دليل مختصر يخبرك أساسيات الإسعافات الأولية خلال الرحلات

4 دقائق
الإسعافات الأولية في الرحلات
shutterstock.com/ Difught

هناك احتمال كبير أن تتعرّض لبعض الإصابات أثناء رحلاتك الترفيهية في الطبيعة، ويمكن أن تكون إصاباتٍ بسيطة مثل الجروح البسيطة أو تقرّح القدم، أو خطيرة مثل حدوث خلع الكتف أثناء تسلّق الصخور، أو لدغات الثعابين. ولكن عموماً، يعلم عشّاق المغامرات ذلك، ولكن يجب أن يكونوا مسلحّين بالمعرفة الكاملة حول إجراءات الإسعافات الأولية للتصرف بشكلٍ صحيح.

ليس هناك ما يضمن أن محرك بحث جوجل سيكون إلى جانبك لتقديم المساعدة عند حدوث إصابات؛ كالجروح أو الخدوش، أو حتى كسور في العظام، كما أن المساعدة الطبية لا تنطوي على الاتصال بالإسعاف أو الانتقال بالسيارة إلى أقرب نقطة مساعدةٍ طبية. إن أفضل مساعدةٍ طبية تتلقاها في هذه الظروف هي كونك متحضراً دائماً لمثل هذه الحالة، لذلك من المهم أن تعرف ما يجب أن تحمله في حقيبتك، ويلزم رحلتك سواء كانت يوماً واحداً أو رحلة تخييمٍ لشهر، بالإضافة إلى كيفية علاج الإصابات الشائعة وتجنّب العلاجات الخاطئة المتكررة بشأن الإسعافات الأولية في البرية.

أهم أدوات الإسعافات الأولية التي يجب أن تحملها معك

يتوقف ما ستحمله في حقيبتك من إسعافاتٍ أولية على مدة ومسافة رحلتك التي تنوي القيام بها. كما تلعب ظروف الطقس المتوقعة وما إذا كنت ستصعد جبلاً أو ستسلك أرضاً سهلية دوراً أيضاً، ولكن عموماً لن تحتاج إلى زجاجة المطهر، أو عدة الجبيرة إذا كنت ستقضي بضع ساعاتٍ فقط، ويمكنك الوصول سريعاً إلى أحد الشوارع الرئيسية القريبة. ولكن عليك إحضار المزيد من الضمادات والاسبرين إذا كنت تنوي فعلاً الابتعاد عن المدينة لأيام أو أسابيع.

يقترح تود شيملبفينيج، زميل أكاديمية الطب البري ومدير المناهج في المدرسة الوطنية للقيادة الخارجية في قسم الطب البري، البدء بمجموعة إسعافاتٍ أولية صغيرة. يمكنك الحصول على واحدةٍ منها من المتاجر المحلية القريبة دائماً، ولكن إن أردت إعداد مجموعتك بنفسك، فإنه يقترح عليك حزم زوجٍ من قفازات النتريك أو اللاتيكس ومرهم مطهّر وضمادات صغيرة وكبيرة، وشاش ومشدات وملقط صغير لإزالة الشظايا ومجموعة العناية بالقروح.

بالنسبة للرحلات الطويلة، يقترح شيملبفينيج مجموعة مماثلة تقريباً، ولكنها يمكن أن تتعامل مع أنواع إصاباتٍ أكثر. يقول موضحاً: «دبابيس الأمان مفيدة دائماً، والضمادات الشفافة عملية أيضاً. أما بالنسبة للقروح، فالأشرطة الطبية التي يمكن لصقها فوق الجلد لحمايته مثالية». لكنه يوصي بشكلٍ رئيسي أن نضع في اعتبارنا الأخطاء التي قد تحدث، وما هي إمكانية الوصول للمساعدة الطبية والتغطية الخلوية والأصدقاء الذين سيرافقوننا في رحلتنا الطويلة. يقول شيملبفينيج: «يمكن أن تساعدنا الاحتياطات والتخطيط كثيراً».

أما بالنسبة لعناصر الإسعاف الثقيلة نسبياً، فقد يجد البعض أنه من المهم جلب عدة الجبيرة، بينما يفضّل شيملبفينيج الارتجال، واستخدام أشياء مثل المناديل أو حتّى أغصان الأشجار، أو أشياء يمكن أن يجدها معه أو في طريق رحلته بسهولة.

لا يشعر المتنزهون المتمرسون في كثيرٍ من الأحيان بالقلق من لدغات الثعابين وهجمات الدببة؛ إذ أنهم يعلمون أن هذا النوع من المواجهات نادرة جداً في أحسن الأحوال. ولكن الإصابات، مثل الكسور والخلوع والجروح، يمكن أن تكون خطيرة بنفس القدر إذا تركت دون علاج. يقول شيملبفينيج: «هناك بعض المهارات الأساسية التي يمكنك تعلمها والتي ستساعد في رعاية الأشخاص وربما إنقاذ حياتهم».

تُعد الجروح والقطوع العميقة من أكثر الإصابات شيوعاً في البرية. وبالرغم من سهولة التعامل مع الجروح، كأن تضع عليها ضمادة وتنسى أمرها في العادة، لا تستخفّ مطلقاً من امكانية أن يصاب الجرح الصغير بالعدوى والتسبب بمشاكل أكبر بالتالي.

يقول شيملبفينيج: «في الواقع، الحفاظ على نظافة الجروح أمر صعب في البرية. للقيام بذلك، أوقف النزيف في البداية وقم بتقييم الجرح. هل هو فوق المفصل مباشرة، هل هو غائر، هل تظهر العظام تحته؟ إذا كان الأمر كذلك، فقد حان وقت إنهاء رحلتك والذهاب إلى الطبيب. أما إذا كان الجرح سطحياً ولا يهدد الحياة، فقم بغسله بمياه الشرب ونظفه جيداً أي شظايا أو أجسامٍ غريبة. ثم قم بتعقيمه وتضميده بشكلٍ مناسب. قم بتغيير الضمادة وتحقق من وجود عدوى (تورم أو احمرار أو صديد) كل 24-48 ساعة».

بالنسبة للإصابات والحوادث الأخرى، يوصي شيملبفينيج باتباع دورةٍ تعليمية حول الإسعافات الأولية في البرية، من خلال إحدى الخدمات المحلية المناسبة مثلاً، والتي تقدم مثل هذه الدورات. حيث ستتعلم فيها مهارات شدّ التواء الكاحل وتضميد الجروح، والتعامل مع العظام المكسورة، ناهيك عن مهارات إنقاذ الحياة، مثل إجراء الإنعاش القلبي الرئوي ووقف النزيف الشديد والحفاظ على مجرى الهواء مفتوحاً. يقول شيملبفينيج: «تمنحنا هذه الدورات الثقة وسعة الحيلة، وهما شيئان أساسيان تحتاجهما عندما تكون بعيداً عن الحضارة».

المفاهيم الخاطئة الشائعة حول الإسعافات الأولية في البرية

هناك الكثير من النصائح الخاطئة المتعلقة بالإسعافات الأولية في البرية بقدر ما هناك من نصائح جيدة. عليك أن تعرف الفرق. ربما من الشائع القول أن امتصاص السم من لدغة الثعبان، أو إعطاء منطقة اللدغة صدمة خفيفة قد يبطئ انتشار السم في الجسم. للأسف، العلاج الوحيد للدغات الثعابين هو مضاد السم، لذلك لا تهتم بالعلاجات الأخرى؛ كلما أسرعت في الوصول إلى المستشفى، كان ذلك أفضل.

وبالمثل، غالباً ما يُقال أن ضرر أربطة إيقاف النزف التجارية أكثر من نفعها، لكن شيملبفينيج يقول خلاف ذلك: «إنها طريقة فعالة للغاية لوقف النزيف المهدد للحياة. ربما يقول البعض أن استخدامها يؤدي إلى بتر الأطراف نظراً لانقطاع الدم عنها، لكن يمكن استخدام هذه التقنية في حالة النزوف الشديدة فقط».

الإجراءات الواجب اتخاذها في الإصابات الخطيرة

يقول شيملبفينيغ: «كلما نويت الذهاب أبعد في البرية والابتعاد أكثر عن المدينة، زاد مقدار التدريب الذي يجب أن تحصل عليه». في حين أن معظم هواة التنزه في الهواء الطلق يمكنهم الاستفادة من دورة الإسعافات الأولية في البرية التي تنطوي على 16 ساعة من التدريب، قد يرغب أولئك الذين يغامرون بعيداً في الغابة أو الجبال في اتباع دوراتٍ تدريبية احترافية، ومتخصصة تنطوي على فترة تدريبٍ أطول.

تتضمن الخطوة الأولى القدرة على التعرف على الأخطار التي تهدد الحياة، مثل انسداد المسالك الهوائية أو مشاكل التنفس أو السكتة القلبية، أو النزيف الحاد أو الحساسية المفرطة. تعرف على العلامات وحدد أولويات تلك المشكلات حتى تتمكن من معالجة المشكلة الرئيسية بحذرٍ وثقة في البداية مع الأخذ بعين الاعتبار أيضاً الإصابات الثانوية الأقل خطورةً والتي لا تهدد الحياة.

أخيراً، حاول التعرّف على طبيعة المكان الذي تنوي التوجه إليه، وما إذا كان استخدام وسائل الاتصال متاحاً فيها وأياً منها يُنصح بها. على سبيل المثال، إذا علمت أن المنطقة التي ستذهب إليها لا تتوفّر فيها اتصالات، فهل يرتادها عشاق الهواء الطلق كثيراً؟

إذا كان الأمر كذلك، حتى إذا تعرضت للإصابة، فهناك فرصة جيدة لأن يمر شخص ما في النهاية وتحصل على المساعدة منه. إذا لم يكن الأمر كذلك، ففكر بالاستعانة بجهاز هاتفٍ يعمل بالأقمار الصناعية أو استخدام بعض أجهزة التتبع الشخصية الحديثة المصممة لإرسال إشارة استغاثةٍ تحدد موقعك إلى مركز الطوارئ لطلب المساعدة إذا كنت أنت أو رفيقك بحاجةٍ إليها.

من خلال التدريب والعتاد المناسبين، يمكنك الانطلاق بجرأةٍ في مغامرات البرية التي طالما حلمت بها والاستعداد لأي طارئٍ قد يواجهك تقريباً.

هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً

المحتوى محمي