ما هي الملابس السامة؟ وكيف يمكن تمييزها وتجنب ضررها؟

3 دقيقة
ما هي الملابس السامة؟ وكيف يمكن تمييزها وتجنب ضررها؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/Natali Ximich

تشير الأقمشة السامة إلى المنسوجات والملابس التي تحتوي على مواد كيميائية ضارة أو مواد يمكن أن تشكّل مخاطر على صحة الإنسان والبيئة. تنتشر هذه المواد على نطاقٍ واسع في صناعة الأنسجة. ولأننا على اتصالٍ مباشرٍ بها، من المهم أن نعرف المزيد عنها وأن نعرف كيف يمكننا حماية أنفسنا منها. 

تصل المواد الكيميائية إلى الجسم عن طريق الجلد بشكلٍ أساسي، إذ يمتصُّ كلَّ ما يتعرض إليه تقريباً، خاصة عند التعرق، حيث تفتح المسام وتسمح للجسم بامتصاص المواد الكيميائية جميعها. وقد تصل هذه المواد إلى الجسم عن طريق الماء أو الغذاء، إذ إن ألياف المنسوجات المصنوعة منها غير قابلة للتحلل، أو قد تستغرق مئات السنين لتتحلل. يؤدي غسيل الأقمشة والملابس إلى وصولها إلى البحيرات والأنهار والمحيطات، وتأكلها الأسماك ثم تعود إلينا عبر الغذاء. 

اقرأ أيضاً: ما لون الملابس الذي يحميك من أشعة شمس الصيف؟

المواد الكيميائية الداخلة في تركيب الأنسجة السامة

تُستَخدم في صناعة الأنسجة والملابس آلاف المواد الكيميائية، بدءاً من الأنسجة الخام وصولاً إلى المنتج النهائي. ومن أكثر هذه المواد شيوعاً وضرراً:

  • مثبطات اللهب، وهي مواد تمنع احتراق الملابس وتُستَخدم في صناعة ملابس الأطفال. تتراكم هذه المواد في مجرى الدم، وبالتالي يسبب التعرض إليها بكثرة العقم والسميّة العصبية واضطرابات الغدد الصماء والسرطان.
  • مواد البير والبولي فلورو ألكيل PFAS من أنواع الطلاء، وتُنتَج من بوليمرات فلورية، تقاوم الماء والزيت والحرارة والبقع، لذلك تُصنع منها معاطف المطر والأحذية ومستحضرات التجميل ومعظم المنسوجات الجاهزة المقاومة للماء أو البقع. تصل هذه المواد إلى مياه الشرب والغذاء، وتكمن خطورتها بأنها مسببة للسرطان.
  • الرصاص والكروم من المعادن الثقيلة التي تدخل في صناعة المنسوجات. يوجد الرصاص في الألياف الطبيعية مثل القطن والقنب والكتان، ويدخل كلٌّ من الرصاص والكروم في عملية الصباغة لكونهما يساعدان على تثبيت الألوان، خاصة الألوان الزاهية. على الرغم من أنهما عنصران طبيعيان فإن التعرض للتراكيز العالية منها يسبب امتصاصها عبر الجلد أو ابتلاعها، ما يؤدي إلى الإصابة بالسرطان والتهاب الجلد، كما أن غسل الملابس التي تحتوي على هذه المركبات يسبب أضراراً بيئية.
  • الفثالات وهي مواد ملدنة، تدخل في صناعة الملابس الرياضية والملابس المضادة للرائحة وأحبار الطباعة. تُستَخدم مع المطاط لطباعة الصور على الملابس، وهي مواد مسرطنة وتزيد من اضطرابات الغدد الصماء.
  • مبيض الكلور وهو عامل تبييض وإزالة للبقع، يُستَخدم لمعالجة الألياف الطبيعية مثل القطن، ولتحضير البوليستر للصباغة. يسبب التعرض إليه واستنشاقه أو ملامسته الجلد الربو الشديد واضطرابات الجهاز التنفسي.
  • أصباغ الآزو هي أصباغ تعطي الأنسجة ألوانها الزاهية، وخاصة اللونين الأسود والبني. بمجرد ملامسة هذه الأصبغة الجلد، تتحلل لتُطلق موادَّ كيميائية تُسمَّى الأمينات العطرية، ما يسبب حساسية الجلد والتهابه، كما أن بعضها يسبب السرطان.

يُضاف إلى ما سبق المذيبات والمواد اللاصقة والملحقات البلاستيكية والمعدنية والأصباغ الاصطناعية والألياف المستخدمة في أثناء عملية الإنتاج. تُطلق هذه المواد المركبات العضوية المتطايرة مثل الفورم ألدهيد، والتولوين، والإيثيلين غليكول، والبنزن، وغيرها من المواد الكيميائية التي تسبب تلفاً في الأجهزة التناسلية، وبالتالي العقم وتهيج الجلد أو العين وأمراض في الكبد والجهاز التنفسي.

اقرأ أيضاً: كيف نجعل استهلاكنا للملابس والأنسجة مستداماً؟

كيف يمكن تمييز الملابس السامة؟

يمكن تمييز هذه الأقمشة والملابس بسهولة عبر النظر إلى الأنسجة المصنوعة منها، ومن أبرز هذه الأنسجة:

البوليستر

البوليستر هو أكثر الأقمشة الاصطناعية استخداماً. تعتمد صناعته على البترول، إذ تستهلك صناعته ملايين براميل النفط كل عام. ويُعدُّ من المواد التي يصعب إعادة تدويرها، ويستغرق تحللها حيوياً ما يصل إلى 200 عام. يُضاف إلى معظم الملابس المصنوعة من الأنسجة الطبيعية، ويمكن أن يسبب البوليستر العديد من المشكلات الصحية المختلفة، منها تهيج الجلد والحكة والاحمرار والطفح الجلدي.

الأكريليك

للأكريليك أيضاً أساس بترولي، وهو مادة مسرطنة وتسبب الطفرات، كما أنها مادة شديدة الاشتعال. تُستخدم بديلاً للصوف، وتُطلق موادَّ كيميائية مع ارتفاع درجة حرارة الجسم، والتي يمتصها الجلد بعد ذلك، ما يمكن أن يسبب الطفح الجلدي، والصداع، والغثيان، وضعف في الأطراف، ومشكلات في الكلى وصعوبات في التنفس.

النايلون

يُصنع النايلون من البترول أيضاً، ويُعالج كيميائياً بشكلٍ كبير، ويدخل في صُنع الملابس الداخلية والجوارب، ويمتصه الجلد عند التعرّق، ويمكن أن يسبب حساسية الجلد والصداع والدوخة واختلال وظائف أجهزة الجسم.

الرايون

تُصنع أنسجة الرايون (RAYON) من السليلوز، وينتج عن معالجة الأخشاب كيميائياً وميكانيكياً، ليصبح نسيجاً ناعماً وحريرياً. يتعرض العمال الذين يعملون في معالجة هذه الأنسجة إلى خطر الإصابة بالهستيريا والسكتة الدماغية وتلف الأعصاب، ويسبب امتصاصها عبر الجلد أيضاً الغثيان والصداع والقيء والأرق، ويؤدي غسلها في الماء إلى تعرّض النظام البيئي بأكمله إلى المواد الكيميائية السامة. 

الليكرا والإيلاستين

تُعدُّ هذه الأنسجة من الأقمشة القابلة للتمدد، لذلك تنتشر بكثرة في صناعة الملابس الضيقة مثل الملابس الرياضية، والملابس الداخلية، والقمصان، والجوارب وغيرها. تُصنع من مواد كيميائية ضارة مثل البولي يوريثين، وهي مادة مسرطنة، ويمكن أن تسبب تهيج الجلد والتهابه.

القطن المُنتَج بطريقة تقليدية

قد لا يكون نسيج القطن ساماً بحد ذاته، لكن طريقة زراعته وصناعته هي ما تنتج النسبة العالية من السموم، إذ يُستَخدم لإنتاجه مستويات عالية من المبيدات الحشرية والمواد الكيميائية السامة. بالإضافة إلى ذلك، فإن قسماً كبيراً من نباتات القطن معدّل وراثياً، وتتطلب زراعته موارد كثيفة جداً، إذ يتطلب الأمر نحو 2700 لتر من الماء لزراعة قطن يكفي لنسج قميص. 

اقرأ أيضاً: كيف تختار مادة الغسيل الأفضل للمحافظة على نظافة ملابسك وألوانها؟

يذكر أن هناك بديلاً للقطن المعدّل وراثياً وهو القطن العضوي المعتمد، الذي يُنتَج دون استخدام مبيدات حشرية أو مواد كيميائية ويستخدم كمية أقل من الماء والطاقة.

على الرغم من انتشار هذه الأنسجة بكثرة، فإنه يمكن استبدالها، إذ يُنصح بارتداء الملابس المصنوعة من الألياف الطبيعية مثل القنب والقطن العضوي المعتَمد أو الصوف أو الكتان أو الحرير وغيرها، ويمكن البحث عنها دائماً على ملصقات الألبسة، والابتعاد عموماً عن الملابس المقاومة للبقع واللهب والماء والتجعّد.

المحتوى محمي