوايا جميعها من البشر والأحياء والممتلكات.
إزالة الحطام بسرعة وبطريقة آمنة خاصة إذا كان يحتوي على مواد خطرة.

مزايا ومخاطر استخدام المتفجرات لهدم الخرسانة

تشمل مزايا استخدام المتفجرات لهدم الخرسانة ما يلي:

يمكن التحكم في المتفجرات من حيث توقيت الهدم الدقيق والمتسلسل ما يسمح للهياكل المعقدة بالانهيار بتأثير ثقلها بسرعة.
تستخدم المتفجرات بطريقة خاضعة للرقابة، ما يضمن سلامة الجميع.
يمكن اتباع هذه الطريقة في مواقف مختلفة، بما في ذلك إزالة كميات كبيرة من الخرسانة والتعامل مع المواد الخطرة داخل الهيكل.

تترتب على هذه الطريقة مخاطر أيضاً، ومنها:

وجود لوائح وإجراءات سلامة صارمة يجب اتباعها عند استخدام المتفجرات، وأي انحراف عنها يمكن أن يؤدي إلى حوادث خطيرة.
يمكن أن يؤدي الاهتزاز والانفجار إلى إتلاف الهياكل المحيطة إذا لم يتحكم فيه بشكلٍ صحيح.
ينتج عنها قدر كبير من الضوضاء والغبار والاهتزازات، ما قد يؤثّر في السكان والبيئة المحيطة.

عموماً، يُعد الهدم بالمتفجرات وسيلة قوية وفعّالة في بعض المواقف، ولكنه يتطلب تخطيطاً وتنفيذاً دقيقاً لتقليل المخاطر المحتملة.