مشاهدة شخص يعاني نوبة صرع أمر مربك وقد يكون مخيفاً، خصوصاً في حال كانت المرة الأولى التي تختبر فيها هذه التجربة؛ لكن هل تعلم أن معرفة كيفية التصرف في هذه الحالة قد تحدث فرقاً كبيراً في سلامته وقد تنقذ حياته في بعض الأحيان؟ وهل تعلم أن نوبات الصرع شائعة كثيراً إذ تؤثّر في شخص واحد من بين كل 10 أشخاص تقريباً؟ إذاً، قد يتوجّب عليك يوماً ما مساعدة شخص ما، فكيف تفعل ذلك؟ إليك في هذا المقال الخطوات السهلة والفعالة التي يمكنك اتباعها من أجل مساعدة شخص يتعرض لنوبة صرع.
اقرأ أيضاً: ما الاسعافات الأولية اللازمة في حوادث السيارات؟
كيف تتصرف إن تعرض شخص أمامك لنوبة صرع؟
الصرع هو حالة عصبية تتميز بنوبات متكررة ناجمة عن نشاط كهربائي غير طبيعي في الدماغ، فالنوبة إذاً هي اندفاع مفاجئ للنشاط الكهربائي في الدماغ، تسبب تغيّرات في الحركات والسلوك والمشاعر. وقد تختلف النوبات في شدتها ونوعها، من تشوّش مؤقت إلى تقلصات عضلية شديدة وفقدان للوعي. عموماً، تنطبق الخطوات التالية بصورة أساسية على نوبات الصرع الأكثر وضوحاً، التي تتميز بحركات عضلية ارتعاشية لا يمكن السيطرة عليها. وإليك ما يمكنك فعله:
- خُذ أنفاساً عميقة وحافِظ على هدوئك، فغالباً ما تبدو النوبة أكثر خطورة مما هي عليه، ومعظمها يختفي دون ضرر خطير.
- وجِّه الشخص برفق إلى الأرض إن كان جالساً أو بدا أنه يسقط تفادياً لإصابة الرأس.
- حدِّد وقت بدء النوبة إن كان ذلك ممكناً؛ إذ تستمر معظم النوبات ما بين 30 ثانية ودقيقتين.
- أبعِد كل الأغراض الصلبة أو الحادة من المكان المحيط به لمنع الإصابة، بما في ذلك الطاولات والكراسي، وأزِل نظارته إن كان بالإمكان.
- ضع سترة أو قطعة قماش ناعمة أو بطانية تحت رأسه لتخفيف احتكاكه بالأرض.
- لا تحاوِل إطلاقاً تثبيت الشخص أو إيقاف حركته؛ لأن تقييد حركته قد يؤدي إلى إصابات له أو لك.
- حاوِل إن كان الشخص مستلقياً أن تديره برفق إلى جانبه مع توجيه فمه نحو الأرض لكن دون تثبيت للحركة، فذلك يساعد في الحفاظ على مجرى الهواء مفتوحاً ويقلل خطر الاختناق باللعاب. ومن المهم إن كان في فمه طعام أو شراب أن تديره إلى جانبه على الفور.
- لا تضع أي شيء في فمه في أثناء نوبة الصرع؛ فالشخص الذي يتعرض لنوبة لن يبتلع لسانه كما أُشيع، ومحاولة وضع شيء ما في فمه (حتى أصابعك) هي محاولة خطرة، فقد يؤذي أسنانه أو فكه أو يسبب الاختناق.
- فكّ الملابس الضيقة أو ربطة العنق أو الإكسسوارات الموجود حول عنقه للمساعدة على التنفس.
اقرأ أيضاً: دليلك للإسعافات الأولية للحروق بأنواعها
جدير بالذكر أنه في حال حدوث النوبة في مكان عام مثل الشارع، فإن الأولويات الرئيسية هي سلامة الشخص وكرامته. وإليك ما يمكنك فعله بالإضافة إلى ما ذُكر آنفاً:
- حافظ على هدوئك وتصرف بسرعة، وذلك بأن تقترب من الشخص بهدوء، وتؤكِّد لمن يراه أنك قادر على مساعدته. فالحفاظ على هدوئك يشجع الآخرين على الحفاظ على هدوئهم أيضاً.
- انقله إلى الرصيف أو إلى منطقة لا يكون فيها معرضاً لخطر الإصابة إن كان ذلك ممكناً، أو وجّهه برفق بعيداً عن المخاطر المباشرة مثل حركة المرور أو الأبنية أو الأغراض الحادة.
- اطلب من الآخرين التراجع وإفساح المجال، ما سيمنع الازدحام حوله ويقلل إحراجه أو ارتباكه عندما يستعيد وعيه.
ماذا تفعل بعد انتهاء نوبة الصرع؟
قد يكون الشخص مشوّشاً بعد النوبة وقد ولا يعلم بالضبط ما حدث، لذا من الضروري أن تقدّم له الطمأنينة والدعم وأن تضمن سلامته. وإليك ما يجب عليك فعله:
- ابق بالقرب منه وساعده على الجلوس في مكان آمن.
- هدِّئ من روعه واشرح له ما حدث بعبارات بسيطة بمجرد أن يصبح قادراً على التواصل؛ إذ يساعده ذلك على الشعور بالهدوء والأمان وفهم ما حدث.
- تحقّق من وجود أي إصابات، وخاصة إذا سقط الشخص في أثناء النوبة. فإذا رأيت إصابات أو كان الشخص يعاني الألم، فقدم الإسعافات الأولية حسب الاقتضاء أو اطلب الإسعاف.
- تجنَّب إعطاءه الطعام أو الشراب أو الدواء على الفور وذلك حتى يصبح مستيقظاً وواعياً تماماً؛ إذ غالباً ما يظل منعكس البلع ضعيفاً في الفترة التي تلي النوبة.
- امنح الشخص الوقت للتعافي، فقد يشعر بالتعب أو الضعف بعد نوبة الصرع، لذا شجعه على نيل الراحة وتجنب الضغط عليه لاستئناف أنشطته على الفور.
- اتصل بأحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء لمساعدته على العودة إلى المنزل بأمان في حال حدثت النوبة خارجاً.
اقرأ أيضاً: ما الإسعافات الأولية التي تُقدَّم عند التعرُّض لصدمة كهربائية؟
متى تطلب المساعدة الطارئة؟
لا تتطلب النوبات عادة عناية طبية طارئة، ولكن ينبغي طلب المساعدة الفورية في الحالات التالية:
- استمرار النوبة لمدة تزيد على 5 دقائق.
- إذا كانت هذه النوبة هي أول نوبة يتعرض لها الشخص.
- صعوبة التنفس أو عدم القدرة على التنفس أو عدم الاستيقاظ بعد انتهاء النوبة.
- بدء نوبة صرع ثانية على الفور.
- ظهور حمى شديدة مرافقة لنوبة الصرع.
- إذا كان المصاب بنوبة الصرع امرأة حاملاً.
- إذا كان المصاب بنوبة الصرع يعاني داء السكري.
- حدوث إصابة جسدية نتيجة نوبة الصرع.
- حدوث النوبة في أثناء وجود الشخص في الماء.
على الرغم من أن نوبة الصرع قد تكون مربِكة عند مشاهدتها، فإن الاستجابة الهادئة والواعية يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً في سلامة الشخص وتعافيه. وتذكر أن الاستعداد للمساعدة والمبادرة إليها أمر ضروري، خاصة إذا كان شخص مقرب منك يعاني الصرع.